الأمين العام لحركة “كرامة” السعودية المعارضة د. معن الجربا: اليمن ليس الحديقة الخلفية للنظام السعودي.. وشعب شبه الجزيرة يدفع ثمن عدوان ابن سلمان.
الجوف نت متابعات
منذ صعوده للعرش بات واضحًا بأن ثلاثينيَّ الإنتداب القبلي السعودي، المعروف ب “مبس”، مصابٌ بداء العظمة، داءٌ كلّفه وسيكلّفه الكثير ليثبت أركان عرشه الأيلة للسقوط كل ليلةٍ وآخرى، فما موجة الاعتقالات وأنباء الإنقلابات إلا عوارض هذا الوباء المستعصي إلا على حفاة اليمن الذين لا ولم ولن يقبلوا بأن تعود اليمن حديقة خلفية “للسعودية”.
من هنا كان ولا بد من صُداقٍ غالٍ يُدفع لتاجر البيت الأبيض في واشنطن، والمصادر، وفقًا لشريعة الغاب السعودي، أموال شعب شبه الجزيرة العربية الغارق في مستنقعات البطالة والدين وارتفاع المعيشة، بينما يتنعم عنصريٌ أحمق يكره الإسلام جملةً وتفصيلًا بأمواله وأموال المسلمين وحرميهم. نرجسي فشل وسيفشل في إبراز نفسه كبطلٍ قوميٍ بعد أن فَرّط بالقدس وهوّدَّ فلسطين وخان القضية جهارًا. سياسيُ فاشل أغرق جنده في الوحل اليمني وعادى شقيقته قطر، ويهدد الكويت تارةً وطورًا سلطنة عُمان، ويُعتقد، لدى محللين كثر، بأن تحالفه مع الإمارات سينحل قريبًا. فشل هذه السياسة و المشهد اليمني-السعودي وخصومات الأشقاء، تفاصيل يبلورها أكثر الأمين العام لحركة “كرامة” المعارضة للنظام السعودي معن الجربا في حوار خاص مع “مرآة الجزيرة”…
الأمين العام لحركة “كرامة” المعارضة للنظام السعودي معن الجربا يؤكد أن ورقة اليمن سقطت سقوطًا مدويًّا، استراتيجيًا وعسكريًا، بيّد أن النظام المسيطر أساسًا على الإعلام ما انفك ينسج ملاحم انتصاراتٍ كاذبة. ويوضح أن شعب شبه الجزيرة العربية واعٍ ومدرك ويرى حقيقة الأمور إلا أنّ سياسة كم الأفواه تضبط وبالقوة ردود فعل المواطنين.
الجربا وفي حوار خاص مع “مرآة الجزيرة”، يقول إن الحرب على اليمن بل أي اعتداء على بقعة عربية وإسلامية أمر مرفوض جملةً وتفصيلًا. ويضيف “قضيتنا كمعارضة هي قضية إنسانية ضد الارتهان للسياسة الصهيوأمريكية في المنطقة ونقف مع كل مستضعفي الأرض”.
ويرى الأمين العام لحركة “كرامة” أنه “كان الأجدى بالنظام السعودي أن يدافع عن الأراضي المقدسة وعن قضية الشعب الفلسطيني بدلًا من أن يتحول إلى محتل لا بإجرامه أدنى درجةً عن الإحتلال الصهيوني”، لافتا إلى أن العدوان يدخل متاهةً سادسة يعلم الله وحده كم سيكون تكلفتها، “حربٌ تورط فيها النظام السعودي وهو اليوم يحاول الخروج مع حفظ ماء الوجه بعدما استنزَف عسكريًا وماليًا ونفسيًّأ ومرتزقة تدفع لها أموالٌ باهضة بينما تقذف بالمواطن أمواج الجوع والفقر والبطالة”.
ويوضح أنه “بالمحصلة، لن تعود اليمن الحديقة الخلفية للسعودية فالنظام خسر في كل مكان في المنطقة وورقته الأخيرة والتي ستسقط حتمًا كغيرها هي -ما يسمى- صفقة القرن”، مشيرا إلى أنه “رغم تحالف السعودية والإمارات في الحرب على اليمن، هذا لا يمنع من أن يكون هناك صراع مصالح أساسية بين الفريقين ألا وهو السيطرة على اليمن، رغم الخلاف على تقاسم الحصص”.
ويتابع “أما عن خشية السعودي من وحدة اليمنيين، فإن أي معتد على أي أرض أكثر ما يخشاه هو الوحدة، فوحدة اليمني تعني خسارة مؤكدة للعدوان. لا شك أن اليمني استنزف قوى التحالف من خلال هذه الحرب بالرغم من عدم امتلاكه الأسلحة النوعية والمتطورة التي يمتلكها التحالف، الا أنه اثبت انه يستطيع بالصمود والرد بضربات موجعه كتلك التي طالت أرامكو أن يمرغ أنف المعتدي على سيادته في التراب”.
بين خسارة الأرواح والأموال!
الجربا، يشدد على أنه “من الصعب على قوى التحالف أن تقرّ بهزيمتها أمام العالم بأسره، فماذا تقول؟ أتقول إن حفاة اليمن هزمونا، نحن أكثر جيوش العالم إنفاقًا على السلاح؟!” غير ذلك فإن النظام السعودي بقيادة الأمريكي ورغم كل الضربات يعيش حالة وهمٍ معتقدًا أنه قد ينجح بهزيمة اليمن وسرقة خيراته، بيد أن اليمني لا يكاد يوفر فرصةً إلا وينفذ فيها ضربات موجعة تهدم آمال تحالف العدوان كل مرة.
إلى ذلك، يشير الجربا إلى أن “من يعي اليوم حقيقة الأمور يعلم تمامًا حجم الخسارة التي تكبدناها كمواطنين سعوديين، فناهيك عن الخسارة الاقتصادية، فهناك غصة في صدور هؤلاء المواطنين لأن التاريخ سيكتب بأن وطنهم قتل أشقاءهم”. ويلفت إلى أن العدوان جوّعَ وقتل الآلاف من الشعب اليمني بينهم أطفال ونساء، من دون استشارة الشعب”، متسائلًا: “الخسارة المادية تُعوض، أما خسارة الأرواح، فمن يعوضها؟، فشرفاء الجزيرة العربية يتمنون بأن يحل السلام بينهم وبين إخوانهم في اليمن”. ويتابع “هم أهلنا وشعبنا ونحن منهم وهم منّا، ونسأل الله بأن يهزم كل طاغية يريد بالأمة الاسلامية والعربية سوء، وأن ينتصر الحق على الباطل، ونقول بأننا برآء من أفعال هذا النظام، نحن برآء من دماء شهدائكم وآلام جرحاكم ودموع أمهاتكم وأطفالكم، ونسأل الله أنينصرنا واياكم على كل ظالم”.
هذا، ويضيف المعارض للنظام السعودي أن كذبة “الليبرالية” التي يروج لها النظام هي مطيّة زائفة تمامًا، ويقول “برأيي إن الطلاق الذي حصل بين النظام والوهابية هو جزئي”، مبينًا أن “هناك التباس في فهم هذا النظام لليبرالية على أنها تحرر وحفلات راقصة فقط وهو تعريف خاطئ. فالليبرالية تعني الديمقراطية وتكفل حرية الرأي والتعبير، وهو الأمر الذي لا ولن يسمح به النظام المتحكم برؤوس العباد”. ويعرج الجربا على إخفاق النظام وتورطه أيضًا في الحرب السورية التي أزهقت أرواح الآلاف، بينما يحاول اليوم زاحفًا فتح قنوات اتصال مع الحكومة السورية طمعًا بتسلم ملف إعادة الإعمار، بالاضافة إلى أن سوريا اليوم تخوض حربًا مع عدوه ألا وهو الأتراك.
في السياق، يقارن المعارض للنظام السعودي بين اليمن وسوريا، قائلا: “الأخيرة (سوريا) تنتصر على الوكيل الذي كان يتلقى دعمًا من عدّة أنظمة منها النظام السعودي الحالي، أما اليمن فستنتصر على السعودية نفسها”. ويقول إن السعودية عبثًا تحاول كسر الصمود اليمني ولأنه أداة في يد الأمريكي، فلن تهدأ الحرب في اليمن طالما يريد الأمريكي استمرارها”. ويوضح أن “الرهان في المرحلة المقبلة على ما تشهده السعودية اليوم داخليًا من اعتقالات للأمراء والمعارضين سيكون له انطباعاته ليس فقط داخليًا بل وخارجيًا”، لذا عنوان المرحلة القادمة ليس “وقف الحرب” إنما مرحلة “تصفية الحسابات الداخلية”.
مواطنو شبه الجزيرة يدفعون ثمن العدوان على اليمن
الأمين العام لحركة “كرامة”، يتوقع بأن الانفجار الشعبي داخل البلاد، غير مستبعد نتيجة تفاقم المشاكل الاقتصادية التي يواجهها المواطن من إسكان وبطالة، “إلا أن مبس يسوق شعبه بالعصا ويرعبه بالاعتقالات التي طالت حتى كبار الأمراء والسياسيين ورجال الدعوة والمثقفين والكتّاب وغيرهم، وخاصة كالتي طالت مؤخرًا الأمير أحمد بن عبدالعزيز وولي العهد السابق محمد بن نايف”.
بالمقابل، يعرب الجربا عن قلقه من طبيعة ونتائج هذا الانفجار الشعبي حيث جُّرِدت البلاد من المواقف العقلانية، فإذ ما قام بالانفجار جيل الشباب الذي تسمم تفكيره مؤخرا بانفتاح مبس “غير الأخلاقي” والحفلات الراقصة وغيرها مما يسميها “الحريات” فتلك مصيبةٌ، وكذلك إذا ما قامت به الفئة الوهابية المتطرفة فالمصيبةُ أعظم. المشهد القادم على الجزيرة العربية ينبئ ب “صراع الأمراء” وقد يتدخل الشعب ونشهد انفجار مفاجئ كما حدث في تونس ومصر، يضيف المعارض.
أما ما يتعلق بالعلاقات المتوترة بين الأشقاء الخليجيين، يلفت الجربا إلى أن “الصراع المستمر بينهم سيستمر طالما أن هناك من يريد لهذا التوتر أن يستمر”، و يقول: “لا يمكن أن نتحدث عن أي صراع عربي-عربي من دون الحديث عن المصلحة الأمريكية والصهيونية وسياسة “فرّق تسد”، بالإضافة إلى سياسة تصفية الحسابات التي ترعاها بعض الدول الخليجية، وربما يحدث سقوط للتحالف بين الإمارات والسعودية في المستقبل بعد انتهاء المصالح المشتركة بينهما في العدوان على اليمن، ودعم محمد بن زايد لمحمد بن سلمان، إضافةً إلى العداء المشترك مع التركي الذي هو حليف قطر”.
يختم بأن “الحرب على اليمن، دفع وسيستمر بدفع ثمنها المواطن الخليجي، على وجه الخصوص السعودي، فبالاضافة إلى الخسارة المادية والاقتصادية التي يتكبدها، هناك خسارة إجتماعية إنسانية حتى لو انتهت الحرب سيكون من الصعب تخطيها”.