اعذروهم ان فشلوا سياسيا مع دول الاستكبار فهم مع القرآن وفي اطار القرآن

05508ca53f280fd7227c6f20e547108e

بقلم/أبو الحسن حسن واثق

نحن متفقون جميعا ان انصار الله غير مرغوب بهم من دول الاستكبار العالمي بما فيهم امريكا ودول الخليج ، بل ان قنوات التواصل مع تلك الدول قد تكون غير موجودة لدى انصار الله ، وقد يفهم بعض المتابعين ان ذلك يرجع الى فشل انصار الله سياسيا وعدم قدرتهم التواصل مع المجتمع الدولي، او انهم غير قادرين على فتح قنوات دبلوماسية تؤدي الى التفاهم مع هذه الدول ،وان خبرتهم السياسية غير موجودة وتكاد تكون شبه معدومة ان لم تكن معدومة ،بل قد تجد الاغلب يصنف انصار الله انهم مليشيات مسلحة لاتفهم الا لغة السلاح وسفك الدماء ، وان تجربتهم في السياسة فاشلة او فشلت على المستوى الداخلي و الخارجي وسنناقش هذين الجانبين ومدى فشل او نجاح انصار الله فيهما ، حتى نفهم لماذا يصنف انصار الله بانهم فاشلون سياسيا .

بالنسبة للمستوى الداخلي كلنا نعرف كيف كانوا انصار الله في بداية تاسيس حركتهم ، مجموعة من الشباب في جبال مران استطاعت الخروج والنهوض من بين ركام ستة حروب استخدم وحيك فيها كل المؤامرات السياسية من اجل الحد من انتشارها وتفاعل وتجاوب الناس معها وايصال مشروعها السياسي الديني الى الرأي العام، وكلنا نعرف كيف تمتع انصار الله بالقدرة السياسية الفائقة ، بداية بالحوار الوطني ومشاركتهم فيه من خلال طرح رؤى سياسية واضحة ومنسجمة مع الوضع اليمني المتأزم انذاك ، ومرورا باتفاقية السلم والشراكة التي اتفق عليها كل الاطراف السياسية في اليمن والتي لو طبقت على ارض الواقع لضمنت لليمنيين جميع حقوقهم ، ولكانت بوابة لايجاد حل سياسي يرضى به الجميع ويحقق لكل اليمنيين طموحاتهم السياسية في ظل المشاركة الفعالة في اطار العدل والمساواة ….الخ ، وان كانت هناك نظرة تشأومية لقلة من الاطراف على هذه الاتفاقية ولكنها حضيت بالقبول على ماورد فيها من بنود من قبل اكثر المكونات السياسية في اليمن، وبمباركة اقليمية ودولية .

واخيرا بملئ وسد الفراغ السياسي الذي خطط له من قبل امريكا والسعودية واذيالهم في اليمن لجعل اليمن يعيش بدوامة سياسية لا يستطيع الخروج منها، عن طريق تأ سيس اللجنة الثورية العليا بالاشتراك مع المكونات السياسية الوطنية في اليمن التي كان لها الدور الفعال في اليمن في الخروج باليمن واليمنيين الى بر الامان من الازمة المصطنعة، واستطاعت ادارة شؤون البلاد بصورة مرضية لمعظم الشعب اليمني وبشكل خلق الطمأنينة في نفس المواطن اليمني، وان كان هناك قصور في بعض الجوانب ،ولكن ذلك لم يكن سببه انصار الله وعدم قدرتهم السياسية بل ان سبب ذلك القصور يعزى الى الحرب التي شنها العدو الصهيوامريكي والسعودي .

ان رغبة وارادة انصار الله في اقامة حكومة يمنية مستقلة لا تخضع لأي املاءات خارجية تحدد مساراتها واتجاهاتها، بالاضافة الى طموحهم في اقامة حكومة مكتفية ذاتيا وذلك بالاعتماد على الموارد الاقتصادية في اليمن والثروة الهائلة التي يمتلكها ، حكومةليست كالحكومات السابقة في اليمن منذ اكثر من خمسين عاما والتي كانت تعتمد على غيرها في الجانب الاقتصادي من طلب قروض ومساعدات وودائع بنكية ، وتخضع للاملاءات الخارجية في ادارة شؤون البلد،كل ذلك كان سببا في صنع وخلق الاضطرابات داخل اليمن، وشن حربا ظالمة وغاشمة على الشعب اليمني ، وذلك من اجل تصوير انصار الله بانهم قد فشلوا في السياسة داخل اليمن ، وانهم مليشيات مسلحة انقلبت على الحكومة الشرعية وتتلقى اوامرها من ايران التي تريد السيطرة على المنطقة .

اما بالنسبة للمستوى الخارجي فصحيح ان انصار الله لم يحضوا بقبول ورضى من قبل دول الاستكبار العالمي فنعزو ذلك الى عدة اسباب اهمها :

اولا :موقف انصارالله الرافض لسياسات دول الاستكبار بما فيها امريكا في المنطقة والتي تسعى الى احتلالها ونهب ثرواتها ، واستغلال موقعها الاستراتيجي .

ثانيا:عدم تخلي انصار الله عن قضيتهم المركزية وهي تحرير الاقصى الشريف وباقي ارض فلسطين ، وعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني .

ثالثا:عدم اتباع انصار الله منهج وسياسة الكيل بمكيالين تجاه القضايا والاحداث التي تمر بها المنطقة العربية والاسلامية.

كل هذه الاسباب هي التي جعلت من انصار الله مكون لا يرغب به وليس لديه القبول من قبل دول الاستكبار العالمي مما ادى ذلك الى خلق فرصة للمتأمركين في اليمن الى ان يصوروا انصار الله بأنهم قد فشلوا سياسيا على المستوى الخارجي ايضا.

اعتقد ان انصار الله لو رضخوا لسياسات دول الاستكبار في المنطقة ولم يرفضوها، ولو تخلوا عن وقوفهم الى جانب الفلسطينيين في أحقيتهم المشروعة في استعادة ارضهم وتحريرها من الاحتلال الصهيوني الغاصب، ولو اتبعوا سياسة الكيل بمكيالين تجاة القضايا والاحداث التي تمر بها المنطقة العربية والاسلامية، لو تخلوا عن ذلك لأحتضنتهم امريكا ولأستطاعوا ان يكونوا مكون سياسي له تاثيرة السياسي على مستوى العالم كما ان القنوات الدبلوماسية ستفتح ابوابها لانصار الله للتواصل مع العالم سياسيا كيف ومتى شاءت ، ولأصبح انصار الله من المكونات الناجحه سياسيا في المنطقة .

لكن ليعلم الجميع ان انصار الله حركة دينية تحررية ، لا تقبل الاستعباد والاستعمار ولا ترضى به حركة تأسست على ايدي المستضعفين وتقف الى جانبهم وتدعوهم الى مناهضة ومقاومة الاستعمار ، وتدعوا الى التحرر من التبعية والقبول بها ، بالاصح انها حركة نابعة من القرآن وفي اطار القران كونها تستمد سياساتها ورواها وافكارها منه ، حركة لن تتخلى عن القيم والمبادئ التي يدعوا اليها القرآن تلك القيم والمبادئ التي تقف في وجة الظلم والظالمين والغطرسة والمتكبرين .

ان استمرارية انصار الله مع القيم والمبادئ القرآنية وثباتهم عليها هي التي كونت حاجزا منيعا لعدم الانسجام مع دول الاستكبار التي تمثل الظلم والاستعباد والاستعمار.

اعذروا انصار الله ان فشلوا سياسيا على المستوى الخارجي ولم ينسجموا مع دول الاستكبار لانهم مع القرآن وفي اطار القران ولن يتخلوا عن القيم والمبادئ التي يدعو اليها القرآن.

والله الموفق…