قادمون يا مقابر ..
بقلم / مختار الشرفي
اكثر الكذابين مصداقية هو الذي كتب أن قوات العدوان تقدمت في نهم و حاصرت صنعاء و بدأت بعملية إنزال جوي للمدرعات فوق جبل نقم .. أما لماذا كان أصدقهم فلأنه ركب صورة مناسبة لجميع الكذبات التي تطلقها كل مصادر الاخبار التابعه للعدوان و المواقع الموثوقة عنده ..
ليس من المنطق بعد قرابة احد عشر شهر من المعارك في نهم ” التي يلتهمون بها مساحة جغرافية واسعة و صعبة و يمنحونها بعدا استرتيجيا بعبارة على مشارف صنعاء ” أن يفيقوا بكل ترسانتهم العسكرية و الاقتصادية و السياسية و الاعلامية على حقيقة أن كل خسائرهم و فشلهم كان يستنزف و طول هذه المده على بعد مئات الجبال و التباب من صنعاء و في حدود تبتين و جبلين و واديين لصيقين بمحافظة مأرب ..
أسماء عشرات المناطق في نهم بتنا نسمع بها و يتكرر يوميا ذكر الكثير منها و احيانا تضاف اخرى في اخبار غارات العدوان و زحوفاته ، توحي لمتلقيها و كأن نهم هي القارة السابعه في العالم و هي بهذا من الطبيعي أن تلتهم آلاف المرتزقة و عشرات آلاف الغارات و مليارات الدولارات السعودية ،، و اليوم و بعد عشرة أشهر تقول قناة العربية نقلا عن ” اشاوس حرب الجرب و التباب ” إنهم باتوا على بعد خمسة كيلوا مترات من نقيل ” بن غيلان ” فيما تجمعات جنودهم تحصد بصواريخ الكاتيوشا و مدافع الهاون فقط اسفل فرضة نهم ، اي عند نقطة الصفر في معركة نهم ،،
أحد اشد المتعصبين للمرتزقة و المصدقين لهم و في لحظة ضيق من اسطوانة ” مشارف صنعاء ” و فبركات إعلام العدوان و فضائحه قال ” لن تصل المقاومه و الشرعيه الى صنعاء إلا بعد أن نكون قد حفظنا ملازم الحوثي ” و هذا تعبير عن قناعته رغم مكابرته بأن طموحات العدوان بصنعاء هي أشبه ما تكون ب ” عشم سلمان بالجنه ” ..
هذا المشهد النهمي يعرف من خلاله العارفون في العلوم العسكرية أن من ابرز و ادق دلالاته أن الخسائر الفادحة و المهولة لمرتزقة العدوان و التحالف السعودي في مناطق نهم ليست في الواقع إلا خمسة % من خسائرهم في حال تمكنوا من عبور نهم باتجاه ما بعدها، أي أن خسائرهم كلها في نهم تم تكبدها للتقدم نحو دفع الخسائر الاكبر ، و يعلمون ايضا ان معركة نهم ما هي بالنسبة للجيش و اللجان الشعبية سوى خط دفاع متقدم في معركة النفس الطويل جدا الدفاعية ، و لهم أن ينظروا الى ما حققوه في مأرب و الجوف و هل أنجز لهم تقدما استراتيجيا على المستويين العسكري و السياسي أم ضاعف من خسائرهم و أمكن من استنزافهم و قتلهم بعد جلبهم من الصحراء المفتوحة الى الجبال و الاماكن التي يجيد فيها الجيش و اللجان الشعبية التموضع و نصب الكمائن و شن الهجمات و الضربات الصاروخية على مواقعهم و تدمير معداتهم و معنوياتهم ..
نهم هي معركة الفر و الكر في جبال و تضاريس وعره تم جلب المرتزقة إليها لتكون المعركة في متناول الجيش و اللجان الشعبية ، حيث لا تكون طائرات العدوان بكامل فاعليتها في استهداف المقاتلين في الجبال التي يمكن التحصن و التمترس و التخفي بين تجاويفها و تحت صخورها الصلبه ، و ايضا لن يكون بمقدور المرتزقة التحرك بآلياتهم و مدرعاتهم و سيكون عليهم المغامرة بالسير على الاقدام و خوض المعارك بالاسلحة التقليدية و تسلق الجبال و سيكون من الصعب توفير وسائل الامداد و التموين لهم بسهولة كما في غيرها من الاماكن المنبسطة او التي تتوفر فيها طرق لنقلها ، ما يجعل من المعركة نظريا متكافئة من حيث الادوات و المجهود مع مراعات فارق التسليح و دعم الطيران للمرتزقه و الذين اضطروا لاستخدام طائرات الاباتشي و القنابل العنقودية لخلق الفارق عسكريا ، و الذي لم يجدي نفعا او يقدم اي جديد ،،
فما يتحقق للمرتزقة مع كثافة النيران و كثرة المقاتلين و الدعم الجوي في اول الزحف يتهاوى و يسقط و ينتهي بمجرد غياب القصف الجوي و انحسار حدته و عودة عوامل القوة للاتزان و انطلاق رجال الله في الرد عليه بعنف و مهارة و دراية بالمكان و سابق استعداد و تخطيط للمعركة ، فما أن يتقدم المرتزقة اسفل تبة او جوارها في الصباح حتى يعودوا ليلا ليخسروها و يخسروا اعدادا كبيرة في صفوفهم بين قتلى و جرحى و في مقدمتهم قيادات الويتهم و كتائبهم و عشرات قليلي الخبرة و التدريب من مقاتليهم من فئة الدفع المسبق و عمال اليومية مع العدوان ..
نهم ايها المرتزقة الاغبياء امامكم فيها رجال تنتضروكم بشوق و حماسة و صدق و صبر ، و خلفكم تنشر طائرات العدوان قنابل عنقودية لتعيق فراركم ، و من خلف كل هذا قياداتكم التي تخشى أن تعودوا سالمين و تفروا من أرض معركتهم الخاصة محملين بخيبات فشلهم و خسارتهم لصفقة مقاولة ابرموها مع المشغل السعودي ، كانت دمائكم و رؤسكم بضاعتها و ثمنها الوحيد ، في حرب صورية يزجون بكم في اتونها من اجل المال ، يخوضونها و هم يعلمون انها خاسره و من دون أفق ، لكن الخسارة فيها لا تعنيهم ، لأن القتلى هم انتم ، و المال تدفعه السعودية ،،
و لا بأس في الإكثار من هذه الصفقات التي لا رحمة فيها بكم و لا عليكم ..
مختار الشرفي