لقد فاتكم القطار….يا رعاة الابل
بقلم/مروان حليصي
لم تتبقى لنا من الخيارات سوى الصمود والمواجهة وبصمت دون تكليف انفسنا عناء المطالبة بوقف الحرب ممن يديرونها ويستثمرونها باعتبارها مشاريع اقتصادية ناجحه تدر عليهم دخلآ وفيرآ، ومضمار للتنافس بينهم-بين الدول لجني الاموال الطائلة بسهولة وذلك بقتل الشعوب وابادتها وتدمير ممتلكاتها باساليب حديثة وفتاكة من خلال الاسلحة التي تقدمها انظمة تلك الدول لحكام الخليج العابثين بثروات شعوبهم لاشباع نزواتهم وفرض سياستهم على شعوب المنطقة ،ففي تقرير صدر حديثآ اكدت شركة IHS Inc الإستشارية، بان السعودية احتلت المرتبة الأولى عالميا في شراء السلاح للعام الماضي 2015 ، حيث يؤكد التقرير أن مشتريات المملكة السعودية من السلاح قفزت بنسبة 50% لتصل إلى 9.3 مليار دولار، حيث تعد الولايات المتحدة المصدر الأول للسلاح الى المملكة السعودية وتليها بريطانيا التي بلغت مبيعاتها إلى السعودية حوالي مئتين وخمسة وتسعين مليار يورو في عام 2015 فقط كما اكدته صحيفة الغارديان، وتليهما فرنسا، وبالتالي ليس في صالحهم ايقاف الحرب، لاسيما وهم لا يعرفون العاطفة ولا يفهمون الانسانية ًولا تعرف الرحمة او الشفقة طريقآ الى قلوب قادتها وانظمتهما عندما يكون الأمر متعلقآ بتنمية اقتصاديات دولهم حتى ولو كان على انهارآ من الدماء كما هو حاصل في بلادنا ، فؤلئك يعيشون على اشلاء الابرياء الممزقه من الاطفال والنساء وعلى خراب ودمار الدول واتساع الفوضى فيها، وتزدهر اقتصاديات بلدانهم على انهيار اقتصاد الدول الأخرى، وينعمون بالامن على حساب امننا، وهذا ما يجعل من الغير المجدي لنا استمرار التوسل لارباب العدوان بوقف الحرب سيما وهم من يحافظون على شرارتها وصب مزيدآ من الزيت على نارها كلما خفت وهجها وقل اشتعالها، فهم لا يريدون للحرب ان تتوقف وتنتهي لطالما وان الطرف الأخر غبي احمق يدفع فاتوره انهياره مقدمآ بنفسه وبسخاء مثله مثل الحمار تحمل اسفارا.
فمنذ بدء العدوان السعو-امريكي في مارس من العام الماضي حضيت المملكة بدلال لم يحضى به اي عدو على مر التاريخ، فحتى كبرياءها وغرور امراءها تم مراعته واعطائة حقه ولعام ونصف لعلهم يراجعون انفسهم ويستدركون خطأهم التاريخي والفادح الذي ارتكبوه بحق اقدم الشعوب العربية-الشعب اليمني الذي كان بمثابة السياج المنيع المؤمن للامن الخليج من الخطر الايراني الذي يهوله امراء المملكة لشعوبهم بهدف إلهائهم عن المطالبة بحقوقهم الممنوعة منهم والمحرمة عليهم، وتركت لها اكثر من فرصة لعلها تنتهزها وتوقف العدوان مع احتفاضها بكبرياء المال الذي تمتلكة وبما يحفظ ماء الوجهه،، ومنحت لها اكثر من فرصة لوقف جرائمها بحق الشعب اليمني و الانسحاب من ورطتها في اليمن ، حيث ومنذ بدء العدوان ودعوات السلام التي تقدمها القوى الوطنية لم تتوقف ولم ينقطع غصن الزيتون وحمامة السلام التي قدمتها قيادة الثورة للمملكة لعلها تراجع نفسها وتلقطها فرصة لوقف العدوان، ولعام ونصف ارتكبت جرائم يندى لها جبين الانسانية بحق شعبنا الصامد الصابر، ولم تتورع يوما ما في استخدام الاسلحة الفتاكة والمحرمة ضد المدنيين والاهداف المدنية، وبداية من فرصة حوار جنيف 1 وجنيف 2 واخيرآ مشاورات الكويت،التي وللاسف جعلو من كل جولات المشاورات والحوارات السابقة كنقطة لتحقيق ما فشلت الحرب والقوة تحقيقة، وهذا يدل على غباءهم السياسي وتخبطهم، لاسيما وقد عجزو عن تحقيق اهدافهم و وهم في قمة حقدهم وسعير غاراتهم وضخامة زحوفاتهم ونشوة حربهم العبثية.
ولكن اليوم قد انتهى ذلك الدلال، وتوقفت التوسلات والمناشدات ولن تعود بعد اليوم طالما وهنالك سواعد الرجال القادرة على تركيعكم وهزيمتكم ودعسكم، فقد فاتكم القطار انتم وليس نحن ابناء الشعب اليمني الذين لم نعد ما نخشى عليه من استهداف طيرانكم ، ولم نعد نعول على الحوار او نكترث له بعد ان قتلتم الالاف ودمرتم كل ما نملك، ولن نعود اليه الا بوقف عدوانكم، ولا نعرف بعد اليوم سوى لغة البندقية التي حتمآ ستعيدكم الى حجمكم الاصلي ، وستعرفكم بحقيقتكم وغباء سياستكم وخطأ اتباعكم لغروركم، ولن تسمعو منا بعد اليوم اي حديث اخر غير حديث البارود المصحوب بعبارة سلم نفسك ياسعودي،ولا اكثر من ذلك يا رعاة الابل.