يدٌ مباركٌ يا حبيبَ الله
الشيخ / عبدالرحمن طارش التيمي ….عضو ملتقى التصوف
حبيبَ المَلكِ العَلّامْ ، ورسولَ المحبةِ والسلامْ !
السلامُ عليكَ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهْ ،
أمّا بعدُ :
فيسُرُّني يا حبيبَ اللهِ أنْ أقولَ لك في يومِ ميلادِكْ :
عيدٌ مباركٌ يا أعطرَ ذِكرَى في تاريخِ الإنسانيةْ !
عيدٌ مباركٌ يا أنورَ صُبحٍ في حياةِ البشريةْ !
إنّنِي وباسمِ كُلِّ مُؤمنٍ ومؤمنةٍ أبعثُ إليكَ بهذهِ المباركةِ في عيدِ ميلادِكْ !
وباسمِ كُلِّ إنسانٍ يعشقُ الأمنَ والسلامَ أقولُ لك : عيدٌ مباركْ !
أيُّها النبيُّ الكريمْ ، والرسولُ العظيمْ !
ها نحنُ أولاءِ نضعُ أولَى خُطواتِنا علَى دربِكَ المباركِ الميمونْ ، فباركْ خُطانا بقلبِكَ الحنونْ ، وخُذْ بأيدينا إلى نُورِكَ المُبينْ !
حبيبَ اللهْ !
إنْ وضعتِ الأمراءُ الحواجزَ بينَ مُحبيكَ وبينَ مدينتِكَ المُنورةْ ، فهاهيَ الأشواقُ تكسِرُ كلَّ الحواجزْ ، وتتخطى كلَّ الصِّعابْ ، وتطيرُ بالقلوبِ إلى مقامِكَ السامي العظيمْ !
رسولَ الحُبِّ وعميدَ الإنسانيةْ !
ها أنتَ ذَا لا تزدادُ علَى تقادُمِ العُصورِ إلّا إشراقًا وبهاءَ !
ولا تزدادُ علَى مَرِّ الليالي والأيامْ إلّا جمَالًا وجَلالَا !
ولا تزيدُكَ قلوبُ العاشقينْ إلّا حُبًا ووفاءً وإخلاصَا !
مُباركةٌ طَيّبةْ ! تُؤلفُها الأشواقْ ، وتتناغمُ بها الأرواحْ ، وتترجمُ عنْها العَبرَاتْ ، وتحملُها النّسَماتْ ، وتفوحُ بها الأزهارْ ، وتُرَتلُها شقشقةُ العصافيرِ وهديلُ الحمامْ !
حبيبَ اللهْ !
لنَا في كُلِّ يومٍ ابتهاجٌ وحبورٌ واحتفالٌ بسِيرتِكَ العَطِرَةْ !
لكِنّنا في يومِ مِيلادِكَ نجِدُ فرحةً لا تُوصفْ ، وسرورًا لا يَكادُ يُعرفْ !
إنّهُ يومٌ فريدْ ! وليسَ يشبهُهُ يومٌ منْ أيّامِ الشهرِ أوِ السنةْ !
يومٌ لهُ إشراقُهُ وبهجتُهُ ، ولهُ طِيبُهُ وعِطرُهُ ، ولهُ أنسُهُ وفرْحتُهْ !
فرحةٌ لا تُضاهيهَا فرحةْ ، ونشوةٌ لا تُدانيها نشوةْ !
كيفَ لا ؟ وَهُوَ يومٌ أشرقتْ فيهِ شمسُ جمالِكَ علَى دُنيَا من البُؤسِ والشقاءْ ، فأحالتْها إلى رياضٍ عامرةٍ بالسعادةِ والهناءْ !
كيفَ لا ؟ وهوَ يومٌ تجلتْ فيهِ رُوحُكَ الطّيّبَةُ الطّاهِرةْ بأخلاقِها الساميةِ العاليةْ علَى نُفوسٍ مُتوحشةٍ متقاطعةٍ مُتناحرةْ ، فأضفتْ عليْها لمسةً جماليةً حانيةْ ، جعلتْ منْ تلكَ الوُحشةِ ألفةً ورحمةْ ، ومنَ القطيعةِ وُدًا وصِلَةْ ، ومنَ التناحُرِ مَحبةً وإيثارَا !
إنّ فرحتَنا بيومِ ميلادِكَ تفوقُ فرحةَ العصافيرِ بانبلاجِ ضياءِ الفجرِ وإشراقِ نورِ الصباحْ !
فسلامٌ عليكَ يا خِتامَ المرسلينْ ، منْ كلِّ قلبٍ لا يحملُ إلّا الحُبْ !
وسلامٌ عليكَ يا قِبلةَ العاشقينْ ، منْ كُلِّ فؤادٍ لا يحملُ إلّا الوُدْ !
وسلامٌ عليكَ يا تاجَ المَكرُماتْ ، من الأنفُسِ الطيباتِ الطاهراتْ !