جماعة الإصلاح طيور الجنة في عالم مليء بالأشرار
عبدالملك العجري
جاء في افتتاحية صحيفة الصحوة في عددها الأخير (القوى المتمسكة بالجمهورية ضمير مستتر تقديره الاصلاح)، أن ما حدث في عمران يستحق القراءة فالشهيد القشيبي كان يعلم أن الجميع قد تخلى عنه حتى ممن يفترض بهم تقديم المساعدة له بغية الدفاع عن العاصمة والدفاع عن عمران أمام غزو المليشيات.
غير أن ما حدث كان على عكس المتوقع فهناك من أعلن تأييده للمليشيا علناً وذهب إلى عمران ليبارك لهم نجاح تلك المؤامرة، ولم يكن لهؤلاء أن يفعلوا ما فعلوه ما لم يكن قد أعطوا الضوء الأخضر من قبل الأطراف السياسية في الداخل، ومن الأشقاء في الخارج، وكان الجميع يستهدف بذلك القوى المتمسكة بالثوابت الجمهورية والمدافعة عنها.
في نظر الإصلاح العالم مجموعة من الأشرار ومن نافذة هذه الفكرة يقرأ العقل الاصلاحي العالم قراءة بارونية تعتقد بامتلاكها عوامل السيطرة للمشهد المحلي والاقليمي وتسطر مسار الأحداث فالجميع فيها عبارة عن مجاميع من الأشرار المتربصين بالقوى المتمسكة بالثوابت الجمهورية والمدافعة عنها حسب افتتاحية صحيفة الصحوة.
بشلل تام في القدرة على إدراك المسؤولية الذاتية للنتائج التي انتهي إليها مسار الأحداث التي رمي بوزرها “خارج الذات” وبتحمل مسؤولية هذا كاملة على خصومه الأوغاد أوانها محصلة لرغبات كيدية ضد جماعة الإصلاح، هكذا قرأ الاصلاح الماضي وهكذا أيضا يقرأ الحاضر والمستقبل.
في الماضي كان الجميع في الداخل والخارج باستثناء الاصلاح مشتركين في مؤامرة قذرة استهدفت الاصلاح الذي كان ينكر آنذاك أية علاقة له بالصراع في عمران وأن لصراع عمران مؤامرة أطرافها هم: ميليشيات الحوثي، صالح وحزبه، هادي ومن حوله، القوى السياسية الأخرى من الاشتراكي إلى الناصري إلى بقية أحزاب المشترك، السعودية الامارات.
الاصلاح يقول انه قد غفر لهم (ما عدا الحوثي وعفاش) خطيئتهم في عمران لكن بدأت تراوده مؤخرا مشاعر باختلاق فصول جديدة لمؤامرة جديدة في إطار الشرعية والتحالف لا تقل لؤما ودناءة عن فصول تجربة عمران.
الاصلاح كان العائق الأكبر في تسوية أحداث عمران وظل يدفع بالقشيبي إلى أن لقي حتفه. والآن الاصلاح يكافح ضد وقف الحرب ومستعد بأن يدهف بالسعودية والامارات إلى مزيد من الغرق في المستنقع اليمني.
وفي كل مرة يخرج الاصلاح من مناوراته أو كفاحاته اللئيمة بخفي حنين.
كلما حاولت أن أفهم سلوك الاصلاح في السياسة وفي الصراع أعود كالعادة فاشلا في فهمه وفقيرا في إيجاد أي تفسير سياسي لمواقف الإصلاح وما يقوم به ويعتبره نضالا.
لكني أعتقد أن هناك حاجة للتعامل مع الإصلاح أكبر من الحاجة لفهمه وهي حاجة الإصلاح نفسه لإعادة تأهيل اكلينيكي، أن يودع في عيادة يخضع فيها لبرنامج تأهيل نفسي أو سياسي لبعض الوقت مثلا، ربما سيخلصه هذا من المأزق والقلق النفسي الذي يخالط روحه وعقله على الدوام.