خفايا زيارة الوفد اليهودي للبحرين: الأنظمة الخليجية تهرول باتجاه الكيان الصهيوني
تقرير /إبراهيم السراجي:
لم تكن مصادفة، أن يسارع ملوك وأمراء الخليج للارتماء في الحضن الإسرائيلي بشكل غير مسبوق، منذ انطلاق العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، ويرتفع مستوى التطبيع مع الكيان الصهيوني وتبادل الزيارات العلنية.
وضمن المشروع الأمريكي، الذي سعى ويسعى لتدمير الدول العربية، تنفيذا لمطامع استعمارية، وتحقيقاً لمصالح وأهداف إسرائيلية، حيث يتولى النظام السعودي ومعه مشايخ وأمراء الخليج تدمير اليمن وسوريا وليبيا والعراق، ومع ذلك تتراجع القضية الفلسطينية ويتقدم التطبيع مع الكيان الصهيوني واستغلال الظروف التي تعيشها المنطقة لتقديمه على أنه “حليف” وليس عدو.
وفيما كانت العلاقات السعودية والخليجية مع الكيان الصهيوني تتسم بالسرية، وما كان يكشف حولها كان مجرد تسريبات صحفية، لكن الأمر مختلفٌ اليوم، فالنظام السعودي ونظم الخليج، تتعمد الكشف عن تلك العلاقات، لأنها وفقا لما تراه واشنطن، تعتقد أن الوقت بات مناسباً لفرض واقع جديد، ووضع الشعوب العربية أمام واقع من التطبيع مع الإسرائيليين وعلى تلك الشعوب القبول به.
قبل أيام، انتشر مقطع فيدي في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، يظهر وفدا إسرائيليا مكونا من شخصيات يهودية متطرفة، أثناء احتفالهم في البحرين مع تجار ورجال أعمال بحرينيين مقربين من النظام الملكي البحريني.
ورغم أن النظام البحريني أراد أن يتسرب الفيديو كجزء من فرض الأمر الواقع، إلا أن الشعب البحريني، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية، قابلت الخبر بالرفض الشديد، والتأكيد على ان استقبال الوفد الإسرائيلي والاحتفال به في البحرين لا يعبر إلا عن توجه النظام البحريني وليس الشعب، وامتلأت مواقع التواصل بالمنشورات التي تعبر عن الغضب تجاه تلك الزيارة تحت وسم “البحرين لا ترحب بكم” أي لا ترحب بالإسرائيليين.
إعلاميا، أثار مشهد احتفال الإسرائيليين مع التجار المقربين من النظام في البحرين، ضجة كبيرة في الإعلام العربي، إلا أن الإعلام الإسرائيلي كشف عن معلومات لم تكن قد كشفت مع نشر مقطع الفيديو المذكور، منها أن الوفد ينتمي لجماعة يهودية متطرفة وهي من أبرز الداعين للإسراع ببناء ما يسمى “هيكل سليمان” على أنقاض المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
في هذا السياق قال موقع ” كيكار هشابات” الاسرائيلي أن زيارة الوفد اليهودي للبحرين ستشمل دولا خليجية أخرى، مشيرا إلى أن جولتهم الخليجية تهدف للترويج للتطبيع بين العرب وإسرائيل حتى ينتهي الأمر بالاعتراف بما أسماه الموقع العبري بـ” باليهودية والصهيونية”.!
كما كشف الموقع الإسرائيلي أن الزيارة قام بها مؤخرا الوفد اليهودي إلى البحرين شملت دبي والكويت، مشيرا إلى معلومات تقول إن سبب الزيارة أنها تهدف إلى التقارب ونقل رسالة محبة وسكينة وسلام وإثبات أنه بالإمكان خلق فرص للتواصل بين اليهود والعرب.
ورأى الموقع الاسرائيلي أن الهدف النهائي من هذه الزيارات هو أنها ستجعل من السهل الاعتراف باليهودية والصهيونية أيضا في إسرائيل.
وبحسب الموقع أيضا فقد رأس الوفد رجل الأعمال الحريدي ليزر شينر, والحاخام دُب فينسون, حيث التقوا برجال أعمال ومسؤولين ودبلوماسيين عرب في البلدان الثلاثة، وقام الحاخام فينسون بتقديم الشمعدان الذي يعد رمزا لليهودية بهذه المناسبة كعلامة ودّ بمناسبة عيد الأنوار اليهودي.
وفي الوقت الذي يقترب فيه النظام البحريني ونظرائه الخليجيين، من التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني، إلا أن العلاقة بين تلك الأنظمة والكيان الصهيوني قديمة جداً، إذ وعلى سبيل المثال كانت أول زيارة لوفد إسرائيلي رسمي إلى البحرين ويحط الرحال في ضيافة النظام هناك في عام 1994م فيما سبق ذلك العام عدة زيارات متبادلة وغير معلنة.
ويعد وزير خارجية النظام البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أحد عرابي التطبيع الخليجي مع الكيان الصهيوني، وفي عام 2007 عقد الأخير اجتماعا مع اللوبي الإسرائيلي في الولايات او ما يعرف ” اللجنة اليهودية الأمريكية”، وفي ذات العام التقى وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك “تسيبي ليفني” وقوبل كل ذلك بغضب شعبي كبير في البحرين.
وكان وزير خارجية النظام البحرين، في 29 سبتمبر الماضي، قد سارع إلى نعي الرئيس الصهيوني “شمعون بيريز” الذي توفي في ذلك الحين، وكتب في صفحته الرسمية في تويتر “ارقد بسلام أيها الرئيس شمعون بيريز، رجل الحرب ورجل سلام ما يزال بعيد المنال في الشرق الأوسط”.
لا يتعلق الأمر بالنظام البحريني فقط، فما شهدته الأعوام القليلة الماضية من تطبيع من قبل النظام السعودي ونظم خليجية مع إسرائيل، بات واضحاً، بل إن تلك النظم التي تعتقد أن بقائها مرتبط بربط مصيرها بالكيان الصهيوني، هي من باتت تسعى للكشف عن تلك العلاقات المشبوهة”.