من النفط مقابل الغذاء إلى الحديدة مقابل الرواتب – المعادلات الأممية ابتزازٌ ناعم !
Share
بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي .
أعتقد أن المعادلة الأممية الجديدة في اليمن أصبحت واضحة جداً لأبسط البسطاء من الشعب اليمني فما بالك بالنخب من السياسيين والمثقفين والعلماء وكذلك المتعلمين وحتى أنصاف المتعلمين !
فلم تعد قضية الرواتب أمراً يثير شكوك البعض من أن ثمة نيةً مسبقةً او مضمرةً لدى حكومة الوفاق في صنعاء مثلاً أو أحدٍ من الأطراف الوطنية المناهضة للعدوان تتعمد تجويع الشعب اليمني أو الاستئثار بمقدراته ونهب مواردة .
نعم هنالك مكامن ومظاهر للفساد قد تبرز هنا وهناك والتي لا يملك أينا دليلاً واضحاً من أن هذه البؤر مثلاً قد تشكلت على خلفية ممنهجة أو مخطط لها لكن ومع ذلك فإن القرار بإختصار هو قرارٌ أممي بإمتياز وبإيعازٍ سعودي !
في منتصف التسعينات وبعد أن بلغ حصار وتجويع الشعب العراقي مبلغه والذي كان بقرار أممي وتحريضٍ وإيعازٍ سعوديٍ خليجيٍ ايضاً تكرمت الأمم المتحدة وأقرت خطةً أو برنامجاً يقوم على أساس معادلة النفط مقابل الغذاء والذي للأسف وافق عليه العراقيون يومها على مضضٍ حالهم كحال الغريق الذي وجد قشةً ويظن أنه بتعلقه بها قد ينجو، فهل كان يا تُرى ذلك البرنامج أو تلك المعادلة ناجعة وكفيلة بإنهاء معاناة الشعب العراقي أم أنها أسلمته للإحتلال الكامل وعقودٍ من الفوضى والمجاعة في بلدٍ يْعد من أغنى أغنياء العالم ؟!
كذلك الحال بالنسبة لمعادلة اليوم في اليمن التي تقدم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة – الحديدة مقابل الرواتب والتي تتفق مضموناً مع معادلة النفط مقابل الغذاء أملاً في ان يقع الشعب اليمني في ذات الفخ الذي وقع فيه العراقيون من قبل ويسارع بعد تسعة أشهرٍ من تضييق الخناق عليه وتجويعه إلى التعلق بقشة ولد الشيخ التي ألقاها وبالتالي يقوم ويسلم لهم الحديدة لعله بذلك ينجو من شبح المجاعة وذل الحاجة والفقر، فهل لو سلم اليمنيون الحديدة سيحصلون فعلاً على رواتبهم بحسب المعادلة الأممية هذه أم أنها مجرد خدعةٍ الهدف منها زيادة معاناة الشعب اليمني من خلال التحكم باهم شريانٍ حيويٍ يمده بإحتياجاته من الغذاء والدواء وضروريات الحياة ؟!
بصراحة لنا في النموذج العراقي مثالٌ حيٌ عايشناه وراينا عواقبه وتبعاته ولا أعتقد أن الشعب اليمني سيقبل بهذه المعادلة الإبتزازية خاصة وان ولد الشيخ لم يأتِ بجديدٍ فهو لم يذكر انه سيدفع الرواتب مثلاً من عائدات النفط أو أنه سيتم توريد جميع الموارد السيادية إلى البنك المركزي في صنعاء إلا انه تطرق إلى موارد الجمارك والضرائب التي هي أصلاً بين أيدينا فقط والتي نعلم أنها لا تلبي عملية دفع الرواتب خاصةً في ظل تعرض البلد لعدوانٍ غاشمٍ وحصارٍ جائر يتطلب منا مواجهته والوقوف في وجهه .
ويبقى السؤال هنا : لماذا الحديدة مقابل دفع الرواتب ؟! لماذا لم يقل مثلاً تعز او صعدة أو حتى صنعاء مقابل دفع الرواتب ؟!
لماذا لم يقل النفط مقابل الرواتب ؟!
أعتقد الإجابة واضحة ولا تحتاج إلى شرح، فمعادلات الأمم المتحدة وبرامجها المتواطئة ترتكز دوماً على أساس الإمساك بزمام قوت الإنسان ولقمة عيشه كأسهل طريقة لتجويعه وتركيعه ! فهل استوعب الشعب اليمني اليوم حقيقة وحجم المؤامرة ؟!
وهل آن الآوان له أن يستجمع قواه ويوحد صفوفه لمواجهة هذه المؤامرة ؟!
أعتقد كل شئٍ أصبح واضحا ولم يعد هنالك ما هو تحت الطاولة أو وراء الكواليس !