السيد نصرالله: أتوا بكل مرتزقة العالم إلى اليمن ولم ينجحوا، لا حزم ولا عزم
محمد الباشا:
حيّا الأمينُ العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، صمودَ الشعب اليمني أمام العدوان الأمريكي السعودي الذي يُشن عليْه منذ ما يقارب العام، وعَــدَّ ما يلاقيه الشعبُ اليمني، من مجازرَ وجرائم وتدمير البنى التحتية، “يعبر في هذا الزمن عن مظلومية الإنسان والتأريخ”.
وكشف نصر الله، مساءَ الثلاثاء 16 فبراير 2016، أن “السعوديين والأتراك يريدون إيجاد موطئ قدم لهم في سوريا، ولذلك هم جاهزون لأخذ المنطقة لحرب إقليمية لتحقيق مصالحهم ولا يريدون أخذ سوريا إلى تسوية”.
وفي خطابه خلال الذكرى السنوية التي يقيمُها حزب الله للقادة الشهداء، أوضح السيد حسن أنه “يكفي لتركيا أن تغلق حدودها وتوقف الدعم وبيع النفط للقضاء على داعش”. وتساءل مستنكراً: هل من يسلم اليمن لداعش يريد قتالها في سوريا؟”
وقال “في اليمن هم عاجزون، لا حزم ولا عزم وأتوا بكل المرتزقة في العالم ولم ينجحوا في حسم أمرهم فكيف سينجحون في سوريا؟”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن المقاومة بمقدرات جديدة قادرة على هزيمة “إسرائيل”، مشدداً على أن تثبيت “إسرائيل” على أنها الحليف او الصديق للعرب يعني ضياع فلسطين.
وَجزم بأنه لن يُسمح للجماعات الارهابية ولا للولايات المتحدة وخلفها السعودية وتركيا وأمريكا السيطرة على سورية، كما أنه لن يُسمح لـ “إسرائيل” أن تحقق أحلامها وأهدافها، كاشفاً بأن “إسرائيل” جزء من المؤامرة؛ لأن “الصهاينة يعتبرون أنهم أمام فرصتين وامام تهديدين، الفرصة الاولى هي تشكل مناخ مناسب لإقامة علاقات تحالفات مع الدول العربية السنية مستفيدين من تفاقم فرص المواجهة مع ايران”، وتتمثل الفرصة الثانية في إمكانية لتغيير النظام في سوريا ما سيلحق الخسائر بالجيش السوري بما يمنعه من إلحاق الهزيمة بـ “إسرائيل” في أَية مواجهة محتمل، وما يعني “سقوط محور المقاومة، لذلك “إسرائيل” تبحث عن مصلحتها المتمثلة بزوال النظام في سوريا”.
وتابع أن العدو الصهيوني يعتبر وجود “الجماعات الإرهابية في سوريا أفضل من بقاء النظام السوري القائم حالياً، لأن هذا النظام يشكل خطرا على مصالح وبقاء إسرائيل في المنطقة”.
وذكّر بأن “إسرائيل” منذ اليوم الاول للأزمة في سوريا “كانت جزءاً من المؤامرة ضد سوريا، وقد قامت بكل ما يمكن فعله في هذا الموضوع”، وقد فشلت في اسقاط الرئيس السوري أو في تقسيم سوريا طيلة السنوات السابقة.
وأكد أمين عام حزب الله أن مشروع إقامة دولة جاهلية في سوريا قد فشل، كما فشل مشروع إقامة الدولة العثمانية والمشروع السعودي في سوريا، مضيفاً أن “إسرائيل تلتقي مع السعودية وتركيا على ضرورة اسقاط النظام السوري، ولذلك هم يعطلون المفاوضات ويعيقون الحلول”.
واعتبر أن التطورات والإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في شمال سوريا وجنوبها، دفعت بتركيا وبالسعودية للحديث عن تدخل بري في سوريا بحجة “محاربة داعش”.
“هل الآن استيقظ هؤلاء لقتال الارهاب؟ نعم لان الجماعات الارهابية التابعة لهم تتلقى الهزائم”، أردف الأمين العام لحزب الله.
وأوضح أن “الرهان على الجماعات الارهابية بات غير مضمون النتائج بالنسبة لتركيا والسعودية، لذلك بدأوا بالحديث عن دخول بري تحت عنوان “ائتلاف دولي” فهم يعتقدون ان هذا هو الخيار الذي يجعلهم أقوياء في المفاوضات والبحث عن مكان بعد كل هذه الخيبات”.
وقال سماحته إذا لم يأتِ هؤلاء (الأتراك والسعوديون) إلى سورية جيد وإذا قدموا بقواتهم سيكون أمراً جيداً أيضاً، موضحاً أنه إذا لم يأتوا إلى سورية فستُحل الأزمة وإن استغرق الأمر وقتاً، وتابع و”إذا جاء هؤلاء الى سوريا ربما سيكون من الخير للمنطقة كي تنهي قصة المنطقة بأكملها!”
وشدد أنه يُسمح لكل الطواغيت من اميركا والسعودية وتركيا وغيرهم من السيطرة على سوريا، كما لن يُسمح لـ “إسرائيل” بتحقيق أحلامها، مؤكداً: “ستبقى سوريا عامود خيمة المقاومة وستبقى لشعبها”.
ونوّه إلى أن “الحفاظ على المقاومة ودعمها يمنع الحرب الإسرائيلية عن لبنان ونستطيع في لبنان ان نشكل هذا المانع وهذا الحاجز، والإسرائيلي يحسب ألف حساب قبل ان يفكر في أَي حرب مقبلة ضد لبنان”.
وقال سماحته إن الصهاينة يخشون في أَية حرب مقبلة من ان تستهدفَ المقاومة حاويات الغاز في حيفا ما يؤدي الى مقتل واصابة 800 ألف شخص في الكيان الغاصب، ويعتقدون ان الضرر الذي قد يحدث باستهداف الغاز في حيفا يعادل ما تحدثه قنبلة نووية.
“لا يمنعنا انشغالنا في أمكنة اخرى ان ننشغل عن العدو الصهيوني بل موقفنا سيبقى السلاح وبدمائنا سنحفظ المقاومة وسنبقى نحفظ جهد وتعب وانجازات الحاج عماد مغنية”.
وقال سماحته إن تثبيت “إسرائيل” على أنها الحليف للعرب يعني ضياع فلسطين.
ولفت إلى أن “بعض العلاقات العربية الإسرائيلية بدأت تخرج الى العلن ومن تحت الطاولة الى فوق الطاولة”، مضيفاً أنّ “الإسرائيلي يعمل لتقديم نفسه كصديق لأهل السنة في العالم العربي، وفي مرحلة من المراحل قدم نفسه كحامٍ للمسيحيين في لبنان وفلسطين وماذا كانت النتيجة؟”
وتساءل أمين عام حزب الله: “ماذا فعل الصهاينة بأهل السنة منذ احتلال فلسطين إلى اليوم؟ هل أهل السنة يقبلون صديقاً لهم كإسرائيل؟”.. وتابع: “هل تقبلون صديقاً يحتل أرضاً سُنية؟ هل تصادقون كيانا ارتكب أهول المجازر بحق اهل السنة؟”.
وأردف: “هذا العدو الإسرائيلي قتل الشعب الفلسطيني على مر الزمن على مرأى الحكام العرب”، فـ”كيف يقبل عاقل من أهل السنة أن تقدم إسرائيل على أنها صديق وحامي، هؤلاء الذي يقدمون هذا العدو على انه صديق هم عملاء وخونة وحاقدون”.