في يوم القدس العالمي:(نحنُ قدركُم.. فعجِّلوا به)
د أسماء الشهاري
من حق أمريكا أن تخاف .. و من حق إسرائيل أن ترتعب.. نعم من حقهم أن يتآمروا.. و أن يحشدوا.. و أن يتحالف معهم من يخافونهم و يعبدونهم من دون الله..
نحن اليمانيون نمثل خطراً حقيقياً و تهديداً وشيكاً للعدو الغاصب.. و للأنظمة الديكتاتورية…
اليمن الدولة الفقيرة و المنكوبة و المستضعفة كما يراها كل العالم تقريباً هي التهديد الأقوى إن لم يكن الأوحد على الكيان الصهيوني الغاصب..
صحيح أن اليمن تمثل مطمعاً لدول الإستعمار و الإستكبار بكل ما تمتلك من مميزات جغرافية و ثروات هائلة متعددة..و صحيح أن هناك مخطط لشرق أوسط جديد.. لكن هذه ليست هي الأسباب فقط لتكالب الأعداء عليها و سعيهم لغزوها و احتلالها،بل قد يكون السبب الأهم هو أن اليمن هي الخطر الحقيقي على هذه الدول.. لا تستغربوا من هذا الكلام.. نعم فإن ذلك الأشعث الأغبر حافي القدمين و الذي لا يمتلك سوى سلاحه الشخصي غالباً هو أشد خطراً على إسرائيل من القنابل النووية و الأسلحة الأكثر فتكاً و تدميراً، و إسرائيل و أمريكا تعرف ذلك جيداً.. و هي بكل ما تفعله إنما تسعى لتستبق الأحداث.. و أن تنال منه قبل أن يصل إليها.. فهو يهدد وجودها و هو من قد يحول بينها وبين تحقيق أهدافها في كل المنطقة..
فرجال اليمن معروفين و مشهورين بشراستهم في القتال و معروفين ببأسهم و بقوتهم منذ الأزل.. هم أيضاً أهل الإيمان و الحكمة.. و هم الناصر الأول للإسلام و هم الأكثر حمية و غيرة على كل المقدسات الإسلامية.. و الأكثر انتماءً لأمتهم فهم أصل العرب و وطن العروبة الأول وقد وضعوا القدس و فلسطين أمام أعينهم بقوة، و هم الأكثر تمسكاً بتعاليم دينهم و قرآنهم و الذي رجعوا إلى تعاليمه و نهجه بشكل قوي و ملفت لكل العالم.. و أعداء الإسلام يعرفون جيداً ما معنى أن ترجع أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى القرآن و تمشي على نهجه..
لكن ما لا يعرفونه هو أن كل ما يقومون به بقصد كسر شوكة هذا الخطر المحدق بهم و الذي يؤرق مناهم و يقض مضاجعهم إنما يزيد من قوتهم و يزيد من سرعة وصولهم إلى مرماهم.. و أنه ستكون له نتائجه السلبية عليهم و منها أنهم سيكونون السبب الأقوى في تلاحم اليمنيين و توحدهم و ذوبان كل الخلافات الثانوية بينهم شمالاً و جنوباً، و سيكون اليمن هو المنارة لكل الدول العربية و الإسلامية و الذي منه ستنطلق شرارة التغيير الأولى في كل المنطقة.
إنَّ السيناريو المتوقع بعد فشل الأيادي الأمريكية في كسر شوكة اليمنيين و إخضاعهم هو أن تتدخل أمريكا نفسها بشكل مباشر و تستخدم العنف و القوة المفرطة بأسلحتها الفتاكّة هي و حلفائها لتحقق ما عجز عملائها عن تحقيقه.. لكنها لا تعرف أنه مهما فعلت لتغير أفكار هذا الشعب و تحرفه عن اهتماماته فهي إنما تزيد من قناعاته تلك، فمهما فعلت و ستفعل فإن ذاك اليمني عين له على اليمن و عين على فلسطين، قلبه في اليمن و روحه ترفرف حول القدس..
ما لا يعرفونه حتى و إن كانوا يتوقعون الهزيمة أو أعماهم عنها غرورهم و كبرهم أنها ستكون هزيمة نكراء و أنهم لن يلبثوا طويلاً، و أنهم مهما أمعنوا في القتل و الإجرام فإنما هم يعجلون على أنفسهم ما يخشون حدوثه.. لأن اليمني لا ينسى ثاره و لأنه يحارب حتى بأنيابه و أظفاره.. و حتى إن دفن تحت تراب أرضه الطاهره تظل روحه تقاتل و دمائه تتفجّر براكين من تحت الأرض لتزلزل عروش المستكبرين و تجتثهم و تحيلهم و أحلامهم إلى سراب.
إنَّ سقوط هيبة أمريكا في اليمن لن يكون كما حدث في غيرها من الدول، و سيلاحقها الذل و العار و ستندم ندماً شديداً على تجرؤها لغزو أرضه المقدسة، و ستتمنى لو أنها فكرت ألف مرة قبل أن تصنع من اليمن البلد الفقير المحاصر المنكوب أسطورة و قبل أن تصنع من نفسها مسخرة و أضحوكة للعالم ككل و إنَّ غداً لناظره قريب؛؛؛