مابين شهيد المحراب والقدس المغتصب .. علاقة لا تنتهي
بقلم /عبدالرحمن الشبعاني
في الزمن الذي تعاني فيه القدس والأراضي الفلسطينية لعشرات السنين جراء احتلال اليهود الصهاينة برعاية وحماية دولية بريطانية أمريكية ، وفي الوقت الذي ظل المسلمون – بما فيهم العرب خاصة – يبحثون عن الحل والمخرج والمنقذ من هذه المحنة التي تتسع دائرتها يوما بعد يوم ، وزمنا إثر زمن ، جاء الممثل الرسمي ، والنموذج الأمثل للإمام علي بن أبي طالب – عليه السلام – ليجعل من القدس قضية تحملها الأمة على عاتقها
وتترسخ في نفسيات أحرار العالم وروحياتهم أهمية القدس ، وأولوية تحريرها من دنس الغاصبين الصهاينة ، ويعزز ثقافتها بثقافة الحرية والاستقلال ، ورفض الظلم والاستكبار والغطرسة والامتهان ، ليعلن آخر جمعة من شهر رمضان المبارك في كل عام (يوم القدس العالمي)..
نعم .. إنه روح الله الإمام الخميني – رضوان الله عليه – الذي أعلنها صراحة بقوله : (القضية اليوم هي قضية الشعوب) ، في إشارة منه إلى أن تلك الأنظمة الراهنة لا تعويل عليها في تحمل المسؤولية ، ولا رهان عليها في تحرير الأرض والمقدسات وإرساء قيم الحرية والعدالة والاستقلال .
كيف لا، وتلك الأنظمة كانت ولا زالت تتاجر بقضية الأمة ، القضية المركزية (القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف) ؟!! وما إن جاء المنقذ الذي يحمل روحية الإمام علي ، وثقافة الإمام علي ، وشجاعة الإمام علي ، ووعي الإمام علي ، وحكم الإمام علي ، المتشبع بثقافة وحكمة القرآن الكريم ، فإذا بهذه الأنظمة تتنكر لذلك الإمام ولهذا المنقذ المخلص ، ولقضيته التي هي في الأساس قضية كل الأمة #فلسطين و #القدس .
نعم .. لا معنى للقدس وتحريره بدون علي منهجا ، ولا مخرج لفلسطين بدون علي جهاداً ، ولا معنى للحرية بدون علي فكراً وعقيدة ، ولا معنى للدين كله بدون ولاية الإمام علي وصية (محمد) صلوات الله عليه وآله .
فالمتأمل يجد أن القدس لم يكن سقوطه وليد اللحظة ولا وليد عصرنا هذا ، لا عقد ولا قرن من الزمن ، وإنما سقط القدس وسقطت الكرامة وسقطت الحرية والمجد والعزة منذ لحظة سقوط الإمام علي بن أبي طالب شهيدا في محرابه في ليلة هي من ليالي القدر المباركة .
ما كان للأمة أن تتخلى عن الإمام علي وولائها للإمام علي – عليه السلام – لتتخلق بأخلاق معاوية وتتولى الشيطان وأولياء الشيطان ، وتستبدل بالعدل الظلم ، وبالعلم الجهل ، وبالقوة الضعف ، وبالعزة الذلةّ والمهانة ، وبالكرامة الانحطاط والعبودية لأحقر البشرية في هذا الوجود #أمريكا والصهيونية العالمية أئمة الكفر والضلال .
اليهود يدركون من هو الإمام علي ، وماذا يعني للمسلمين الإمام علي ، في الوقت الذي لم يدرك المسلمون أنفسهم ولم يفهموا ماذا يعني لهم الإمام علي عليه السلام !!
الإمام علي بن أبي طالب يعني النهج المحمدي الصافي ، يعني الحرية ، يعني العدالة ، يعني الاستقلال التام ، يعني الكرامة ، يعني العلم ، يعني الحكمة ، يعني النور ، يعني السيادة ، يعني القيادة ، يعني بناء مجد الإسلام العظيم ، يعني (كنتم خير أمة أُخرِجَت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
، (وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس)* ..
لذلك ، وبطريقة غير مباشرة ، اليهود اغتالت كل هذه المعاني السامية لأمة محمد – صلوات الله عليه وآله – وبواسطة تكفيري زمانه وعلى يد داعشي زمانه (ابن ملجم) ، المحسوب على عليّ وعلى الإسلام . وباغتيالها رمز الإسلام وعَلَم الأعلام وإمام الأئمة الكرام الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام .
لقد سعى اليهود جاهدين وبكل وسائلهم وأدواتهم الخبيثة (ثقافياً وسياسياً وإعلامياً) لإبعادنا عن الإمام علي ، واستبداله في نفوسنا وأفكارنا برموزٍ وهميةٍ كرتونية ، و نُمُورٍ ورقيةٍ لا تقدم ولا تهدي ، بل تُؤَخِّر وتُضِل بضلالها المتشيعين بها
لذا ..لا بد من عودة الإمام علي بن أبي طالب فينا أولا لتعود #فلسطين وتعود #القدس .