أول من استخدم مصطلح “بدعة” وماذا كان الهدف منها، وكيف استثمرها المنافقون
بقلم / عبدالله عبدالكريم
قال تعالى: “قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ” صدق الله العلي العظيم. في هذه الاية القرانية كشف الله عز وجل ان اعداء النبي محمد من المشركين استخدموا مصطلح “بدعة” كي يحاربون به دين الله واياته، ويهيجون الناس على رسول الله، بنشر اساليب قبيحة واستثمار الظلال الذي كانوا عليه منذ عدة اجيال.
لم يكن هذه المصطلح عبثي فقد جاء من كهنة اليهود “خبراء” الذين كانوا يعلمون علم اليقين ان محمد بن عبدالله هو رسول من عند الله، وحين لم يرق لهم الامر ادعوا ان مجئء الرسول بدعة لم تكن في سالف الانباء السابقين، وان ما جاء به شيء جديد لم يكن من سوالف الانبياء، فكان الرد الالهي على لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم ” ما كنت بدعا من الرسل …. ” .
هذا المصطلع غرر الكثير من اهل مكة والمدينة، وكان له دور كبير عند المنافقين، لمخالفة رسول الله، والتعلل لتصرفاتهم القبيحة،لهذا استثمره الطغاة والمجرمون من بعد رسول الله، لاركاع المسلمين، واذلالهم، والتفرد بالسلطة والقرار.
واصبح مصطلح “بدعة” صفة ملازمة لكل المجرمين والفاسدين استثمروه لصالحهم، وابعدوا الناس عن الهدى والقران، وتطبيق النهج المحمدي تحت مظلة هذا المصطلح. لعل غالبية الناس عرف من يقود النهج الظلامي التدميري تحت مظلة هذا المصطلح، وهم الوهابية، الذين صنعتهم المخابرات البريطانية اعتمادا على منهج ابن تيمية، الذي اتفق علماء المسلمين من اهل السنة على ظلاله وخروجه عن الدين، لكنه اصبح في فكر الوهابية شيخ الاسلام وقائده، وتم تحييد القران والنهج النبوي، واستثمر الاحاديث اليهودية لتشويه الدين والسيطرة على عقول المسلمين. فاصبح التفكير بدعة، والقران لا يفهمه الناس حسب قولهم، واي شخص يخرج عن يدهم اصبح مبتدع وكافر، فاصبحت المذاهب الاسلامية بدعة وخارجة عن الدين، واصبح من ينادي بالقران مبتدع وخارج عن الدين، لكن من ينضم اليهم، ويأتمر بأوامر اسيادهم ومشائهم الظالين، فعلاقته باليهود امرا طبيعيا، ودعم اليهود والاستثمار لمصالحهم غير بدعة، والتحالف مع اليهود ضد المسلمين ليس خروجا عن الدين، والتأمر معهم لتدمير الدول العربية ليس بدعة.
بل وصل بهم الامر الى ان يصفوا الاحتفال بمولد رسول الله بدعة، وهم الذين يدعون للاحتفال والابتهاج بتولي ملكهم على الحكم، ويصفون الاحتفال بأمرائهم انه عمل يقرب الى الله، وهذا الامر ليس عبثا، بل هدفه كان مخطط يهودي عبر هذه الادوات، وهو فصل الناس عن قائدهم الاول محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، وربطهم باشخاص لا علاقة لهم بالدين، ليكون الناس عرضة لكل ما يحاك حولهم، ويكونوا لقمة سائغة بيد اعداء الاسلام.