نداءٌ أخير
.
بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي .
أخي اليمني..إحسبها بعقلانية قليلاً ؛ هل جاء الجنجويد و الكولومبي و البريطاني و المكسيكي و الأسترالي ووووو …لأجلك و لأجل وطنك، أم جاءوا لاحقين و لاهثين بعد الدولار و اليورو ؟!
و هل يعنيهم وحدة و أمن و سلامة و إستقرار اليمن و الحفاظ على سيادته و إستقلاله، أم أن كل ما يعنيهم هو معرفة رقم الحساب الذي سيتم إيداع رواتبهم فيه ؟!
و هل يهمهم إن كنت مؤتمرياً أو حوثياً أو إصلاحياً أو حراكياً أو إشتراكياً أو زيدياً أو شافعياً أو مسلماً أو غير مسلم أو يمنياً أو سعودياً أو.. أو… ، أم أن ما يهمهم و يشغل بالهم هو معرفة نوعية العملة التي سيقبضون بها، الدولار أم اليورو أم الريال السعودي أم القطري أم… ؟!
و هل يقلقهم إرتفاع حصيلة الضحايا من الأبرياء أو إنتهاكات حقوق الإنسان أو إرتكاب المجازر و جرائم الحرب أو تدمير المدن و البنى التحتية، أم أن ما يقلقهم هو هبوط سعر صرف الدولار و مدى تأثرهم به ؟!!
وهل يشغلهم أمرك أو أمري أو نوعية ما تحمله أنت أو أنا من قضية، أم أن كل ما يشغلهم هو موعد عودتهم إلى بلادهم ؟!
أخي اليمني.. هل تعلم أن هؤلاء قد جاءوا إلى بلادنا و هم لا يعلمون لماذا حتى جاءوا، بل أن البعض منهم يجهل إسم البلد الذي قد جاء إليه و هل أهله عرب أم غير عرب !!
فهل يليق بك و بوطنيتك و بأخلاقك و مبادئك أن تكون في خندقٍ واحدٍ مع هؤلاء و من جاء بهم و يقف وراءهم، أم أن تكون في خندق المدافعين عن وطنك و أهلك و تاريخك – حتى و إن إختلفتم و تباينتم في الأفكار و الآراء، فأنتم في الأول و الأخير أخوةٌ و أبناء وطنٍ و دينٍ و عرقٍ واحد ؟!!
فأختر لنفسك – أخي اليمني – المكان الذي تريد أن تكون فيه، و الإنسان – كما يقولون – حيث يضع نفسه، فالتاريخ لايرحم و المبادئ لا تتجزأ و الأوطان لا تُعوّض !!
#معركة_القواصم