اقتصاديون وأكاديميون: صمود الجبهة الاقتصادية انعكاس لصمود رجال الرجال في جبهات القتال
الجوف نت متابعات
أوضح خبراء اقتصاديون وأكاديميون أن صمود الجبهة الاقتصادية ضد العدوان الغاشم أفشل كل رهانات العدو في إذلال وتركيع الشعب اليمني وتحقيق أي انتصار يغطي فشله وعجزه العسكري طيلة خمسة أعوام من عدوانه في اليمن . مستنكرين السياسة اللا إنسانية على حد تعبيرهم في البطش بكل مقومات الحياة الاقتصادية والمعيشية للمواطنين وما ترتب على ذلك من تداعيات إنسانية كارثية قابلها شعبنا بكل شموخ وصمود وثبات وجعل من المحنة منحة نحو البناء والتقدم والتصنيع الذي أذهل العالم وحمل رسالات مبشرة بمستقبل البلاد الزاهر في شتى المجالات الحياتية:
البداية مع عضو اللجنة الاقتصادية العليا محمد أحمد الهاشمي والذي أوضح أن صمود الجبهة الاقتصادية في ظل العدوان هو انعكاس لصمود الجبهة العسكرية في ميادين العزة والكرامة والشرف والذي تحقق عاما بعد عام انجازات وانتصارات عظيمة في وجه أكبر ترسانة عسكرية عالمية.
وقال الهاشمي :إن العدوان اتخذ من الورقة الاقتصادية وسيلة ضغط لتحقيق أي انجازات تذكر بعد فشله في تحقيق أي تقدم في الجبهات على مدى خمسة أعوام فعمد إلى سياسة تجويع الشعب اليمني عن طريق الحصار والتلاعب بأسعار الدولار واحتجاز السفن الغذائية والمشتقات النفطية واحداث زعزعة داخل الأوساط المعيشية والسوق وطباعة العملة النقدية المزيفة ونقل البنك المركزي إلى عدن وغيرها من السياسات التي تثبت تخبطه وفشله. مشيدا بالصمود الشعبي الذي كان جليا في التعامل مع كل تلك التحديات بصبر وصمود وثبات الأمر الذي أذهل العالم أجمع وعكس حقيقة الإيمان بالله وبالقضية العادلة لدى الشعب حتى يتحقق النصر والعزة والاستقلال في كافة الجوانب الحياتية.
التكيف مع الأزمات
من جهته أوضح الأكاديمي الدكتور عبدالوهاب عبدالقدوس الوشلي – رئيس جامعة صنعاء السابق أن احتفالات بلادنا بتدشين العام السادس للصمود اليمني الأسطوري بوجه اعتى عدوان إجرامي بربري في التاريخ من قبل السعودية والإمارات ومن تحالف معهما وبدعم أمريكي أوروبي صهيوني ضد الشعب اليمني في ظل صمت دولي مخز ومعيب يضع الأسرة الدولية أمام محاكمات أخلاقية قادمة جيلا بعد جيل.
وقال الوشلي : لا شك أن الصمود والثبات اليمني المدافع عن نفسه وانتصاراته على الساحة العسكرية وبقية الساحات قد اذهل العالم في ظل عدوان استخدم كافة الوسائل الدنيئة والاساليب الخبيثة التي لم تستخدم في أي حرب سابقة عبر التاريخ خصوصا العدوان الاقتصادي الذي حاصر الشعب اليمني برا وبحرا وجوا وسيطر على منابع النفط والغاز وسرقتها وكذا موارد الموانئ عدا الحديدة وحرم الشعب من ثرواته وقام بنقل البنك المركزي اليمني لمنطقة عدن المحتلة ومنع مرتبات الموظفين لأربعة أعوام في انتهاك صارخ لكل مبادئ وقواعد القانون الدولي وقام بطباعة العملة دون غطاء واستخدم ازلامه في الداخل بتضييق الخناق على الشعب لزيادة معاناته ومنع الغذاء والدواء والطاقة وغيرها.
وأضاف :إن الجبهة الاقتصادية الوطنية استطاعت الصمود بوجه الحرب الاقتصادية والتكيف مع الوضع الجديد وتخفيف معاناة المواطن قدر المستطاع ما يعني أن هناك انتصاراً في الجبهة الاقتصادية يوازي الانتصارات في ميدان المعركة على أيدي رجال الرجال ابناء اليمن الاحرار في ظل قيادتهم الشابة المؤمنة الثابتة مع الوطن ثبوت جبالها الشماء.
عكس المعادلة
الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الحميري – كلية الزراعة جامعة صنعاء يقول من جهته :إن الذكرى السادسة للعدوان على اليمن هي الذكرى السنوية السادسة للصمود اليمني المذهل للعالم أمام كل أصناف العدوان العسكري والسياسي والاقتصادي والإنساني على الشعب اليمني. مضيفا أنه وفي كل ذكرى سنوية لهذا الصمود يزداد الشعب اليمني قوة معنوية وإرادة وصلابة في مواجهة تحديات العدوان والحصار الاقتصادي والعسكري إلى درجة أن شعبنا اليمني قد بدأ يحاصر الحصار الخارجي بقدرة فوق عادية على الإبداع في إنتاج أكثر الأشياء استحالة في التصنيع محليا مثل مختلف أنواع الأسلحة والصواريخ والطيران المسير بمختلف مسمياته هذا على الصعيد العسكري والذي انعكس على المستوى المدني صناعة وزراعة في إطار مساعٍ متواصلة لاحداث نهضة صناعية واقتصادية شاملة ومبشرة بإمكان أن يتغلب شعبنا اليمني على الضائقة الاقتصادية التي أراد العدوان أن يقتل بها صمود ?عبنا اليمني وقدرته على مواصلة الحياة بكرامة وعزة وشموخ.
استنزاف الطاقات
رئيس المنظمة الوطنية لمواجهة الكوارث فضل الصباحي اعتبر أن الحرب الاقتصادية التي يشنها العدوان على شعبنا منذ خمسة اعوام هي حرب مميتة يريدون بها تجويع الشعب اليمني واستنزاف طاقته في العيش والتحكم به عبر الاقتصاد.
واسترسل أنه بصمود الشعب اليمني وتكاتفه تمكنا من الصمود للعام السادس على التوالي ونحن في عزة ونصر من الله ،و أننا قادرون على الصمود ضد هذه الحرب الاقتصادية، مؤكدا على أهمية توعية الشعب اليمني ضد هذه الحرب وتعريفهم بها لكي نستطيع أن نتعامل ونتعايش مع وضعنا الراهن.
وبين الصباحي أن الحصار الخانق خلق واقعاً جديداً جعل من الضروري تكاتف كل الجهود سواءً من جهة حكومة الإنقاذ أو من جهة منظمات المجتمع المدني، لبناء سد ساتر ضد هذه الحروب الاقتصادية.
وأوضح الصباحي : نحن من خلال المنظمة الوطنية لمواجهة الكوارث وتقديم الدعم النفسي سعينا منذ تأسيسها عام 2011 إلى هذه اللحظة في تقديم يد العون لكثير من الأسر في مجال التمكين الاقتصادي أو تقديم المساعدات الإنسانية في مواجهة الحرب الاقتصادية بالإضافة إلى تقديم العون الإغاثي بالمساعدات الإنسانية التي تشمل السلال الغذائية والمساعدات الإنسانية لتغطية بعض ما يحتاجه المجتمع بسبب الوضع القائم جراء العدوان على اليمن. بالإضافة إلى الاهتمام بذوي الحالات الإنسانية ودعمهم اقتصاديا ومعنويا.
السيد القائد
نائب أكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل معين المتوكل قال :إن مناسبة الاحتفال بتدشين العام السادس من الصمود يأتي في ظل ترقب كبير من الشعب اليمني لهذه المناسبة العظيمة التي كلما زادت سنواتها طرديا زاد صمود وصبر الشعب اليمني ، ابتدأ من طرح رؤية السيد القائد الى توجيهات المجلس السياسي وترجمتها من خلال الرؤية الوطنية التي حددت جميع المجالات التي ستساعد من توجيه الجميع نحو الاكتفاء الذاتي في الجانب الزراعي والصناعي ، الاهتمام وتشجيع المبدعين والمبتكرين ، الرفع من مستوى التعليم الأساسي وجودة التعليم الجامعي ، والتوجه نحو تفعيل التخصصات المهنية والفنية والصناعية والحرفية ، الإعفاءات المالية للمشاريع الصغيرة ، كل ماتم طرحه في ظروف صعبة وخانقة ، ولكن بتوفيق من الله سوف ننتصر ونحقق مالم يحققه الآخرون في هذه الظروف.
رهانات فاشلة
وترى الناشطة والكاتبة دينا الرميمة أنه كان للجبهة الاقتصادية في اليمن دورها الكبير والفعال في مواجهة الحرب الاقتصادية وسياسية التجويع الممنهج ضد الشعب اليمني ، فكثير ما راهنت دول العدوان على الورقة الاقتصادية وتأملت منها تحقيق نصر ولو بسيط وخاصة بعد فشلها في الحسم العسكري على الأرض.
وقالت الرميمة : إنه ومنذ بداية العدوان والذي استهدف المصانع والمزراع ومحطات المياه وكل ماله علاقة بحياة المواطن اليمني واستخواذ المرتزقة على مواقع الثروات النفطية والغازية ،
ومن الحصار البري والبحري والجوي المطبق ومنع دخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية والدواء وأبسط مكونات الحياة إلى اليمن ومن ثم تحويل البنك المركزي إلى عدن وقطع الرواتب على كل الموظفين بما فيهم من هم في مناطق سيطرة دول العدوان ،إلى إغراق السوق اليمنية بالمليارات من أوراق العملات المطبوعة دون غطاء حيث أن ماتم طباعته من العملات خلال السنوات الأخيرة للعدوان أكبر بكثير مما تم طباعته خلال ثلاثة عقود ماضية الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار واثقال كاهل المواطني عن شراء القوت الضروري.
تركيع الشعب
وأضافت الرميمة: كما أن استخدام المنظمات الإنسانية والاغاثية كسلاح آخر لتركيع الشعب اليمني الذي بات يدرك أن هذه المنظمات تعمل يداً بيد مع دول العدوان. مبينة إن كل تلك الأسباب كانت كافية لحدوث كارثة إنسانية في اليمن على مستوى العالم إلى جانب الحرب العسكرية التي تشن عليه وبالرغم من الكارثة الإنسانية المفتعلة ضد الشعب اليمني لكنه لم يقف مكتوف الأيدي ينتظر موته المحقق بسبب الجوع أو القصف أو أن يستسلم لكل اجندات العدوان ،
إنما تحرك الكل في التصدي لهذه الحرب كل على سواء الرجل والمرأة ،وكان للوعي الكبير الذي خلفه السيد الشهيد القائد حسين سلام ربي عليه بين أوساط الشعب بالحث على الاكتفاء الذاتي والدعوة إلى العودة إلى الأرض والزراعة وكل في مجاله سواء في الزاعة أو في التصنيع أو الخياطة ،كما كان للقيادة الحكيمة بقيادة السيد القائد دور كبير في الدعوة المستمرة إلى الاكتفاء الذاتي وكذلك الشعار الذي اطلقه الرئيس الشهيد صالح الصماد (يد تحمي ويد تبني) كل هذا كان له دور كبير في مواجهة هذه الحرب ، فرأينا المرأة في بيتها وفي مشغلها تصنع المواد الغذائية وأدوات التنظيف والتجميل والعطور والملابس ،والرجل يزرع في الأرض مختلف المواد الزراعية بما فيها القمح الذي كان لا يأتي إلا من الخارج منذ عقود ما جعل السوق اليمنية تمتلأ بالمنتجات المحلية الزراعية والغذائية والملابس وعوضت بدرجة كبيرة ماكان يأتي من الخارج واستطاع الشعب اليمني أن يكتفي ذاتياً مما ينتج ويواجه الجوع بكل تحد وصمود.
وعن حرب العملات المطبوعة تقول الرميمة : لقد كان لقرار منع تداول العملة الجديدة وخطة الريال الالكتروني دور كبير في استقرار الأسعار وهبوط سعر الدولار مقارنة بمناطق سيطرة العدوان وخاصة أن الشعب اليمني تفاعل مع هذا القرار ما ساعد في سقوط هذه الورقة من يد دول العدوان ، وهنا نستطيع القول أن الجبهة الاقتصادية كان لها دور مماثل للجبهة العسكرية في التصدي لهذا العدوان الخبيث وكان لكل يد عاملة مترسها الخاص للدفاع عن سيادة اليمن والحفاظ على كرامتها. ومن استطاع ان يصل إلى صناعة الصواريخ البالستية والطيران المسير وكل انظمة الدفاع والردع بلا شك لن يعجز عن صناعة لقمة عيشه وتأمين حاجته من القوت الضروري.