يقف العالم العربي والاسلامي على حافة إنتظار حرب كبرى قادمة لامحالة وحاسمة دون شك مادامت قوى الاستكبار العالمي – أمريكا والكيان الصهيوني – تدفعان بكل طاقاتهما نحوها وتحاولان بسياستيهما الانتهازية والاستفزازية الوصول الى تلك الحرب المرتقبة انطلاقا من الأيدلوجيا العقائدية المشتركة بينهما التي تفترض حربا كونية ، واتفاقا بين النتائج المترتبة على الخطوات المتسارعة والمتوالية والمقدمات التي رسمت طريق تلك الخطوات ، وإستحقاقا يرونه لازما مع قرب اكتمال مخططاتهم الرامية الى السيطرة الكاملة والنفوذ المطلق على منجم ثروات العالم وقلب جغرافيا الأرض .
ومع انتظار هذه الحرب الكبرى المتفق على حتميتها والمختلف على توقيتها ، يطل المحارب اليمني من نافذة انتصاراته المذهلة المستوجبة للإجلال بقوة إيمانية وبأس يماني وتأييد رباني ليشكل الرقم الأصعب في معادلة الحرب الكبرى وحجر الزاوية في حسم مصيرها بإعتبارها مواجهة بين الحق والباطل والهدى والضلال والعدل والاستكبار ، وبقدرته على الصمود والتصدي و تطوير نفسه في احلك الظروف واستعداده لخوض غمار المعركة بإعداده الجاد والمسؤول بالمتوفر من امكانات وما اكتسبه من خبرات ومهارات في ميادين المواجهة يصبح الرهان عليه في المشاركة الفاعلة في رسم خارطة مستقبل الامة واقعا مفروضا ومحل اطمئنان وامتنان ممن يحملون ذات القضية ويتوجهون ذات التوجه المقاوم والممانع ولامناص من الشعور بالقلق والخيبة والحسرة من الطرف الاخر المتمرس في الموقف النقيض لقضايا الأمة الموقف المنبطح والمطاوع لقوى الاستكبار العالمي التي ستزول ويزول معها المنبطحون .
لا اكتب مثل هذا الكلام للتأكيد على فحواه فما تحدث به سيدالمقاومة حسن نصرالله حفظه الله حول هذه الحرب واطرافها فيه الكفاية والأمر برمته مفروغ منه وثابت في حسابات كل أطراف الحرب الكبرى القادمة ولكني أكتبه ليعلم الجاهلون ويتيقن الواهمون وليعي المغرر بهم أن اليمن صارت اكبر بكثير من اطماعهم وأن مكانتها صارت تستوجب لحكمها امكانات اكبر بكثير ايضا من امكاناتهم المحدودة العاجزة الفاشلة وأن تأثيرها الأقليمي في المستقبل القريب يضع احلامهم تحت مقصلة الواقع الذي صنعه وفرضه أنصار الله والذي جعل من كل خصومهم في الداخل مجرد مشكلة هامشية وحوادث امنية يمكن التعامل دون الانشغال عن القضايا الرئيسية او التأثير على السياسات العامة والاهداف الاستراتيجية .
ومالم يدرك أولئك الاغبياء مثل هذه الحقائق ستظل رحى خيباتهم تطحن حاضرهم وأياديهم المعضوضة من الغيظ تعجن حسرتهم وتخبزهم في تناوير جهنم خسارتهم المحتومة في الدنيا والاخرة .