ما بعد حرائق شمال فلسطين المحتلة
بقلم /جميل انعم العبسي
“أمريكا تحترق” جملة محفورة في الذاكرة العربية الأصيلة، جملة تصدرت الإعلام المقروء والمسموع والمرئي على شاشات الفضائيات التلفزيونية وبكل لغات العالم عند احتراق برجي التجارة العالمية في نيويورك 11 سبتمبر 2001م، والمتهم والمدان الإرهاب الإسلامي، قاعدة بن لادن ثم غزو واختلال افغانستان والعراق، وسن وتشريع قانون الإرهاب بالأمم المتحدة، وبموجبه تم اغتيال السيادة الوطنية للدول العربية والاسلامية لمحاربة القاعدة التي انتشرت الى كل العالم، وبالتدوير بإسم داعش والنصرة وجيش الفتح الاسلامي، وهلم جرا .
واليوم 24 نوفمبر 2016م، يتكرر المشهد الاعلامي “بإسرائيل تحترق” وبالواقع المستوطنات الصهيونية تحترق، وتعددت الأراء والتحليلات عن أسباب ودوافع هذا الحريق الغريب، حريق فصل الخريف وعلى أبوب فصل الشتاء، موسم الأمطار في دول حوض البحر المتوسط، وسأتوقف برهة عند تصريح مهم لمسئول صهيوني، والذي وصف الحادث وفوراً بالإرهاب، إرهاب الحرائق، وتهمة الارهاب هي صفة تلصق بمن يقاوم الاحتلال الصهيوني، انهم حركات المقاومة الفلسطينية، مما يعني أن الكيان الصهيوني سيستثمر ذلك بتصفية سلطة اوسلوا بالضفة الغربية بحد أعلى وبحد أدنى تنصيب دحلان حاكم للضفة، وفي غزة القضاء على هدنة مرسي الاخواني بين اخوان غزة والكيان الصهيوني وترحيل فلسطينيي غزة إلى سيناء، تلك قراءة أولية لما يعد حريق الارهاب الاسلامي بالوصف الصهيوني .
والداعية الوهابي محمد العريفي يدعو لشباب ونساء اسرائيل الابرياء، والخليفة الغير متوج الاخواني أردوغان يقصف وبطائرات الاخوان المسلمين حرائق مستوطنات شباب ونساء اسرائيل الابرياء لتكون نار الحرائق برداً وسلاماً على اليهود المساكين الذين منحهم بن سعود عبدالعزيز فلسطين كوطن قومي لليهود حتى صيح الساعة .
وهكذا مشتقات الوهابية التكفيرية النظام السعودي والنظام التركي برداً وسلاماً على الصهاينة اليهود المحتلين، وناراً وذبحاً وتدميراً وسحلاً وحرقاً وصلباً وتهجيراً وحصاراً للشعوب العربية والمسلمة من افغانستان وباكستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن، وبالطبع لاننسى النظام الأردني ومصر كامب ديفيد، وأمام الانسانية السعودية وتركيا خرج الصهاينة بمظاهرات ترفع شعارات شكرا اردوغان شكرا سيسي شكرا قطر شكرا .. ، ومابعد الحرائق الإرهابية ومابعد شكرا اردوغان، فقط انتظروا الرد الصهيوني الغادر في جنوب لبنان أو القنيطرة السوري أو الضفة أو غزة وحتى إيران، وبعدها لكل حادث ليس بحديث، بل لكل تمادي صهيوني متجدد لعنات ولعنات لكل أشكال الوهابية والسلفية التكفيرية والاخوان بعدد الاشجار والاحجار ومخلوقات رب العالمين جلا وعلا .
ويا اهل السلفية الوهابية والاسلام السعودي، ويا اهل الحديث الوهابي والاسلام الاخواني التركي ويا اصحاب السلام الصهيوني بوادي عربة الاردن وكامب ديفيد مصر واوسلوا الضفة الغربية وغزة هل تعلمونبأنه لايعذب بالنار إلا الله سبحانه وتعالى أم لم تعلموا بالنفاق والصهينة، نعم لايعذب بالنار الا الله سبحانه وتعالى، ومايحدث في شمال فلسطين المحتلة هو فعل بالنار بحق الصهاينة الغاصبين للارض الذين هجروا وشردوا الملايين من الشعب الفلسطيني، نعم فعل وعذاب بالنار بغض النظر عن الفاعل والاسباب انه عذاب بالنار الذي يختص به الله سبحانه وتعالى، افلا تعقلون أيها الصهاينة الاعراب والمستعربين، أيها الصهاينة الأتراك .
وبعد كل ذلك فإن الله لايهدي القوم الظالمين المنافقين الفاسقين الآثمين البغاة الطغاة المعتدين القتلة المجرمين، وحسبكم الانجليز وامريكا واسرائيل اليهود والنصارى وحسبنا الله ونعم الوكيل، وكفى بالله شاهداً ونصيراً .