قراصنة يخترقون بريد السفير الإماراتي في واشنطن ويسربون وثائقة
Share
الجوف نت متابعات
اعلنت صحيفة ديلي بيست الأمريكية أن مجموعة من القراصنة تمكنوا من اختراق الحساب البريدي الشخصي للسفير الإماراتي في الولايات المتحدة، وتعهدوا بنشر الرسائل التي حصلوا عليها، والتي تكشف الكثير حول أساليب عمل الدبلوماسية الإماراتية وطرق تأثيرها على السياسات الأمريكية عبر استخدام المال وتجنيد اللوبيات.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21”، إن مجموعة من القراصنة التي تطلق على نفسها اسم “غلوبال ليكس” بدأت في نشر رسائل إلكترونية تم الاستحواذ عليها من صندوق بريد يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في الولايات المتحدة، الذي يوصف بكونه مهندس العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات، والمسؤول عن تنسيق مواقف البلدين خاصة في الحرب على تنظيم الدولة.
وأضافت الصحيفة أن هؤلاء القراصنة اتصلوا بإدارة الصحيفة من خلال البريد الإلكتروني في هذا الأسبوع، وعرضوا عليها عينة من هذه المراسلات التي بحوزتهم، وأكدوا أنها “تظهر بوضوح كيف أن بلدا صغيرا وغنيا مثل الإمارات يمكنه استعمال اللوبيات من أجل الإضرار بمصالح واشنطن وحلفائها”.
ونقلت الصحيفة عن هؤلاء القراصنة قولهم “إن هذه الرسائل تكشف كيف استخدمت الإمارات ملايين الدولارات من أجل الإضرار بسمعة حلفاء واشنطن، والتأثير على سياساتها الخارجية”. كما أكد هؤلاء أنهم ينوون نشر هذه الأسرار بأنفسهم يوم السبت.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العينة التي تم عرضها عليها تتكون من 55 صفحة يبدو أنه تم طبعها ومن ثم تصويرها بواسطة آلة كاميرا رقمية. وقد ادعى القراصنة أن الوثائق وصلت إليهم عن طريق أحد المبلغين الموجودين في العاصمة واشنطن ضمن إحدى جماعات الضغط، بعد أن دفعوا له مقابلا ماديا.
ولاحظت هذه الصحيفة أن فحص هذه الوثائق أظهر بكل وضوح أنه تم طبعها من الحساب البريدي للسفير العتيبة، وتعود أولى هذه الرسائل المسربة إلى سنة 2014، وآخرها إلى الشهر الماضي.
وذكرت ديلي بيست أنها اتصلت بالمتحدثة باسم السفارة الإماراتية لمياء الجباري، التي أقرت بأن هذا العنوان الإلكتروني يعود إلى السفير العتيبة، وأكدت بأنها لا علم لها بحصول عملية اختراق بصندوق البريد، وأنها لم تسمع سابقا عن اختراق الحساب أو تسريب الرسائل”.
وبحسب الصحيفة فإن هوية هذه المجموعة التي تسمي نفسها “غلوبال ليكس” لا تزال غامضة، وهي قامت بالاتصال بها من خلال حساب على إحدى خدمات البريد الإلكتروني المجانية الموجودة في روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية الاختراق تأتي بعيد إقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة بأن قراصنة روس ربما يكونون قد أثروا على سير الانتخابات الأمريكية. ونقلت تصريحا قال فيه:” هؤلاء القراصنة هم مواطنون أحرار، إنهم يشبهون الفنانين الذين يستيقظون في الصباح وهم في مزاج جيد ويبدؤون برسم لوحة”.
وبحسب الصحيفة فإن الحكومة الروسية لم يعرف عنها سعيها لاستهداف الإمارات، بالطريقة التي تسعى من خلالها للإضرار بمصالح الولايات المتحدة وأوروبا. ولكن خلال العام الماضي كان خبراء في السلامة المعلوماتية قد حذروا من هجمة إلكترونية كان يتم التخطيط لها ضد وزارة الخارجية الإماراتية.
وأضافت أن الخبراء في ذلك الوقت وجدوا مؤشرات على أن هؤلاء القراصنة الذين سربوا معلومات من المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأمريكي قاموا بوضع أسس للتلاعب بالموقع الرسمي لوزارة الخارجية الإماراتية.
وبحسب الصحيفة فإن يوسف العتيبة يعد شخصية معروفة في الدوائر الدبلوماسية في العاصمة واشنطن، وهو يتمتع بعلاقات كثيرة وجيدة، ولذلك فإنه عند الكشف عن كل الرسائل التي تم تسريبها سيظهر على الأرجح حوارات ومراسلات قام بتبادلها مع بعض الشخصيات المؤثرة وأصحاب القرار في الولايات المتحدة.
وذكرت الصحيفة أن العينة التي تلقتها من هؤلاء القراصنة تضمنت رسائل بين العتيبة ووزير الدفاع في عهد أوباما روبرت غيتس، الذي يشغل الآن منصب مدير في مؤسسة رايس هادلي غيتس، وهي مكتب استشارات تمارس نفوذا قويا في واشنطن وتعمل لصالح شركات عملاقة مثل إيكسون موبيل.
وأضافت الصحيفة أن إحدى هذه الرسائل يقول فيها غيتس للعتيبة:” أريد إعلامك بأنني سأصل إلى أبو ظبي في آخر الشهر الجاري لحضور اجتماع لمجلس إدارة بنك جي بي مورغن. أعلم أنني أبلغتك بشكل متأخر، ولكنني أرغب في مقابلة صديقي ولي العهد عندما أصل هناك”.