في ذكرى انطلاق العاصفة: هم الشرفاء لا أنتم، هم الأبطال لا أنتم !
بقلم الشيخ عبدالمنان السُّنبلي
قولوا عنهم ما تشاؤن؛ قولوا عنهم روافضاً، مجوساً، انقلابيين، سلاليين، انتهازيين، أَو حتى فاسدين وإقصائين أَو ما شئتم أن تقولوا عنهم، فقولوه !
انعتوهم بالمتبردقين أَو المتخلفين أَو المتزمتين أَو بأي شئٍ يحلو لكم أن تصفوهم به، فصفوهم !
لكن هل تستطيعون أن تنكروا أن هؤلاء المتبردقين والمتخلفين والروافض والمجوس والسلاليين ووووو… قد مرغوا أنوفكم وكبرياءكم وغروركم في الوحل ؟!
هل تستطيعون أن تنكروا أنهم قد جعلوا منكم إضحوكة العالم ومهزلة الشعوب ؟!
هل تنكرون أنهم باستبسالهم وبطولاتهم قد أجبروا كُـلّ أحرار العالم على احترامهم وتقديرهم ؟!
هل تستطيعون أن تنكروا أنهم ومعهم كُـلّ اليمنيين قد أذهلوا الدنيا بصمودهم وإصرارهم على تحقيق النصر ؟!
لم يقل أحد أنهم ملائكةٌ لا يخطئون أَو رسلٌ معصومون، لكنهم في الأول والأخير جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي اليمني ومن الطبيعي أن نجد فيهم ما قد نجده في غيرهم من مكونات هذا المجتمع وأطيافه المختلفة من قصورٍ أحياناً في بعض الجوانب أَو المسائل، وبالتالي فلا يحاول أحد أن يصنفهم خارج نطاق وسمات هذا المجتمع اليمني خَاصَّة إذَا ما جاء هذا التصنيف من خارج الحدود .
نعم قد يختلف معهم المرء أحياناً في بعض الرؤى والأفكار الثانوية المتعلقة ببعض الجوانب الخلافية، وقد يتفق في أحايين أُخرى، فالإختلافات سنةٌ من سُنن الحياة وقديماً قالت العرب لولا اختلاف الطبائع لما نفقت البضائع، إلا أن هذا لا يمنعنا كيمنيين قبل غيرنا من أن نعترف من أنهم رجالٌ بكل ما تعنيه كلمة الرجولة من معنى .
أن تضعوا بعض قياداتهم أَو تصنفوهم في قائمة (الإرهاب)، فهذا شرفٌ بحد ذاته لهم يعكس مدى فشلكم وعجزكم عن مواجهتهم وكسر شوكتهم، ولو كانوا كما تقولون أدواتاً وأزلاماً لإيران، لساومتكم إيران بهم من بدري على مصالح ومكاسب كثيرة كما ساومتكم بغيرهم من قبل ولكنها تعرف جيَدًا أنه لا يمكن لمثل هؤلاء أن يقبلوا أن يكون لإيران أَو غير إيران يدٌ أَو سلطانٌ عليهم .
أهذا كُـلّ ما قدر عليه تحالفكم بعد ما يقارب الخمسة أعوام من العدوان الغاشم أن تضعوا الحوثي ورفاقه أَو تصنفوهم في قائمة الإرهاب ؟!
وما يضيرهم أن تضعهم السعودية أَو أمريكان أَو إسرائيل أَو حتى أم الصبيان في قائمة الإرهاب إذَا كان الشعب اليمني ينظر إلى هذه القائمة كواحدة من قوائم الشرفاء لديه ؟!
ومن وضعه الشعب اليمني في قائمة الشرفاء فلا يمكن أن يسلمه أَو يساوم عليه ولو عرضت عليه كنوز الدنيا وأموال العالم كله !
فطوبى لكل من ارتقى إلى مثل هذه القائمة، وطوبى لكل من يدافع عن وطنه باذلاً روحه رخيصةً في سبيل عزته ورفعته، وطوبى لكل المرابطين والصامدين، وطوبى للشهداء والجرحى، ولا نامت أعين الجبناء .