من ذاكرة الأحزان….مأساة عمار فارس !
بقلم/ نايف حيدان
في مثل هذا اليوم 1 ديسمبر 2015 م أستهدف طيران داعش الكبری منزل الصديق / عمار فارس بمران بمحافظة صعدة وأستشهد 7 من أفراد أسرته بينهم زوجته وأطفاله …..
أستشهد إبنه عبدالملك الذي لم يتعدی عمره ال 7 أيام…
أتذكر فرحة الصديق عمار بمولده الجديد وكيف هم بتجهيز ملابس وهدية له ولأمه وكم كان شوقه لرؤية ضيفه الجديد ….
أتذكر كيف تلقی خبر قصف منزله ومغادرة مقيلنا وهو في حالة إنزعاج وذهول وهو لا يعرف ما مصير أسرته….
ولكن الأهم في كل هذه الذكريات الأليمة …. معنوياته العاليه وثقته بالله سبحانه وتعالی بإن الله سيقتص من القتله…
أتذكر ثاني يوم أو ثالث يوم علی مرور الكارثة إني تواصلت معه هاتفيا وكنت حينها منهار الأعصاب وفاقد الشعور من هول الجريمة، إلا أن صوته ومعنوياته العاليه قضت علی كل ما كنت أعاني منه وتحول موقفه لدافع كبير صنع لي معنويات عاليه وثقه بإن هذه الدماء وأشلاء الأطفال الأبرياء ستصنع نصرا وستستعيد الكرامة اليمنية وتقتص من القتلة….
كانت لحظة بسيطة لهذه الأسرة بعد أن غادرت كهفها الذي يحميها ويأويها من شر داعش في تلك اللحظة التي توجهت الأم وبعض أطفالها وأطفال مقربين للأخ عمار للمنزل لأخذ بعض الملابس والمتطلبات الخاصة بهم، في تلك اللحظة أتت طائرات داعش لتفرغ حمم نيرانها وحقدها علی هذه الأسرة البسيطة والمتواضعة وتحول كل من كان داخل المنزل لقطع متناثرة وأشلاء مختلطة بالتراب والأحجار…
وهنا أذكر لكم معجزة حصلت في هذه المجزرة ….
أثناء ما كان الأهالي يبحثون عن الضحايا تحت الأنقاض كانت بنت صغيرة لا يتعدی عمرها العاشرة تحضن طفله تحت الأنقاض وعند سماعها أصوات المسعفين صاحت بأعلی صوتها لإنقاذها وعند تمكن المسعفين من الوصول إليها كانت الطفلة التي بحضنها قد فارقت الحياة بينما هذه الطفله المعجزة تخرج سليمة متعافية تشاهد كل أفراد أسرتها أشلاء وجثث متناثرة وطفلة بلا نفس قد غادرت حضنها….
كم جرائم نستطيع أن نكتب عنها ….
هذه واحده فقط من آلاف المجازر والجرائم قد أصبحت محفورة في ذاكرة الملايين وليس من السهل التنصل أو التفريط بدم واحد من هؤلاء الأطفال أو نسيان موقف مؤلم كموقف هذا الأب الذي فقد كل أفراد أسرته أو هذه الطفله التي حاولت الحفاظ علی الطفله التي تصغرها سنا لتجدها جثة هامة وهي معها تحت الأنقاض….