لماذا لم يكن اردوغان وراء حادثة اغتيال السفير الروسي
بقلم / مروان حليصي
طرحت حادثة اغتيال السفير الروسي اندريه كارلوف خلال زيارته معرض للفن في انقرة “ على يد أحد عناصر الشرطة الكثير من التسأولات عن العملية و الجاني ودوافعة الحقيقية ، وإذا ما كان يتبع احد التنظيمات الارهابية التي اخترقت الجيش التركي وزرعت بعض عناصرها في صفوفه لوقت الحاجة مثل اليوم ، وعما إذا كان الجيش التركي بمختلف وحداته يغص بمثل هؤلاء ام انها حالة شاذة ،
وهل على الفور ستبدء الدول واجهزتها المعنية بمكافحة الإرهاب تنبهها لهذه الحادثة بتحديث سياستها في مكافحة الإرهاب وتسخير كل الإمكانيات والطاقات والشروع بالإستعانة بكل الخبرات لتفادي تكرارها مثل هذه الحادثة في اماكن أخرى وضد شخصيات اكبر، وغير ذلك من التسأولات التي فرضتها حادثة اغتيال السفير ؛
على الرغم من ان هذه الحادثة لن تؤدي الى قطع روسيا علاقتها بتركيا او تجميدها ، او انها ستغير من موازين القوى في حلب، إلا انها في الحقيقة تشكل ضربة قوية لادروغان وتعبر عن فشل سياساته الخارجية وسوء تعاملة مع الملف السوري ،
ومع ملف الإرهاب ، وستنعكس اثار هذه الحادثة على سمعة تركيا الامنية التي تطالب الانضمام إلى الإتحاد الأوروبي ، وعلى الاقتصاد التركي و قطاع السياحة فيه بشكل خاص الذي يدر دخلآ على الدولة بلغ 31.4 مليار دولار خلال العام 2015م وبلغ عدد الواصلين اليها 39.4 مليون مسافر خلال نفس العام وفقًا للمعلومات الصادرة عن وزارة الثقافة والسياحة.
ولكن لماذا لم يكن اردوغان نفسه هو وراء هذه الحادثة ، نتيجة سياساته التحريضة طيلة اكثر من خمسة اعوام من عمر الحرب السورية ضد نظام الاسد ورموز دولته وحليفته موسكو التي تشارك في الحرب عسكريآ وماديآ وتقف خلفها كل قيادتها المدنية والعسكرية في دعم الأسد في حربه ضد الارهاب، وتسخيره كل وسائل الإعلام التركية المرئية والمسموعة والمقروءه للشحن الطائفي والمذهبي وحشد الشعب التركي ضد هذه الحرب التي شارك فيها عسكريآ بشكل مباشر بأكثر من عملية عسكرية وإسقاطه للطائرة الروسية في داخل الأجواء السورية شاهد على ذلك ،
فضلآ عن دخول قواته إلى داخل الاراضي السورية اكثر من مرة ومشاركتها في عمليات عسكرية صورها للشعب التركي وكانها عمل مقدس يقوم به، علاوة على دعمه الجماعات المسلحة بالأسلحة و فتح الممرات الآمنة لتلك القادمة من قطر والسعودية وغيرها ، وفتحه مطارات وحدود بلاده لتدفق الاف المقاتلين الذين قدمو من عدة دول يقاتلون ضد الجيش السوري وحلفائة،
حيث ظل طيلة السنوات الماضية يرسم عن الرئيس الاسد وكل من وقف الى صفة في حربة ضد الجماعات الارهابية على انهم قتلة وسفاحين ومآرقين يجب قتلهم بداية من بشار الاسد وانتهاء بأصغر جندي سوري دافع عن بلادة ،وكذلك الحال بالنسبة للروس ومنهم السفير اندرية وكل حلفاء النظام السوري الباقيين حتى اصبحت شريحة كبيرة من الشعب التركي ،
إذ لم يكن كل الشعب ومنهم عناصر الجيش والأمن يحملون الكره و الحقد الدفين وترسخت في ذهنيتهم فكرة الإنتقام من قتلة الاطفال والنساء ومن يقتلون حلب ويدمرونها كما تظهر لهم وسائل إعلام دولتهم ذلك التي تتجاهل الجرائم التي ترتكبها الجماعات المسلحة والإرهابية ضد المدنيين، وبالتالي ليس ببعيد ان يكون ذلك الجندي أحد من تآثرو بإعلام بلاده التحريضي ولم تمنعه ميوله إلى تلك التنظيمات من تنفيذ عمليته الإرهابية في نفس الوقت الذي هو مكلف بحماية السفير، وهذا ليس مستبعدآ حيث أصبح الإعلام أحد حروب هذا العصر.