لذنوب لها اثار وعقوبتها في الدنيا قبل الاخرة …
بقلم / زيد احمد الغرسي
يواصل السيد القائد محاضراته الرمضانية حول بعض من الايات القرانية وفي محاضرته السادسة تحدث عن موضوع الذنوب واثارها وبداء المحاضرة بالحديث انه مع الوعيد الشديد وحجم العذاب الكبير الذي سيتلقاه العصاة في النار فتح الله باب التوبة للعاصين والمذنبين في الدنيا ودعاهم بلطف ورحمة الى التوبة ؛
والتوبة في الدنيا تعني الاقلاع عن الذنوب والمعاصي وامتلاك العزم والارادة بعدم الرجوع اليها ولا يظن الانسان انه سيرتكب ذنب ويتوب وهكذا ؛ لا فالتوبة هي الاقلاع عن المعاصي .
ثم بداء السيد القائد بمقدمة تمهيدية عن التوبة بالحديث عن الذنوب ووضح فيها نقاطا هامة ترد على بعض الثقافات المغلوطة التي ترسخت في اوساط الناس بسبب انتشار الفكر التكفيري المخالف لكتاب الله ..
في هذا المحور تطرق السيد الى ان للذنوب اثار في الحياة وفي الاخرة واثارها في الحياة تكون في عدة جوانب منها
– على المستوى النفسي للفرد المذنب حيث يعيش الانسان الضيق والهم واليأس والضجر والضنك بسبب الذنوب ..
– على مستوى الاسرة حيث تتفكك الاسرة وينهد تماسكها وتصير اسرة مبعثرة ..
– على مستوى المجتمع بشكل عام حيث يصير متفرقا ومبعثرا وتكثر فيه المفاسد والجرائم ..
– على مستوى الامن حيث تكثر جرائم القتل والنهب والاغتصاب وغيرها من الجرائم ..
ثم اشار السيد الى نقطة هامة جدا كانت مغيبة عند الكثير من ابناء الاسلام وهي ان الجزاء على الذنوب يكون في الدنيا قبل الاخرة لان البعض يتصور ان العقوبة في الاخرة فقط وهذا غير صحيح يقول الله تعالى ” لهم خزي في الدنيا وعذاب في الاخرة ” وبسبب هذا المفهوم الخاطئ يرتكب الانسان الجرائم ويتمادى فيها …
كما تطرق الى مفهوم مغلوط وخطير على الانسان ؛ وهو ان الانسان المؤمن ليس عليه عقوبة اذا ارتكب المعاصي وكأن الاسلام اصبح بطاقة تصريح له لارتكاب الذنوب والمعاصي ؛ وهذا غير صحيح ..
فالله يتعامل مع الانسان على اساس عمله والجنة والنار حسابهما مبني على ما قدمه الانسان من عمل ؛
وهذه من المفاهيم الخاطئة التي رسخها الوهابيون وكانت سببا في تساهل الانسان لارتكاب المعاصي ” تقوله ليش يا اخي يقلك الله غفور رحيم ” صحيح انه غفور رحيم لكنه شديد العقاب كما قال تعالى ” اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم ” …
ايضا تطرق الى نقطة اخرى هامة جدا وهي ان الذنوب تكون من شقين :-
الاول من مخالفة توجيهات الله تعالى وارتكاب المعاصي ..
والثاني من التقصير والاهمال والتساهل في العمل بتوجيهات الله فكلاهما ذنوب ..
فلا يظن الانسان انه اذا صلى وصام وما اكل حق احد انه سيدخل الجنة كما هو سائد لدى البعض ؛ لا ؛
التقصير في بقية العبادات كالجهاد والانفاق ومعادة اعداء الله هي ذنوب ؛ فالله هدد المؤمنين من يؤمن ببعض الكتاب ويرفض البعض الاخر بقوله تعالى ” افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ” …
ثم تحدث السيد الى موضوع التوبة وان الله دعى الانسان للتوبة وعدم اليأس ؛ لان اليأس قد يدفع الانسان للاستمرار في ارتكاب المعاصي لكن الله رحيم يغفر الذنوب مهما كانت اذا تاب الانسان وتخلص منها ولم يرجع اليها قال تعالى ” قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم ” …
وسيواصل الحديث عن التوبة في محاضرة يوم غد ان شاء الله