السيد حسن نصر الله: هناك خبراء ايرانيين في سوريا ولا يوجد مقاتلين كما يدعي العدو
الجوف نت متابعات
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اليوم الأربعاء، أن الشهيد السيد مصطفى بدرالدين قاد معركة التصدي لعدوان عناقيد الغضب عام 1996 وكان المسؤول العسكري المركزي للمقاومة، مشيرًا إلى أن قيادة السيد مصطفى العسكرية للمعركة عام 1996 أدت للانتصار على العدو الإسرائيلي في عدوان عناقيد الغضب.
وقال السيد حسن نصرالله في كلمته بمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد القائد الجهادي السيد مصطفى بدرالدين إن “تفاهم نيسان 1996 والذي جاء بعد العدوان كان له دور كبير جدًا في تراكم قدرات المقاومة الذي أدى لاحقًا إلى التحرير عام 2000″، مضيفًا أن “السيد مصطفى بدرالدين كان ممثلنا في المعركة العسكرية داخل سوريا بعد بدء الأزمة عام 2011 إلى جانب الإخوان السوريين والإيرانيين وغيرهم”.
ولفت السيد نصرالله إلى أن السيد مصطفى بدرالدين كان يعطي المعنويات والثبات لمن كانوا معه في الصعوبات، ويعطيهم الثقة ليتجاوز بهم المرحلة الصعبة، مشيرًا إلى أن الشهيد كان صاحب روح قوية ومعنويات عالية، جعلته صامدًا متماسكًا قادرًا على الثبات واتخاذ القرارات.
وتابع بالقول”واجهنا حروبًا وتحديات كانت تمس بوجودنا، وفي ظل هذه الظروف كان السيد مصطفى بدرالدين يملك المعنويات العالية والثقة بالله وبالقدرة على النصر”.
وأردف السيد نصرالله قائلًا إنه “تم استغلال شعارات التغيير والديمقراطية من قبل العالم المستكبر لفرض سيطرتهم على سوريا”، مؤكدًا أن هدف الحرب الكونية على سوريا كان واضحًا، السيطرة على سوريا لتصبح تابعة للهيمنة الأمريكية ولتتخلى سوريا عن القدس والجولان.
وأضاف السيد “كنا نعرف أن دخولنا إلى سوريا سيكون له تبعات كبيرة في لبنان إضافة للشهداء والجرحى ومحاولة تشويه الصورة المشرقة لحزب الله في العالم العربي الإسلامي، وكنا ندرك حجم التضحيات البشرية والمعنوية لدخولنا إلى سوريا، لكن حجم المخاطر التي تهدد سوريا وفلسطين والمقاومة هي أكبر بكثير من هذه التضحيات”.
وأوضح أن قائد حزب الله في معركة سوريا كان الشهيد بدرالدين، وقضى أغلب أيام حياته الأخيرة في سوريا وأن الشهيد مصطفى بدرالدين منذ الأيام لأولى لمعركة سوريا كان يخوضها كتفًا بكتف مع الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني.
وقال السيد نصرالله “نحن الآن نشهد ما كان يقوله الشهيدان السيد مصطفى بدرالدين والحاج قاسم سليماني ونشهد يقينهما بالنصر في معركة سوريا”، مؤكدًا أن القيادة السورية والكثيرين من الذين خاضوا معركة سوريا كان لديهم اليقين الكبير بالنصر وهذا ما حصل بالفعل وأن سوريا انتصرت في الحرب الكونية عليها.
ولفت إلى أن سوريا انتصرت في الحرب ولا زال لديها بعض المعارك، وهذا ما يشير إليه الميدان والتقييم الاستراتيجي للواقع على الأرض، مشيرًا إلى أن كل شيء يمكن أن تفعله جبهة الاستكبار وأدواته في سوريا فعلته، وسوريا بصمودها وثبات حلفائها استطاعت أن تنتصر في الحرب.
وذكر السيد نصرالله “ما عجز الأعداء عن فعله في سوريا عسكريا سعوا لتحقيقه سياسيا عبر الضغط على المقاومة وإيران وروسيا وغيرهم وبعد فشل الحرب العسكرية والسياسية، جبهة المستكبرين تلجأ العقوبات والحصار والحرب النفسية”.
وأوضح السيد أن من يحاصر إيران وسوريا وفنزويلا وغزة واليمن ويمنع الدواء عنهم، بدأ نفسه يعاني من تداعيات فيروس كورونا الاقتصادية.
وأشار إلى أن المعركة النفسية على سوريا جزء منها يطال وضع الحلفاء، كالقول أن حلفاء سوريا اليوم يتخلون عنها وهذا كله أوهام وأن الإعلام الغربي والخليجي يروج لصراع إيراني روسي على النفوذ في سوريا وهذا غير صحيح على الإطلاق.
وأكد السيد نصرالله أن إيران وحزب الله وفصائل المقاومة العراقية والباكستانية لا زالوا يقاتلون إلى جانب سوريا وأن إيران موقفها في سوريا كان واضحا ومنطلقًا من خلفية منع سقوط سوريا بيد جبهة الاستكبار، موضحًا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تبحث عن نفوذ وأطماع في سوريا وهي لم ولن تتدخل بأي شأن سوري داخلي.
وقال السيد إن “قرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية حاسم في الوقوف إلى جانب القيادة السورية في ما تشخصه وتقبله هذه القيادة”.
وأضاف أن “وزير الحرب الصهيوني يحاول أن يفاخر ويقدم للجمهور الإسرائيلي كذبا وتضليلا في محاولة للحديث عن انتصارات وهمية للعدو في سوريا على حساب محور المقاومة، مؤكدًا أنه في السنوات الأولى للأحداث في سوريا راهن العدو الإسرائيلي على الجماعات المسلحة فقاموا بدعمهم بالمعلومات والتنقل والغذاء والدواء.
وتابع السيد أن “الجنوب السوري الذي كان تحت سيطرة الجماعات المسلحة المتعاونة مع الكيان الصهيوني أصبح محررا من هذه الجماعات وهذا دليل خسارة إسرائيل للحرب في سوريا”، لافتًا إلى أن إسرائيل اليوم تدرك وجود خطر جديد في سوريا جزء منه هو القدرات الصاروخية السورية وتصنيع الصواريخ الدقيقة في سوريا.
وأضاف أن “العدو الإسرائيلي ينظر لسوريا كتهديد، وإذا استعادت عافيتها واستطاعت تطوير قدراتها هذا سيعطي لسوريا اليد العليا في الصراع العربي الإسرائيلي وأن الإسرائيليون ينظرون على وجود إيران وفصائل المقاومة كتهديد، وإسرائيل اليوم خائفة ومرعوبة من المستقبل”.
وأوضح السيد نصرالله أن العدو الإسرائيلي يتعاطى مع الساحة السورية من موقع القلق والمرعوب من انتصار الدولة السورية، لافتًا إلى أن وزير الحرب الصهيوني وصل به الغباء إلى الحديث عن سقف زمني لخروج القوات الإيرانية من سوريا في نهاية العام 2020.
وأكد السيد نصرالله أنه يوجد في سوريا خبراء ومستشارون عسكريون إيرانيون منذ 2011 وقبلها، وبعد الأحداث زاد عددهم، ولا يوجد قوات عسكرية وألوية إيرانية في سوريا، مشيرًا إلى أن الخبراء الإيرانيون يقومون بدعم وتجهيز مجاميع شعبية مقاومة، إضافة للتنسيق مع فصائل المقاومة ومنها حزب الله.
وقال السيد “استشهد العديد من المستشارين الإيرانيين لأنهم كانوا يتواجدون في الخطوط الأمامية إلى جانب الجيش السوري وفصائل المقاومة لأنهم من مدرسة قائد قوة القدس الحاج قاسم سليماني”، مضيفًا أنه “من الطبيعي تقليص عدد أفراد قوات الحلفاء في المناطق المحررة في سوريا وتعزيز وجود الجيش السوري في ثكناته هناك”.
وأردف بالقول “بعد انتهاء أغلب المعارك في سوريا عاد بعض عناصر وكوادر حزب الله والإخوة العراقيين إلى بلدانهم لأنه لم يعد هناك داع لوجودهم”.
وأكد أن قيادة قوة القدس الحالية تواصل ما بدأه الشهيد سليماني بتخفيف التواجد العسكري في سوريا وهذا لأن سوريا انتصرت وبدأت تستعيد عافيتها وأن قرار البدء بإعادة المقاتلين جاء بعد تحرير البادية وفتح الطريق إلى حلب وانتهاء معركة دمشق.
وأضاف السيد “من الطبيعي نقل التواجد الإيراني والحلفاء إلى البوكمال وإدلب وشرق الفرات لأن المعركة أصبحت هناك، وهذا دليل على انتصار محور المقاومة في الجبهات التي خفض تواجده فيها”.
وقال إذا استمرت قيادة العدو في نهجها الحالي في سوريا قد تصل إلى حماقة كبرى وتفجر الوضع في المنطقة”، قائلًا للقيادة الإسرائيلية هدفكم بإخراج الإيرانيين وفصائل المقاومة من سوريا لن يتحقق وأن الغارات الجوية والاغتيالات لن تدفع القادة الإيرانيين ومحور المقاومة للخروج من سوريا، وهي مغامرة قد تقود العدو إلى حماقة كبرى”.
وأكد نصرالله أنهُ لا يمكن القبول بوجود قوات أمم متحدة على الحدود اللبنانية السورية وهذا أحد أهداف عدوان تموز 2006.
ودعا اللبنانيين إلى المزيد من التشدد والالتزام بالإجراءات الرسمية والطبية لمواجهة فيروس كورونا.