مركز ابحاث امريكي.. القاعدة وداعش تقاتل الى جانب التحالف في جميع الجبهات في اليمن
الجوف نت
كشف تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث جيمس تاون في واشنطن أنه بات من الواضح أن عناصر تنظيم القاعدة باتت تقاتل إلى جانب قوات العدوان والمرتزقة في جميع الجبهات خصوصا في في جنوب اليمن وشمال اليمن.
وقال التقرير الذي أعده الخبير في الجماعات الإرهابية ميخائيل هورتون أن “المقاتلين المرتبطين بالقاعدة في شبه الجزيرة العربية باتوا يقاتلون إلى جانب العديد من الميليشيات العدوان والمرتزقة وعلى الأخص في مدينة تعز التي ما زالت متنازع عليها وفي محافظتي مأرب والجوف.”.
وكشف التقرير – الذي ترجم مركز سوث24 أجزاء منه – أن “عملاء ومقاتلي القاعدة في جزيرة العرب السابقين والحاليين ينشطون في مناطق واسعة من اليمن حيث يعملون جنباً إلى جنب مع مختلف قوات الأمن. هذا هو الحال بشكل خاص على طول الخطوط الأمامية المتنازع عليها.”
ويقول “تتيح أماكن مثل مدينة تعز، ومدينة البيضاء فرصًا وفيرة للتنظيم، وبدرجة أقل لداعش، لبناء النفوذ، والاستفادة من الشبكات المظلمة (خاصة تلك التي تنخرط في الاتجار بالأسلحة)، وبيعها.”
التقرير يشير إلى أن تنظيم القاعدة يعمل على تغيير “استراتيجياته” ويضيف ” تماماً كما تدفع الحرب الابتكار والتغيير في تقنيات القتال، فإنها تشحن أيضًا تطور الجماعات الإرهابية وا فشل المنظمة في التغيير استجابة للبيئة الديناميكية التي تعمل فيها من المحتمل أن يؤدي إلى نهايتها.”
ويرى التقرير أن نفوذ زعيم التنظيم السابق الذي قتل بهجوم طائرة من دون طيار أمريكية أواخر يناير الماضي “داخل المنظمة لم يكن واضحًا تمامًا مثل سلفه ناصر الوحيشي. بينما يعكس هذا جزئيًا الأساليب المختلفة والكفاءات الأساسية للزعيمين، والأهم من ذلك، أنه يعكس حقيقة أن القاعدة في جزيرة العرب قد ابتعدت عن الاعتماد على جوهر هرمي للقيادة. بدلاً من ذلك، فهي تقوم بتنفيذ هيكل تنظيمي ذري يمكّن العملاء المحليين.” العدوان والبيئة الاجتماعية السياسية التي يجب على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تنظيمها. في حين تحتفظ القاعدة في جزيرة العرب بطبقة من الأيديولوجيات، فقد أهملت منذ زمن بعيد فرض تفسيرات صارمة للشريعة، واحتلال الأراضي، وتنفيذ هجمات على أهداف أجنبية. وبدلاً من ذلك ، فإن تركيز القاعدة في جزيرة العرب مضبوط وبراغماتي.”
وبحسب التقرير فتتمثل “إحدى الاستراتيجيات الأساسية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية في زرع عناصرها ومقاتليها في المجموعة المختلفة من قوات الأمن في اليمن.”
ويضيف ” تم تجنيد مقاتلي القاعدة في شبه الجزيرة العربية عن قصد وبدون علم في العديد من هذه القوات التي تعمل في بعض أنحاء جنوب اليمن وفي شمال اليمن.”
ويعتبر تقرير هورتون أن “إن بذر وحتى توظيف مقاتلي (التنظيم) في الميليشيات المختلفة هو وسيلة لتأمين النفوذ والأموال والوصول إلى شبكات التجارة غير المشروعة. كل هذه الأمور أساسية لبقاء القاعدة في جزيرة العرب على المدى الطويل وبقاء عملاءها.”
فقد تابع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب التحركات التكتيكية والاستراتيجية التي اتخذتها العديد من الجماعات الإرهابية والمتمردة. جماعات مثل تنظيم القاعدة في سوريا، والتي تحولت ببراعة إلى مجموعات متمردة “معتدلة” مختلفة، وغيرها تصمم استراتيجياتها وتكتيكاتها في سياقات محلية للغاية. يعد الوصول إلى شبكات التجارة غير المشروعة والتعامل مع النخب الناشئة والقوى الخارجية أكثر فائدة من الالتزام الأيديولوجي والهجمات الإرهابية الأجنبية الباهظة الثمن. يضيف التقرير.
ويشير التقرير إلى أن “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لم يعد قادراً على الاحتفاظ بمساحات واسعة وحكمه كما كان الحال في عامي 2015 و 2016. ومع ذلك، فإن هذا التراجع يرجع جزئيًا إلى جهود مكافحة الإرهاب. كما يعكس محاولات القاعدة في شبه الجزيرة العربية لإعادة تشكيل نفسها في مواجهة الصراع متعدد الجوانب في اليمن.”
التقرير يكشف بأن “انحلال القاعدة في جزيرة العرب هو، على الأقل، استراتيجيته للاستفادة من هذا الاضطراب في اليمن. فمن خلال الانتقال إلى نوع من المنظمات الشاملة التي لم تعد تعتمد على نواة هرمية، يمكن للقاعدة في جزيرة العرب بسهولة إدخال نفسها، أو على الأقل نشطاءها، في النزاعات المحلية.”