بعد عامين من حربه وحصاره..حلف امريكا يهزم في اليمن
بقلم/مروان حوصلي
قبل عامين بعد منتصف ليل هذا اليوم -يوم ال26 من مارس استفاق اليمنيين دون سابق إنذار او مقدمات على أزيز الطائرات الحربية ودوي غاراتها التي طالت العديد من الأماكن في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات، ليهرع أغلبهم الى شاشات التلفاز بحثآ عن تفسير لهذه الأحداث المفاجئة في القنوات الأخبارية ، انها الحرب التي أُعلن عنها من العاصمة واشنطن من قبل قيادة تحالف العدوان الأمريكي السعودي على الشعب اليمني الفقير تحت مسمى “عاصفة الحزم” لدعم شرعية هادي المزعومة التي لم يعلم صاحبها بالعاصفة إلا من خلال وسائل الإعلام كما أكد هو في حديثه لقناة ابو ظبي، انها الحرب العدوانية التي جاءت تنفيذآ لمخطط استهداف الشعب اليمني ، الذي ظلو ينتظرون طويلآ لتنفيذه، بعد إستنفاذ النظام السعودي لكل الوسائل لإبقاء اليمن تحت وصايته عبر أدواته في الداخل من قيادات الأجنحة الدينية والعسكرية والقبلية لحزب الإصلاح التي فقدت كل نفوذها في الداخل وولت هاربة بفعل ثورة ال21 من سبتمبر الشعبية ، وقد كانت يافطة دعم شرعية هادي المزعومة الذريعة المناسبة لتحقيق أهدافهم في تركيع الشعب اليمني وإعادته لمربع الوصاية الخارجية من خلال عدوانهم الذي أعدو له كل الإمكانيات العسكرية و التسليحية والمادية والإستخباراتية ، وأسندوه بكل عوامل القوة من المال والسلاح والسلطة ، وحشدو الجيوش المدربة من اكثر من دولة ، ،وجلبو العديد من الكتائب العسكرية من مرتزقة الجنجويد السودانيين ، ومئات العناصر الداعشية والقاعدية استقدموها من سوريا ، والمئات من المقاتلين المستأجرين من مختلف بقاع العالم من اصحاب الخبرة العالية في القتال التابعين لكبريات الشركات الأمنية العالمية شركتي بلاك ووتر وداين جروب الأمريكتين ، فضلآ عن الاف المرتزقة المحليين، مع اساطيل من الطائرات الحربية والاستطلاعية والتجسسية وعشرات البوارج الحربية ، وعدد من الأقمار الصناعية المستأجرة لتزويدهم بالدعم اللوجستي والإستخباراتي وتحديد الأهداف ، وقد وضعو الخطط العسكرية وحددو لها عمرآ إفتراضيآ لتحقيق كل أهداف العدوان ، بزمن لا يتجاوز الأسبوع لدخولهم العاصمة صنعاء والسيطرة عليها وإعادة البلاد مجددآ للحضن الأمريكي والسعودي، إلا ان الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن ، فقد مر الأسبوع والشهر والعام والعامين ، والغارات الجوية لم تتوقف عن العاصمة وبقية المحافظات ، ولم تنتهي عند اسوار المعسكرات والمواقع العسكرية والمطارات التي دمروها بما فيها ، ويومآ تلو الأخر زاد إمعان العدوان في سفك دماء المدنيين ، بتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، وقصف المستشفيات والمدارس والجامعات، وتدمير الطرق والجسور، وإستهداف الإسواق ومجالس العزاء وصالات الأعراس والسجون وصولآ الى خزانات المياة، مرتكبآ بذلك جرائم حرب أودت بألاف الشهداء والجرحى من المدنيين صغارآ وكبارآ من الرجال والنساء، تزامنآ مع إستمرار حصاره البري والجوي والبحري الذي يمثل لوحده جريمة ضد الإنسانية طبقآ للقوانين والمواثيق الدولية، لم يُسمح حتى بدخول المساعدات الإنسانية، فضلآ عن الوقود والأدوية ، وقد سخرت دول العدوان كل وسائل إعلامها للتغطية على جرائمها تلك بحق الشعب اليمني وإقناع العالم بأن ما تقوم به هو في خدمته ولصالحه، ومع كل مجزرة ارتكبتها طائرات العدوان من عرس المخا والصالة الكبرى وسوق الهنود وسجن الزيدية وسوق خميس مستبأ ومجلس عزاء ارحب ، وغيرها من المجازر التي استغاث اليمنيين الأمم المتحدة ومجلس الأمن والعالم برمته عقب كل واحده منها ينقذوهم من ألة الموت ويفك عنهم الحصار الجائر ؛ إلا ان لا حياة لمن تنادي ، فقد تخلت الآمم المتحدة عن مسؤولياتها تجاة شعب عضو فيها يُقتل ويحاصر دون حق، وتلاشت فقاعة حقوق الإنسان من طاولة مجلس الأمن، وتخلى الجميع عن إنسانيتهم ، وباعو ضمائرهم، وأصم الجميع أذانهم عن سماع صراخ الاطفال اليتامى والجرحى وعويل الثكالى وأنين الجرحى ونحيب الأرامل في ظل استمرار تدفق مليارات الدولارات الى خزائن دولهم مقابل صمت قادتها على تلك الجرائم او ثمنآ لصفقات الأسلحة التي يعقدها النظام السعودي معهم لقتل اليمنيين وتدمير وطنهم ؛ وعندها لم تكن من خيارات لهذا الشعب الذي تآمر عليه الحكام العرب ، وشارك بعضهم في قتله ،وشرع مجلس الأمن استباحة دماءه وتدمير بنيته التحتية،سوى الصمود والإستبسال في الدفاع عن نفسه ومواجهه أعتى عدوان عرفه التاريخ المعاصر، كاسرآ بصموده كل محاولات إرضاخه بشتى أساليب القتل والترويع والتجويع التي مورست ضده بهدف تركيعه وإجباره على الإستسلام ، وقد مثل صموده الاسطوري أية ومعجزة القرن الواحد والعشرين ، الذي كان انتصارآ بحد ذاته في كل القواميس الحربية والعسكرية لاسيما وأوجه المقارنة من ناحية الإمكانيات بينه وبين تحالف دولي يضم اكثر من ستة عشر دولة تظل معدومة.
واليوم نحتفل بذكرى مرور عامين من صمود هذا الشعب الاسطوري في وجه العدوان الامريكي السعودي ، لا تكفينا مفردات اللغة وتظل عاجزة عن التعبير عن سعادتنا ونحن نحتفي بالإنجازات المتتالية التي يحققها الجيش واللجان الشعبية في معركة التحرر الكبرى ، وبالإنتصارات التي يصنعها الحفاة في جبهات الداخل وما وراء الحدود التي مرغت انوف حكام المملكة في الوحل وجعلتهم يدوسون انوفهم في التراب هربآ من الفضيحة والعار التي لحقت بجيشهم-جيش الكبسة الذي يعد الأقوى تسليحآ في المنطقة واحتل المرتبه الثالثه عالميآ من حيث الإنفاق العسكري الذي بلغ 87.2 مليار دولار خلال العام 2015 طبقآ لمعهد ستوكهولم لابحاث السلام بعد الولايات المتحده والصين، وتجاوز انفاقة العسكري خلال العشر سنوات الماضية اكثر من 500 مليار دولار، الذي يتعرض للتنكيل على يد المقاتل اليمني في جيزان وعسير ونجران والربوعة ، مما جعل النظام السعودي يهرع إلى باكستان والمغرب وغيرهما من الدول مستنجدآ إرسال الجيوش لحماية بلاده من توغل ثلة من الجيش واللجان الشعبية في عمق أراضيه وايقاف وتيرة ضرباتهم المنكلة بجيشه الذي لقي المئات منه مصرعهم ودمرت المئات من دبابات الإبرامز الامريكية والمدرعات والعربات ، في ظل اتساع رقعة سيطرتهم على المعسكرات والمواقع السعودية، وذلك ضمن إطار معركة الردع للعدو التي تجاوزت ذلك ، إلى انجازات نوعية في مجال التصنيع الحربي والعسكري حققتها العقول اليمنية، وتحديدآ في مجال تطوير القدرات الصاروخية البالستية اليمنية وصناعتها ، لتصل دائرة إستهدافها الى القواعد العسكرية السعودية في العاصمة الرياض ومنها قاعدة المزاحمية وقاعدة الملك سلمان شمال الرياض، وليس المتواجدة في جيزان وعسير ونجران والربوعة فحسب ، بعد أن افسحت القوة الصاروخية التابعة للجيش واللجان الشعبية الطريق للصواريخ اليمنية من الوصول لأهدافها في العمق السعودي بكل اريحية ،من خلال تمكنها مؤخرآ من تحييد أحدث منظومات الدفاع الجوي الصاروخي المتمثلة بمنظومة باتريوت باك3 المتطورة والحديثة التي تحوزها السعودية، بعد ان كان النظام السعودي يعربد في البلاد مطمئنآ ومعتمدآ على تلك المنظومة في حماية اجواءه وقواعده العسكرية ، وقد كان حادثة إستهداف قاعدة الملك سلمان في الرياض بصاروخ بركان 2 البالستي خير دليل على ذلك الإنجاز، وذلك في نفس الساعة التي وصل فيها الملك سلمان من زيارته الخارجية لنفس القاعدة، الذي قلب بدوره موازين القوى لصالح الشعب اليمني المحاصر وجيشه ولجانه الشعبية ، وهو تحول جذري جاء قبل أيام من ذكرى مرور عامين من العدوان مما ينبئ بمسار مستقبل الحرب وحسمها ، وذلك بما حمل من الرسائل التي قرأها قادة النظام السعودي وفهمو مغزاها جيدآ ، وهي أن هذه المرة في نفس الساعة ولكن في المرة القادمة سيكون في نفس الدقيقة، وأن ملكم الملطخة يداه بدماء اطفالنا ونساءنا لن يكون بمنأي عن صواريخنا، والحليم تكفيه الإشارة ؛ إلا ان الحدث الأبرز في معركة حرب الأدمغة مع العدو التي تخوضها العقول اليمنية هو إسدال الستار عن اربعة نماذج من الطائرات المسيرة المصنعة في اليمن بأيادي وخبرات يمنية بحته ، وهي القتالية المسماه قاصف1 والإستطلاعية بأنواعها الثلاث رقيب وهدهد1 وراصد ، وهو ما شكل صدمة قوية لتحالف العدوان الذي جُل ما يتوقعه هو رفع اليمنيين لراية الإستسلام ، وليس صنع الطائرات المسيرة في ظل الحرب التي تشن عليه وحصاره الذي جعل 80% من ابناءه بحاجة للمساعدات.
ووسط موجة الإحتفالات التي تعم البلاد بذكرى مرور عامين من ملحمة الصمود الشعبي، وصخب أسر الشهداء بتضحيات عظمائهم ووعيدهم بتقديم المزيد ، يرقب العالم من بعيد مندهشآ وهو يعيش حالة من الذهول والحيرة التي تسيطر عليه ، عندما يرى قوانين الحروب السارية منذ عقود تلغي ،وتصبح الخطط العسكرية مجرد حبر على ورق لا تلقى طريقها للميدان، وتتحطم سمعة وهيبة كبريات الشركات الأمنية العالمية ، ويتغلب المقاتل اليمني بسلاحه الكلاشنكوف على التكنولوجيا العسكرية، وتهان فخر الصناعات الأمريكية من دبابات الإبرامز والمدرعات والعربات على يد المقاتل اليمني الحافي القدمين ، وتُسقط في اليمن طائرات الأباتشي وال اف 16 بعد اكثر من 150 الف غارة عليه دمرت المدمر ،وتتخطى الصواريخ اليمنية الباتريوت ،والجيوش ينكل بها من قبل الحفاة والمتبردقين، وتنتهي العامان ولم يحقق العدوان من أهدافه شي، فهادي لم يعود إلى صنعاء ، والصواريخ اليمنية مازالت تواصل ضرب أهدافها المنتقاة في المملكة، وعمليات التنكيل بالعدو ومرتزقته على أشدها، وهو ما يعني الهزيمة بمختلف اشكالها التي لحقت بحلف امريكا في اليمن على يد الحفاة من ابناء الجيش واللجان الشعبية وصمود الأحرار من ابناءه.