مجددآ..رمال ميدي تبتلع جحافل المنافقين
بقلم/مروان حليصي
مرت اكثر من 600 يومآ مذ بدء تحالف العدوان السعو-امريكي عدوانه على الشعب اليمني، الذي اوغل كثيرآ في سفك دماء المدنيين برتكابه مجازر مروعة بحقهم، واكبرها مجزرة الصالة الكبرى التي راح ضحيتها اكثر من 140 شهيدآ ومئات الجرحى، وغيرها من المجازر التي مثلت الانجاز الوحيد الذي حققته تلك القوى-قوى الغزو والاحتلال في ظل فشلها الذريع في تحقيق اهداف عاصفه الحزم التي تضمنت عودة الشرعية المزعومة التي مازالت في فنادق الرياض وتدمير القدرات البالستيه اليمنية التي وصلت مؤخرآ الى جدة ، علاوة على فشلها في تحقيق أي انجاز على الارض من خلال المنافقين والمرتزقه الذين زُج بهم في اكثر من جبهه ، ولو آٌخذ بالحسبان عامل الوقت الذي قضت فيه قوى الغزو والاحتلال محاولاتها العديدة لاحراز اي تقدم او الاستيلاء على مواقع الجيش بعد دحره وباءت بالفشل الذريع لكان كافيآ باتخاذ قرار ايقاف الحرب فورآ ،في ظل انعدام التكافوء من ناحية حجم القوة العسكرية والبشرية والمادية والألة الاعلامية الضخمة التي سخرها تحالف العدوان بدوله التي تتجاوز عددها العشر دول منها امريكا واسرائيل وغيرهما من الدول مقابل المقاتل اليمني المسلح بالكلاشنكوف الذي يواجه به طائرات ال اف16 واليوروفايتر والاباتشي وغيرها ، وكذلك فخر الصناعة العسكرية الامريكية دبابة الابرامز وعربات البرادلي وغير هما من الأليات والمدرعات التي في مرات عدة لم تكلف مقاتلينا سوى عود ثقاب لاحراقها ولا اكثر من ذلك.
فلن نتجه صوب الارض الوعرة والجبال المرتفعة والتباب التي دارت فيها معارك شرسة منيت فيها قوى الغزو والاحتلال ومرتزقتها بالفشل الذريع وعادت منها بجثث قتلاها وجرحاها من مختلف الجنسيات في مختلف الجبهات ، ولكننا سنآخذكم الى صحراء ميدي، ميدي الصمود التي ابتلعت رمالها كل جحافلهم ومزقت الياتهم إربا اربا وكشفت مدى هشاشتهم وضعفهم في تحقيق أي انجاز حتى ولو كان الميدان هو صحراء مقحلة كصحراء ميدي التي تصدت فيها وحدات الجيش واللجان الشعبية لاكبر زحوفات العدوان خلال الاسبوع الحالي ، و اوقعت خسائر فادحه في صفوف منافقيه وإجبرت من تبقى منهم على الفرار مع إلياتهم وعرباتهم ودباباتهم، ليعود في النهاية المرتزقه والمنافقين الى منطقة الموسم السعودية بعد تركهم لجثث قتلاهم وعدد من الأسرى مع غنائم اغتنمها المجاهدون.
فصحراء فميدي لوحدها شكلت لوحة فنية تجسدت فيها بسالة وشجاعة وجسارة المقاتل اليمني الذي واجه بسلاحه الكلاشنكوف اعتى جيوش المنطقة تسليحآ والمزود باقوى واحدث الاسلحة البرية والبحرية والجوية ، وسط كثافة الغطاء الجوي وقصف البوارج الحربية، واجبرها على الانكسار والتقهقر بعدتها وعتادها الضخم دون ان تجرؤ على فعل شي، لتعود في نهاية كل زحف بخفي حنين بعد عدة أشهر من بدء اول زحوفاتهم .
ولكن ما يؤسف فعلآ عدم اتعاظ قوى الغزو من حقيقة فشلها في احراز اي تقدم ميداني في صحراء ميدي فقط ، وفقدانها لعشرات القتلى من المرتزقة مع عدد من الاليات المدمرة في محاولاتها للتقدم دون ان تجتاز شبرآ واحد منها،
والذي كان كافيآ لها لوقف عدوانها لتحافظ على ما تبقى من كرامة اذا بقيت لها كرامة، لاستحالة تحقيقها النصر والتغلب على شعب يعتمد على الله في كل خطواته ويثق بنصره له،مؤمنآ بعدالة قضيته ومظلوميتة ، ذلك الشعب الذي ليس ضمن قواميسه الاستسلام او الخضوع لأي قوى مهما كانت قوتها وحجمها، واحداث التاريخ شاهدة بذلك، ومهما كانت حجم تضحياته التي قدمها قربانآ في سبيل دينه ووطنه وعزته وكرامته.