رسالة نصح لقبائل مأرب الشرفاء
بقلم/ طارق بن عبدالله الحمزي
لكم يحزننا يا قبائل مأرب وأقيالها أن نراكم تقفوا في صف الباطل ، كما أنا نتحسر من أجل ما سنخسره من رجالكم فيما لو وقفتم في الموقف الخاطئ ، ولا نرغب في أن تسيل قطرة من دمائكم ، لأننا ندرك بأنكم في يومٍ ما ستكونوا في مقدمة صفوف الفاتحين للقدس ، والمواجهين لقوى الاستكبار والغطرسة ، وستكونوا حينها في الصف الوطني والعروبي والإسلامي المفترض أن تكونوا فيه ، والذي سيردكم إليه تاريخٌ عريق ، وقيم قبلية عروبية نبيلة ، عرف بها أجدادكم ، وحضارة عريقة عرفت قبل أن يشرب ابن سعود وابن زايد بول بعارينهم بالآف بل عشرات الآف من السنين ، ولا أشك في أنكم ستدركون في ذلك اليوم أنكم وقفتم مع المشروع الأمريكي من حيث لا تشعرون ، ووقفتم معه لمواجهة أبناء بلدكم وشعبكم ، وحينها ستشعرون بالندم الشديد لأنكم ارتضيتم أن تكونوا مطية للمستكبرين ، ولما سفكتم من دماء يمنية زكية ، كما سنشعر بالحسرة لما فقدتموه من رجال كان الأولى بهم إن يكونوا وقوداً لمعركة مقدسة ، كفتح بيت المقدس وتحرير الأقصى ، أو إسقاط الهيمنة الأمريكية وقوى الاستكبار الشرقية والغربية ، فمن الآن حتى لا تقفوا ذلك الموقف ، حريٌ بكم أن تفتحوا صدوركم لأخوانكم وأبناء شعبكم من الجيش واللجان الشعبية ، ولنتحد معاً لتطهير كل شبر في أرضنا ، وطرد المحتل الأجنبي السعودي الإماراتي من بلدنا ، فهذا هو الموقف الذي يشرفكم ، ويليق بمكانتكم ، ويرضي عنكم الله والتاريخ وأرواح أجدادكم البواسل ، الذين أبادوا جيش الروم على أسوار مأرب. وصدقوني ستدركوا إنكم تأخرتم ، وستتمنوا لو أنكم عجلتم وأسرعتم باتخاذ هذا الموقف.
كما إني لا أطالبكم هنا بأن تؤمنوا بما نؤمن به أو أن تسيروا في نفس الطريق الذي نسير فيه إن لم تقتنعوا بأحقيته ، فلا تصدقوا ما يكيلونه لكم عباد الدرهم والدينار وعلماء السلاطين من أكاذيب وشائعات عن أخوانكم في الجيش واللجان الشعبية فلا زلنا أخوانكم الذين تعرفون متمسكين بعاداتنا وأعرافنا وقيمنا القبلية والدينية المتوارثة عبر الأجيال من أيام سبأ وحمير وذو ريدان وشمر يهرش ، ومن أيام سعد بن معاذ ، ومعاذ بن جبل ، وسعد بن عبادة ومالك الأشتر وحتى اليوم ، فلكل حريته في ما أعتقاده ورؤيته فليس بالضرورة أن يكون لكم نفس توجهنا ، إنما أريدكم أن تكونوا في المكان اللائق بكم وهو مع الوطن والشعب ، فمهما حاولتم أن تضفوا على المسار الذي أنتم فيه مع العدو الآن من ألقاب أو مسميات ؛ كشرعية ومقاومة وجيش وطني … الخ. فهذا لن يغير من الحقيقة شيئاً ، لأن التاريخ وكذا أجيالكم لن يروها كذلك ، فمتى كان أو سمعتم بأن الشرعية تتحالف مع غزاة أجانب لقتل أبناء الشعب !؟ ومتى كان الذي يقاتل جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف مع الغزاة الأجانب السعوديين والإماراتيين والسودانيين والبلاك ووتر وغيرهم من الجنسيات متى كان هذا مقاوم !؟ وأنى لهذه أن تكون مقاومة ، ومتى أصبح الجيش الذي يدعمه ويموله ويتلقى أوامره من بلد خارجي وأجنبي ليقاتل أبناء شعبه جيش وطني !؟ فأين الوطنية في هذا !؟ ومتى كان حراس الجمهورية يأتمروا لملوك وممالك وأمراء غزاة !؟ فكل هذه الأشياء هي ترهات يضحكون بها عليكم ، وتضحكون بها على أنفسكم ، ولن تغير من الحقيقة شيئاً .
ختاماً أتمنى من قبائل مأرب الشرفاء ، الذي تتعمق جذورهم في التاريخ ، الذي ليس ممالك الخليج كلها إلا كبعرة في صحرى أمام تاريخكم العريق يا أبناء مأرب ، فكيف ترضون لأنفسكم أن تبقوا مطية لهم ، وأداة بأيديهم. فما عهدناكم إلا أهل حمية ونخوة ، فأياكم أن تنخدعوا بأموالهم المدنسة ، فتبيعون الدنيا والأخرة ، وما عرفناكم إلا رجال نجدة ، تذودون عن وطنكم وتحاربون الغزاة على مر التأريخ ، فأبقوا على ماضيكم وتاريخكم المشرق ، واتخذوا موقفٌ يشرفكم أمام الله وشعبكم وأحفادكم ، وتذكروا أي عار ستخلفوه لأحفادكم لو وقفتم مع المحتل ، لمواجهة شعبكم ، وأي موقف مخجل ستضعون أحفادكم فيه حين يقال لهم: ” كان جدك عميل يقاتل اليمنيين مع السعودي والإماراتي والسوداني والأمريكي والبريطاني ووو…. الخ ” . فانفضوا غبار الغفلة ، وانهضوا نهضتكم المأربية ، وارسموا تاريخكم ، واصنعوه بأيديكم كما تحبون أن تروه ، والتحموا مع أبناء شعبكم من الجيش واللجان الشعبية ، لطرد الغزاة والمحتلين. لأن هذا هو موقف الرجولة والنخوة والقبيلة والإباء والوطنية والأخلاق والقيم.
ودمتم ودام الوطن حراً عزيزاً شامخاً