رغم جراحهم…القدس في قلوب اليمنيين
بقلم/مروان حليصي
من وسط الجراح المثخنه التي يعيشها ابناء الشعب اليمني ووطنهم منذ عام ونصف جراء العدوان السعو-امريكي الذي اهلك الحرث والنسل ، ومن رحم المعاناة التي يتجرعونها جراء الصلف السعودي الممزوج بحقد لا مثيل له، ومن بين زوايا ركام منازلهم المدمرة ومدارسهم ومستشفياتهم ومصانعهم المقصوفه ، وطرقهم المخربه..
خرج ابناء الشعب اليمني الى الساحات والميادين افواجآ للاحتشاد والابتسامة ترتسم على وجوههم رغم جراحهم ، ،وذلك ليس لأن العدوان توقف، ورفعت الحرب اوزارها، او تقف القصف اليومي الذي يتعرضون له جوآ وبرآ وبحرآ، وإنما إحياء ليوم القدس العالمي،وتعبيرآ عن إلتزامهم بالوفاء بالعهد الذي قطعوه على انفسهم تجاه القدس و القضية الفلسطينية-قضيتهم الآم التي لن يذخرو جهدآ يسخروه، او روحآ يضحون بها او مالآ ينفقوه في سبيلها لنصرتها وتحريرها من الاحتلال الصهيوني الغاصب الذي سفك ومازال دماء الاالاف من ابناءها رجالآ ونساءً صغارآ وكبارآ، في ظل تواطؤ عربي مخجل على تلك الجرائم البشعه التي ترتكب بحق فلسطين الارض والانسان والتاريخ على امتداد اكثر من ستة عقود ..
كل ايامها وساعاتها دماء تسفك وارواح تنتزع بالقوة ونساء ترمل واطفال تيتم، واراضي تنهب، ومقدسات تنتهك حرماتها، دون ان تحرك ساكن كثير من انظمة دول الانبطاح والخنوع العربية التي اصبحت القضية الفلسطينية تحتل الدرجة الثانية او الثالثة على سلم أولوياتها ، تاركة اياها في سله المهملات ، غير مكترثة لدماء الشباب الفلسطيني التي تسفك بشكل يومي دفاعآ عن الأرض والعرض والمقدسات، وغير آبهه بخطر الاستحداثات الجديدة على الارض وتواصل بناء المستوطنات وسياسه طمس الهوية التي تمارسها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك في خيانه كبرى للقضيه الفلسطينيه و لكل شهداءها الابرار الذين استشهدوا وهم يأملون بأشقاءهم العرب نصرتهم والوقوف على الأقل مع من تبقى من اخوانهم الأحياء، والانتصار لقضيتهم. فالقضية الفلسطينية كل ما تحتاج اليه هو توفير المال والسلاح لابناءها الذين يعرفون كيف يدافعون عن ارضهم وعرضهم ولديهم القدره على الدفاع عن انفسهم وتحرير ارضهم ، واستعاده الحقوق لا تتطلب بالضروره التوسل والتضرع للمعتدي وتقديم المبادرات له ، كما فعل اشقائنا في المملكة بمبادرة السلام العربية التي عفى عليها الزمن ،..
فالمعتدي والعدو هو من حرى به ان يقدم المبادرات ومن يتوسلنا وليس العكس ،
ولكن للأسف فالمال والسلاح هما ما تمتنع عن تقديمة لاشقائنا الفلسطينين، دول الخليج الغنية والمكدسة اموالها في البنوك الامريكية والاوروبية ولا عذر لها في هذا التخاذل ،وذلك في نفس الوقت الذي تبادر به ايران الدولة الشيعية التي دعمت وما زالت تدعم المقاومة بالمال والسلاح وبغض النظر إذا كانت لها بعض الاهداف من وراء ذلك،فكيفي انها بدعمها تمكنهم من الصمود في وجه الاحتلال الغاصب ومقاومته بدلآ عن الاستسلام المطلق له.
نعم..
يعيش ابناء الشعب اليمني اليوم اوضاعآ مأساوية مشابهه لتلك التي يعيشها اخوانهم ابناء فلسطين،بل واكثر منها،حيث تعرضو لجرائم يندى لها جبين الإنسانية لعام ونصف من جارهم الذي ما من جريمة إلا وارتكبها بحقهم، محولآ بفعل غاراته كل بنانا التحيته الى قاعآ صفصفا في ظل الصمت الدولي المخزي،..
ولا فرق بين الجرائم التي ترتكب بحق الشعبين الفلسطيني واليمني سوى ان الفاعل والجاني بحق الشعب اليمني ليس يهودي الديانة، بل هي الدولة المسلمة و الجارة للشعب اليمني متمثلة بالمملكة العربية السعودية التي نصبت نفسها زعيمة لابناء الطائفة السنة الذين لم نراها يوما ما تمثلهم وتكون اعمالها مطابقه لمبادئ غالبيتهم الذين يحملون على عاتقهم استرداد الاراضي العربية المحتلة من الكيان الصهيوني وحل القضية الفلسطينية الحل العادل،..
فملوكها وامراءها يجلسون على مليارات الدولارات، ولم نراها تقف الى جانب اخواننا الفلسطينين وتدعمهم بالمال والسلاح بدلآ من انفاقها الاموال الطائلة في شراء الاسلحة لقتل الشعوب العربية المسلمة وتدمير بلدانهم، ومنهم الشعب اليمني الذين مثلت بجرائمها بحق ابناءه ابشع صور الصهيونية، وتزيد عنها قليلآ، ضد ابناء الشعب الفقراء ماديآ،والاغنياء بعزتهم وكرامتهم وتاريخهم الضارب في اعماق التاريخ لخمسة الالاف قبل الميلاد، الذين يعلمون جيدآ،ويعون بأن المؤامرات التي احيكت ضدهم واستهدفت بلدهم بهذه الحرب الشعواء ماهي إلا في سبيل عرقلة المشروع الاكبر الذي يسعون لتحقيقه، وإبعادهم عنه ، خدمة للكيان الصهيوني الذي اضحى تربطة العلاقات الوطيدة والتحالفات الاستراتيجية بكثير من الدول العربية التي تخطت كل القيم المبادئ والثوابت بتطبيعها الذي سبق القضية.
فالقضية الفلسطينية بالنسبة للشعب اليمني كانت وستبقى هي الآسمى والأهم وهي الأولى في أولويات معاركهم القادمة؛
طالما وهنالك قوة ايمان تمتلئ بها قلوبنا تجاه عدالة قضيتنا-القضية الفلسطينية ومقدساتها ، ولطالما وقد حمل ابناء الشعب اليمني مثل كثير من ابناء الشعوب العربية والاسلامية على عاتقهم مسوؤلية نصره اخوانهم والقتال الى جانبهم ضد المحتل الصهيوني الغاصب،والوقوف ضد كل مخططاته الاستعمارية .
والحقوق دائمآ لا تستجدى بل تنتزع بالقوة ، ومهما طال انتظارها فهي في النهاية تعود لاصحابها ،وان غدآ لناظره لقريب.