أنتُم عيدُنا..
د. أسماء الشهاري
عيدكُم جباهاتُكم.. و عيدنا أنتُم.. نعم أنتم، ما هو العيد بدونكم؟ و ما هو العيد لولا أنتم! و هل كان سيكون هناك عيد لولاكم!؟
يا أشرف الخلق.. يا أعظم الرجال.. ما أصعب الكلام عندما تكونون محوره.. لأنه من الصعب بمكان إيجاد كلمات تليق بكم.. كلمات تعانق هاماتكم الشامخة شموخ الجبال.. جبال وطننا الحبيب.. نقم و عطان وهيلان..
ما أعزكم و أكرمكم.. منذ أشهر و أنتم تحرسوننا و تحرسون مدننا و قُرانا.. تسهرون لكي ننام، و تتحملون حرارة الشمس الحارقة في منتصف الظهيرة، و البرد القارس في شتاء الليالي الموحشة، تفترشون الأرض و تلتحفون السماء لكي ننعم نحن بالأمن و الراحة .. لكي نعيش بعزة؛ و حتى لا نذِل أو نخزى تحت أقدام الغزاة و المحتلين.. و أي عيش يكون وهو يُكدِّر صفوه مُحتلٌ غاصِب!!
عندما أجمع الطغاة جبروتهم و كيدهم و جاؤوا بعتادهم و جيوشهم ليحتلوا أرضنا ويسوؤوا وجوهنا، كنتم الأقوى بالله و بثباتكم و صمودكم.. وكنتم الحامي للأرض و العرض و الصائن للشرف والكرامة وأكرم بكم من حماة.. و عملتم فيهم القتل و التنكيل و ما أشد وطأتكُم على الطغاة..
ها نحن أعزاء بعزةِ الله و عزتِكُم.. نتنفس الحرية التي تهب رياحها من جبهاتكم و نستنشق عبق الكرامة بفضل سواعدكم.. و تشرق أمام أعيننا شمس النصر التي تستمد وهجها من وهجِّ هممكم و عزائمكم..
ها أنتم اليوم تحرسون عيدنا.. حتى لا يُنغص صفوه شيء..
يا عيدنا.. كيف نهنئكم بالعيد، و قد تركتم أبنائكم لكي يفرح أبنائنا.. و هجرتم أسركم لكي نهنأ مع أسرنا.. لا يسعنا إلا أن نقول لكم أنتم عيدنا و فخرنا و عزنا و نصرنا يا رجال الرجال يا أشرف من في الأرض.. لو كان بأيدينا أن نغلف العيد كهدية نهديها لكم و نرسلها مع كل حبنا و احترامنا و تقديرنا.. دمتم و دام الوطن بألف خير.