وصية البردوني لمشاركة حلب إنتصاراتها واذاعة صنعاء
تقرير جميل أنعم
مسيرات جماهيرية ضخمة في شوارع حلب والمساجد ترفع الصلوات والكنائس تقرع أجراسها ابتهاجا بإعادة الأمن والأمان إلى المدينة بعد تحريرها من الإرهاب والإرهابيين.. والقيادة العامة للجيش العربي السوري تعلن عودة الأمن والأمان لمدينة حلب، وتجدد دعوتها لكل من يحمل السلاح الى أخذ العبرة وترك السلاح لأن مكافحة الإرهاب مستمرة حتى تحرير آخر ذرة تراب من الوطن الأبي.. مبارك لكم شعباً وقيادة وجيش مغوار … وبحق كنتم نموذج الصبر والصمود والتحدي والشهامة والأخلاق.. مدرسة سوريا نموذجية بكل الأبعاد السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية وحتى الدينية شهيد المحراب محمد سعيد رمضان البوطي رحمة الله.. مدرسة سوريا ككل نموذج يستحق الدراسة، وظاهرة صمود أسطوري تستدعي الوقوف عليها.
إنها الإرادة عندما تواجه أحلام لصوص البادية.. إنها الحضارة عندما تجابه أوهام أقزام الجشع والجهل.. منذ أيام قليلة عندما أدركنا قرب تحرير مدينة حلب، كنت أستمع لإذاعة صنعاء والتي كانت تبث الأغاني الوطنية الحماسية للجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية وبالوطنية الكاملة إحتفاءاً بإنتصارات شامنا على جحافل الجهل وعسس الاستعمار.. واليوم نتوج النصر بعرس إنتصار حلب ونرافق مسيرات أهالي حلب لحظة بلحظة.. وننظر إليها بقلوب متلهفة مبتهجة.. هكذا علمنا أستاذنا الفقيد والأديب الراحل “عبدالله البردوني” في كتابه “قضايا يمنية” صفحة 493 حيث قال ((الوطنية الكاملة في الإنسان اليمني تتجلى بشمول قضايا الأمة على أساس وطني حتى يحس مواطن صنعاء أن إحتلال الوديعة إحتلال لنقم أو ظفار، وإحتلال الجولان إحتلال لرازح أو حجة، وإحتلال سيناء إحتلال لميدي أو الحُديدة، واحتلال الضفة الغربية إحتلال لتعز أو باجل.. فمن توافر له هذا الإحساس المجيد فهو وطني كامل الوطنية، بل هو الإنسان الكامل الإنسانية)).. أما أستاذنا الشهيد القائد “عبدالفتاح إسماعيل” والذي رثاه الشاعر السوري “أيمن أبو الشعر” في قصيدة تموت الأشجار واقفة ولا تركع، تجوع الحرة ولا ترضع من ثديها.. يردي السم البطل فيهوي بطلاً .. أما العقرب ميتاً حياً يبقى حشرة حشرة، نعم علمنا الشهيد فتّاح بأن ((الوطني الجيد هو القومي الجيد هو الأممي الجيد)) .. فكان إحتلال حلب إحتلال للمخأ أو عدن، وتحرير حلب تحرير للمكلا أو مأرب.. نحن معكم رصاصة برصاصة، شظية بشظية، قطرة دم بقطرة دم .. نرتدي حلة النصر مع حلب حياً بحي ورصيفاً برصيف.. نعلق انتصارات حلب أكاليلاً على جراحنا .
والأمس لم يكن ببعيد حينما أغلقت جميع السفارات أبوابها بوجه ثورة اليمن 62م عدا أربع دول كانت سوريا إحداهن مع الصين وروسيا ومصر عبدالناصر أما الجزائر فقد كان دعمها دبلوماسياً.. والطيران السوري يساهم في كسر حصار السبعين يوماً على الجمهوريين في صنعاء.. واعترفت السعودية بالثورة اليمنية 70م، لتعود السعودية من الباب الخلفي بالطرف الثالث وتقضي على الملكيين والجمهوريين ولتدخل اليمن بالوصاية السعودية حتى سبتمبر 2014م بإستثناء فترة الشهيد المقدم إبراهيم الحمدي والذي قتلته السعودية واذنابها.. وكذلك اليوم بثورة 21 سبتمبر 2014م أدركت السعودية بأن اليمن تحررت من وصايتها بقوى وطنية مقاومة فشنت عدوان وحصار غاشم حتى تاريخه.. والصمود والمواجهة حتى تاريخه فأيضاً هنا شعب وقيادة ومدرسة نموذجية أخرى نتركها للمختصين.. ونحن نعيش ذلك، تأتي رياح إنتصارات حلب سوريا لتشعل فينا قناديل الإبتهاج وتعانق حصون صنعاء قلاع حلب ونقرء السلام على الياسمين الدمشقي.. ولا أضيف أكثر مما نثره أثير إذاعة صنعاء على مسامع الوديان والسهول والمدرجات من إحدى الأغاني الوطنية السورية الكلمات “الله محيي الجيش .. الله محيي الجيش”.. ما شاء الله تبارك الله .. اللهم بارك في شامنا ويمننا وارزقنا النصر الكامل المؤزر، وقادر ياكريم