الأضحى القادم بدون بني سعود .. مؤشرات ودلائل
بقلم / جميل أنعم
—————
هنالك مؤشرات عديدة تدل على أن نظام بني سعود قد أذن بالرحيل والزوال وأن السلفية الوهابية التكفيرية لآل الشيخ في طريقها للأفول، بني سعود والوهابية التكفيرية وجهان لعملة واحدة، وعلى مدى 280 سنة أدت هذه العملة مهام إستعمارية صهيونية بامتياز، وبسلاح التكفير .
فكانت المهمة الأولى شق الوحدة الإسلامية العربية بإضعاف السلطنة العثمانية ومصر محمد علي باشا، والنتيجة حضور الإستعمار الإنجليزي والفرنسي والإسباني للوطن العربي والسيطرة على الطريق التجاري البحري من الهند والبحر العربي وخليج عدن والبحر الأحمر والمتوسط والمضايق الثلاثة باب المندب وهرمز وجبل طارق، ولتعلن بريطانيا سياسة “الوئام البريطاني” لهذه المنطقة بمنع دخول أي أساطيل وبوارج حربية معادية لبريطانيا العظمى في هذه المنطقة، وكان ذلك في القرن التاسع عشر ميلادي .
وبعد إقصاء وزوال بني عثمان الأتراك كانت المهمة الثانية لبني سعود والوهابية التكفيرية والتي فقست تنظيم الإخوان العالمي التكفيري، هذه المهمة تمثلت في شق الوحدة العربية ولتظهر 21 دويلة عربية وكيان سعودي وكيان صهيوني .
تمكنت لاحقاً حركات التحرر الوطني العربية من تحرير بعض الأنظمة من الإستعمار والحكام العملاء وبأنظمة جمهورية وطنية عربية معادية للاستعمار والصهيونية والرجعية العربية، وفي هذه المرحلة استكمل الإستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي احتلال كل الوطن العربي بإستثناء صنعاء “يحي حميد الدين” وليظهر الكيان الصهيوني 1948م، ولتعلن أمريكا سياسة أو مبدأ “ايزنهاور” بالتدخل العسكري المباشر في المنطقة، وكل ذلك في القرن العشرين الميلادي .
والمهمة الثالثة لهذه العملة وبالوجهين السعودي والوهابي التكفيري هي تحطيم الوحدة الوطنية للأنظمة الوطنية الجمهورية، ويراد بذلك ظهور كيانات عربية مناطقية طائفية هزيلة ضعيفة موالية للغرب واسرائيل ومرحبة بظهور إسرائيل الكبرى وتدفق النفط للغرب وبثمن بخس ..الخ.
هذه المهمة الثالثة بدأت من مطلع القرن الواحد والعشرين، والبعض يعتبر أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001م، بداية المهمة، فيما البعض الآخر يرى ما سُميَ بالربيع العربي فبراير 2011م بداية للمهمة الصهيونية الإستعمارية للقرن الواحد والعشرين وبسلاح التكفير والمناطقية والطائفية، هذه المهمة كادت ان تنجح خاصة مع رفع الشعارات الملونة البراقة ثورة حرية ديمقراطية، وبمواكبة إعلامية من “قناة الجزيرة” التي أبهرت العقل العربي الشاب، وأسرت الأفئدة والقلوب بالنموذج التركي الإخواني وبوهم خلافة صهيونية متجددة .
وتعثر الفرع الإخواني بالمهمة فتقدم الأصل والأصيل بني سعود والوهابية السلفية بأنواعها الثلاثة، الجهادي التكفيري القاعدة وداعش، والسياسي الإخواني التكفيري، وسلفية الدعوة وأهل الحديث والدعاء ..الخ، في الميدان، وأخفق وتعثر الوكيل والأصيل عن المهمة الثالثة بفعل المقاومة والصمود في سوريا واليمن ولبنان، وتنامي الوعي لدى الآخر كما في مصر .
هذه المقاومة والصمود بالواقع لم تظهر أثناء المهمة الأولى والثانية، وظهرت المقاومة في المهمة الثالثة بل وفضحت زيف وتزوير هذه المذهب التكفيري الإرهابي المنافق، الذي دمر ومزق الوحدة الإسلامية العربية في القرن التاسع عشر، ودمر ومزق الوحدة العربية في القرن العشرين وها هو يطل برأسه لتدمير وتمزيق الوحدة الوطنية في القرن الواحد والعشرين ولمصلحة الإستعمار والصهيونية .
والثاني السعودي والوهابي التكفيري أخفق وعجز بالمهمة الثالثة بل وأصبح مثالاً للعدوان والتخريب والتمزيق والقتل والتشريد والتهجير يترنح وبدأ يتهاوى للسقوط، وعندما يسقط الثور تكثر السكاكين .
وبصيغة أخرى أقرب، عندما يفشل المجرم بالقيام بالمهمة بل وينفضح أمره، فإن زعيم العصابة يلجأ إلى تصفيته، وليظهر بمظهر المنقذ والمخلص، وفشل ثنائي الإجرام بل وانكشف جوهره القبيح التدميري للأمة الإسلامية والعربية ثم العربية ثم الوطنية، وحان الوقت لإزالته من الخارطة الإسلامية والجغرافيا السياسية .
وبغض النظر عن الفعل العسكري اليمني والسوري الصامد فإن هنالك مؤشرات متعددة تدل على أن عيد الأضحى القادم 1438 هـ، سيكون بدون بني سعود والسلفية الوهابية التكفيرية كحد أعلى، وكحد أدنى كيان جغرافي محدد في نجد وبحاكم تابع للغرب والصهيونية، ومن المؤشرات التي تجلت حتى تاريخه :-
أولاً مؤشرات دولية :-
من أمريكا وروسيا صدر مؤشرين هامين يدق ويطعن بالنظام السعودي ذو الوجهين السياسي والديني وبشراكة بني سعود وآل الشيخ، مؤشران موجبان للقضاء على النظام السعودي وبالقانون الدولي والشرع الإسلامي، هذان المؤشران هما :-
1- مؤشر روسيا “مؤشر ديني إسلامي”
وتمثل في مؤتمر غروزني 25 -27 أغسطس 2016م، والذي حضره علماء المسلمين من كل أنحاء العالم، لتحديد مفهوم أهل السنة والجماعة والذي أخرج السلفية الوهابية التكفيرية من مفهوم أهل السنة والجماعة والمتمثلة في ثلاثة طرق هي، أثرية الإمام أحمد بن حنبل – أبو الحسن الأشعري والمذاهب السنية الأربعة – الماتردية والتي ينسب إليها الأزهر المصري، كما حدد مراجع أهل السنة والجماعة في القاهرة الأزهر،و تونس الزيتونة، وحضرموت الأشراف السادة، والقوقاز .
والجدير ذكره هنا بأن علماء الوهابية ومشائخ الإخوان لم يحضروا المؤتمر والذي عقد بدعوة وتحضير من الداعية الإسلامي اليمني الحضرمي “الحبيب الجفري” وبرعاية مصر الأزهر وروسيا القوقاز الإسلامي بزعامة رئيس الشيشان “رمضان قديروف” وبذلك يكون مؤشر روسيا قد استهدف الوجه الوهابي التكفيري للنظام السعودي .
2- مؤشر أمريكا “مؤشر سياسي”
ويتمثل بقرار الكونجرس الأمريكي في 10 سبتمبر/أيلول 2016م، والذي سمح لعائلات ضحايا هجمات سبتمبر 2001 برفع دعوى قضائية ضد السعودية لدورها الإرهابي بأحداث سبتمبر وتحديداً ضد أفراد من العائلة السعودية الحاكمة، وبذلك يكون مؤشر أمريكا قد أستهدف الوجه السياسي للنظام السعودي، الأسرة الحاكمة بني سعود إرهابيون في أمريكا، وقوى تحرير باليمن وسوريا جملة اعتراضية لأنصار شرعية هادي والثوار والأحرار وديمقراطية سوريا !!
وبالمثل مؤشر روسيا للجناح الوهابي التكفيري ومؤشر أمريكا للجناح السياسي العائلة الحاكمة، خطتان متوازيتان يلتقيان عند نقطة إلتقاء المصالح الأمريكية والروسية، عكس قوانين الهندسة التي تتعارض مع أعراف المصالح والمصالح فقط وفقط .
ثانياً مؤشرات إقليمية “إيران”
وكما هو معروف فإن النظام السياسي والوهابي التكفيري للسعودية شن ويشن حملة مسعورة ضد النظام الجمهوري الثوري الإسلامي في إيران وصلت لدرجة أن مفتي السعودية عبدالعزيز آل الشيخ الوهابي كفر قادة إيران و 85 مليون مسلم إيراني بقوله أن قادة إيران أبناء مجوس وليسوا مسلمين، وبالطبع كانت إيران الملكية بالشاة “رضا بهلوي” مسلمة والملك فيصل أقام معه التحالف الإسلامي 1966م لضرب الأنظمة الوطنية الثورية الجمهورية في اليمن ومصر وسوريا !
وأمام تعنت وصلف النظام السعودي بالعدوان على الشعب اليمني، وعدم تقديم اعتذار لإيران عن ضحايا الحجاج الإيرانيين للعام الماضي، وصف قائد الثورة الإيرانية الإمام “علي الخامنئي” العائلة السعودية بأنهم “شجرة ملعونة وخبيثة”، والشجرة الخبيثة يجب اجتثاثها، والقوة الصاروخية الإيرانية كفيلة باجتثاثها بثواني ودقائق معدودة، وبمرجعية مؤشر روسيا وأمريكا، وبإسناد من الشعوب العربية المظلومة من النظام السعودي وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني واللبناني والمصري وحتى العراقي والليبي وانتهاءاً بالشعب السوري واليمني .
وحدهم فقط قوى العمالة والارتزاق من النظام السعودي سيعلوا بهم الصراخ والضجيج بزوال ولي النعم والمال والسلطة بني سعود والتكفير الوهابي .
ثالثاً مؤشرات داخلية للنظام السعودي
مؤشرات عديدة تدل على أن الكيان السعودي سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وتكفيرياً بدأ يهتز ويترنح ثم السقوط إن شاء الله تعالى، وبسواعد المجاهدين الرجال الشجعان في كافة ميادين الكرامة والشرف والعزة، ومن هذه المؤشرات الداخلية :-
1- مؤشر تكفيري:
ويتمثل بتراجع الصوت التكفيري للخلف وتقدم الصوت الوسطي كما يزعم الكيان السعودي، ولأول مرة منذ 25 سنة يختفي عبدالعزيز آل الشيخ عن خطبة يوم عرفة لهذا العام 1437 هـ، والذي كفر الجماعة الحوثية اليمنية “الظالمة” حسب توصيفه في خطبة عرفة 1436 هـ وليختفي عبدالعزيز آل الشيخ من خطبة هذا العام بمبرر المرض، وهي مقدمة لسماع خبر نصي ووفاة الشيخ التكفيري الوهابي قريباً، ليظهر شيخ يدَّعي الوسطية بالإسلام والوحدة الإسلامية ومن على منبر خطبة عرفة لهذا العام ظهر الشيخ السديس بخطاب وسطية الإسلام الذي ناقض نفسه بالدعاء على شعب عربي مسلم يمني معتدى عليه من تحالف يقوده الإنجليز والأمريكان، واللافت للنظر بخطبة عرفة السديس هو خطاب الوسطية والتحدث عن التكفير، وقبله النظام السعودي يتحدث ويصف التكفيريين بالفئة الضالة، خطاب تراجعي تقهقري بعد مؤشر روسيا وامريكا والشجرة الملعونة الخبيثة، ناهيك عنك مؤشر اليمن وسوريا العسكرية الميدانية .
2- مؤشر عسكري:
خرج جنرال عسكري سعودي وبتصريح تناقلته مواقع إعلامية يفيد فيها بأن فرضة نهم محرقة وجهنم وكل الطرق لا تؤدي إلى صنعاء .. وهنا لا تعليق
3- مؤشر سياسي:
ويتمثل بظهور شخصيات سياسية سعودية سواء من الأسرة الحاكمة أو من أركانها، تنتقد النظام السياسي وتقدم الولاء للكيان الصهيوني الأمر الذي يُفَسَّر بدور سياسي وكياني لهم بعد زوال النظام السعودي بل سيكون لهم دوراً ما سياسي واعلامي وتحريضي لرحيل النظام، على غرار ربيع إخوان بني صهيون 2011م، ومن هذه الأسماء من العائلة السعودية، سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز وولده الوليد، وتبقى لسمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز كلمة وساعة الصفر ومن أركان النظام الجنرال أنور عشقي والخاشقجي الذي صرح مؤخراً لقناة فضائية بعد مؤتمر غروزني بأن الحل هو الإسلام الذي أعلنه الملك فيصل بن سعود علماً بأن فيصل وبالتعاون مع أمريكا خلع أخيه سعود من العرش السعودي وقدم مشروع إصلاح لنظام الحكم السعودي منها إقامة مجلس شورى وإلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي يسيطر عليها آل الشيخ الوهابي وكذلك السماح بالغناء في الإذاعة السعودية .
4- مؤشر إقتصادي:
عجز مالي وخصخصة للقطاع العام وإفلاس شركات وحل شركات أخرى، وعمال بدون وظائف ورواتب، وبالإجمال اضطرابات اجتماعية ستواكب عملية رحيل النظام عندما تحين ساعة الربيع السعودي .
5- مؤشر ويكيليكس:
والذي بدأ بنشر وثيقة تفضح بني سعود والبداية نشر رسالة الملك فيصل إلى الرئيس الأمريكي جونسون، وفيها يدعو فيصل أمريكا إلى دعم إسرائيل لإحتلال مصر وسوريا وحصار المد القومي العربي حتى لا يتمدد والمحصلة هزيمة يونيو 1967م .
6- مؤشر العقل العربي السليم:
والذي أدرك بأن نظام يدعو للجهاد ضد العرب والمسلمين ولا يدعو للجهاد ضد الإحتلال الصهيوني والإستعمار الغربي هو نظام زائل لا محالة، وحان الوقت بالهتاف عالياً بالقول “أرحل يا سعودي .. وكما تدين تدان .. أشرب يا سعودي من نفس الكأس” .
وعموماً تلك مؤشرات تجلت واضحة، وبالتأكيد هناك مؤشرات قادمة وجميعها تشير إلى أن عيد الأضحى القادم لعام 1438 هجرية، سيكون بدون بني سعود ونظامه السياسي والكهنوتي، وقادر يا كريم .