نقطة أطماع العدوان.. الجوف تعود لليمن

 

تقرير /محمد الحاضري

على الضفة المقابلة للحدود مع السعودية حررت القوات المسلحة اليمنية محافظة الجوف الغنية بالنفط بعد خمس سنوات من احتلالها ما يشكل ضربة مؤلمة للأطماع السعودية في اليمن.

أهمية الجوف

لخص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إبان حملته الانتخابية السبب الحقيقي وراء التدخل العسكري السعودي في اليمن تحديدا في المحافظات الغنية القريبة من حدودها، قائلا في نوفمبر 2016: “إنهم (السعودية) يلهثون خلف نفط اليمن، الذي يوجد خلف حدودهم المشتركة مع اليمن، مؤكدا “إنهم يسعون خلف نفط اليمن وثروته الطبيعية وليس أي شيء آخر”.

خلف خط الحدود المشتركة الطويل تقع محافظة الجوف العائمة على بحيرة من النفط، وتساوي مساحتها 3دول خليجية مثل (البحرين وقطر والإمارات”، ولذلك حشدت السعودية طيلة سنوات الاحتلال ألوية عسكرية بعتاد عسكري متطور وجندت الآلاف من المأجورين لإبقاء المحافظة خاضعة لها.

وتعتبر الجوف المحافظة الثانية بعد حضرموت من حيث كبر المساحة الجغرافية تمتد حدودها شمالا من نجران إلى وشرورا والوديعه، وغرباً إلى والبقع وكتاف بمحافظة صعده، ومن الشرق إلى الوديعة ومديرية العبر بحضرموت ويحدها من الجنوب محافظة مأرب وتساوي.

تسارع الخطى نحو التحرير

مع اقتراب العدوان السعودي الأمريكي من اكمال عامه الخامس تسارعت انتصارات وانجازات القوات المسلحة اليمنية، وأفقدت ثلاث صفعات وعمليات عسكرية خلال شهر واحد ما جمعه التحالف في سنوات وفتحت الطريق نحو تطهير واسع للأراضي اليمنية من الغزاة والمحتلين وعملائهم.

أولى العمليات كانت “عملية البنيان المرصوص” نهاية يناير الفائت التي تكللت بتطهير مديرية نهم ذات التضاريس الوعرة وتحرير أجزاء من محافظتي مأرب والجوف، هذه العملية أنهت حلم التحالف في الوصول إلى صنعاء، وفي المقابل فتحت الطريق إلى الجوف ومأرب ذات الطبيعة الجغرافية السهلة خصوصا مع امتلاك اليمن منظومات دفاع جوي متقدمة تكنولوجيا، التي تم الكشف عن أربع منها جرى تطويرها بخبرات يمنية بحتة.

هذه المنظومات كانت الصفعة الثانية خلال الشهر وأكد الرئيس مهدي المشاط أنها ستغير مسار المعركة، وفعلا أثبتت المنظومات فعاليتها بإسقاط طائرةً مُقاتلةً سعوديّة نوع “تورنيدو” المُتقدّم تكنولوجيًّا يوم 14 (فبراير) فيما بقي مصير الطيارين مجهولا، وهو ما يشير إلى كسر التفوق الجوي الذي اعتمد عليه العدوان كثيرا، ويسمح بتقدم الجيش اليمني واللجان الشعبية في الأراضي السهليه.

أما الضربة الثالثة فقد كانت بالرد اليمني السريع والقاسي عقب ارتكاب التحالف مجزرة راح ضحيتها في الجوف بتنفيذ “عملية الردع الثالثة” التي استهدفت منطقة ينبع الصناعية والنفطية على ساحل البحر الأحمر بالعمق السعودي على تبعد أكثر من 1000 كيلو متر عن أقرب نقطة حدودية مع اليمن، وتم تنفيذ العملية بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي بعيد المدى، الذي تم الكشف عنه لأول مرة.

تحرير الجوف والطريق إلى مأرب

أعلن متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع الثلاثاء 17 مارس2020، تحرير “كافة مديريات محافظة الجوف عدا بعض المناطق في مديرية خب والشعف وصحراء في منطقة الحزم خلال العملية العسكرية الواسعة “فأمكن منهم” شاركت فيها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير ” بأكثر من 50 عملية استهدف بعضها عمق العدو السعودي”، وهو ما يشير إلى أن السعودية لم تعد قادرة على حماية عملاءها على الأرض حتى على الأراضي الحدودية المكشوفة، كما يكشف تنامي قدرات صنعاء العسكرية التي باتت قادرة على خوض المعارك وتحقيق الانتصارات على أراضي تعرف عسكريا بالرخوة.

ويبدوا أنه بتحرير الجوف بات طريق القوات المسلحة اليمنية أسهل إلى مدينة مأرب التي تشكل آخر وأهم جيوب العدوان في الجهة الشرقية، وبانتظار القرار السياسي لصنعاء، والرد على مبادرة فريق المصالحة الوطنية والحل السياسي، التي أطلقها في 27 فبراير ودعا فيها “المرتزقة في مأرب للاستجابة للمطالب الشعبية بفتح طريق مأرب صنعاء وتشغيل محطة مأرب للكهرباء وإمداد المناطق المتضررة وعلى رأسها صنعاء، والتعامل مع ثروات النفط والغاز كحق للشعب اليمني دون تمييز”.

بعد خمس سنوات من العدوان على اليمن بات واضحا أن السعودية لم تعد قادرة على حماية نفسها من الضربات اليمنية التي تكررت على مواقع حيوية واستراتيجية في عمقها، ورأى العالم ما حل بعملاق الاقتصاد السعودي شركة “آرامكو” في بقيق وخريص بعد عملية الردع الثانية، والأجدر ممن يعول على السعودية في مأرب أن يستوعبوا ذلك وأن يستجيبوا لدعوات صنعاء للسلام وتجنيب المحافظة قرار الحسم العسكري.