مسيرة جماهيرية في العاصمة صنعاء إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد
شهدت العاصمة صنعاء، اليوم، مسيرة جماهيرية حاشدة إحياءً لذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، تحت شعار “بصيرة وجهاد”.
ورفعت الحشود الجماهيرية، الشعارات واللافتات المؤكدة على مواصلة الصمود والثبات والتضحية والمُضي على نهج الإمام زيد -عليه السلام- وثورته في مواجهة قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وجرائمها بحق الشعب اليمني ونهب ثرواته منذ سبع سنوات، وإصراره على مضاعفة معاناته.
ورددت الحشود هتافات نددت باستمرار خروقات العدوان، وأكدت الاستمرار في النفير ورفد الجبهات ودعم المرابطين بقوافل المال والرجال لردع قوى العدوان، ومواصلة معركة التحرر والاستقلال، ورفض الذل والخنوع والتبعية.
وأكدت الحشود الجماهيرية الاقتداء بالإمام زيد، والسير على المبادئ والقِيم التي ضحى من أجلها لنصرة الحق، والدفاع عن المستضعفين، ومقارعة الظالمين والطغاة.
وأشارت إلى أن الشعب اليمني يسير اليوم على نهج أئمة وقادة الإسلام العظماء في مواجهة العدوان، الذي يرتكب وما يزال جرائم بحق النساء والأطفال، والشيوخ.
واعتبر المشاركون في المسيرة إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد محطة تعبوية للأمة، لتعزيز وحدة الصف، والوقوف في وجه طواغيت العصر والمستكبرين، مهما كانت التضحيات.
ولفتوا إلى أن الإمام زيد حمل راية الحق -في زمن السكوت- ضد الظلم والباطل، الذي جسّد بثورته معاني الجهاد والتضحية، والتحرك في سبيل الله.
وشددوا على أن الشعب اليمني ماضٍ في ثورته ضد المستكبرين، اقتداءً بالإمام زيد وثورته ضد الطغاة والظالمين .. معتبرين إحياء هذه الذكرى تجسيدا للارتباط بالإمام زيد والمنهج الذي تحرك من أجله.
وفي المسيرة التي حضرها عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل، وعدد من قيادات الدولة، بارك مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، هذا الجمع لإحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام والوفاء لنهج المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال “يُكتب لأبناء الشعب اليمني في التاريخ أنهم من حازوا الشرف العظيم والفخر الكبير، شرف إحياء اليوم التاريخي المهيب الذي هو يوم من أبرز الأيام في حياة المسلمين والبشرية، وإن تجاهله البعض ولم يهتموا به، فلن يقلل من شأنه وقيمته ومكانته”.
وأضاف “إنه اليوم الذي نجدد فيه وفاءنا وولاءنا وارتباطنا بالنهج النبوي، اليوم الذي نُحيي فيه ذكرى استشهاد أحد أبرز عظماء المدرسة النبوية الإمام زيد بن علي، هذه المدرسة التي رسم معالمها خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم في يوم المساومة عندما جاء الأعداء يساومون النبي على رسالة الله ودينه، وأرادوا بذلك أن يضعفوا عزيمة من ناصروا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام”.
وتابع “لقد عرض كفار قريش على عمه أبي طالب أن يتوسط بينهم وبين النبي الكريم ويبذلون له المغريات من المال والنساء والمُلك مقابل أن يتنازل عن واجب البلاغ للرسالة النبوية، إلا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رد عليهم قائلاً “يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته إلا أن يظهره الله، أو أهلك دونه”.
وأشار العلامة مفتاح إلى أنه استشهد على المبدأ والنهج المحمدي عبيدة بن الحارث بن عبدالمطلب وكان أول شهيد في معركة بدر تحت راية المدرسة المحمدية واستشهد حمزة بن عبدالمطلب في يوم أحد واستشهد جعفر بن أبي طالب وقطعت يداه وكان رمزاً للبطولة والتضحية والفداء.
وأوضح أن الإمام علي عليه السلام استشهد في محراب صلاته على النهج المحمدي بعد أن أبلى البلاء في كل حياته واستشهد الإمام الحسن مسموماً مظلوماً واستشهد الإمام الحسين وعاش من جاء بعد الحسين زين العابدين وكافة أولاده وابناء عمومته وآل رسول الله.
وأفاد مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى بأن الإمام زيد بن علي عليهما السلام استشهد على النهج النبوي وتحت الراية التي رفعها، وفصل رأسه عن جسده وأحرق وصلب واختفت آثاره المادية وبقي أثره في دم كل مؤمن ووجدان وكيان كل مؤمن وحر.
وقال “هذا هو يوم العظمة والوفاء والتضحية ويوم المدرسة النبوية المباركة التي أحد أبرز أعلامها الإمام زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام”.
وعبر عن الفخر والاعتزاز بما يتميز به أبناء اليمن الميمون وتفردهم بإحياء هذا اليوم التاريخي لإيصال رسالة لأبناء الأمة المجيدة بالوفاء لرسول الله والمدرسة النبوية المباركة.
وأضاف أن “الإمام زيد عندما قام بحركته وثورته المباركة إنما تجسيد لما سار عليه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم عندما وجد الطغيان والتجبر والطغاة انحرفوا برسالة خاتم الأنبياء والمرسلين وأصبحوا فراعنة يستعبدون الناس ويعيشون في حالة من الزيف باسم الإسلام وهم أبعد ما يكونون عن جوهر رسالة الإسلام ونهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم”.
وتابع “أراد الإمام زيد بثورته أن يكشف هذا الزيف ويعيد الأمة إلى النهج والطريقة الصحيحة فسعى سعيه وبذل جهده وجاهد في الله حتى ظهرت راية الحق وهو يقول الحمدلله، لقد فزت وأخجل واستحي أن ألقى رسول الله ولم آمر في أمتي بمعروف ولم أنه عن منكر”.
ولفت العلامة مفتاح إلى أنه كان ذلك اليوم الذي أظهر فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذاب عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منذ أن عرف يمينه عن شماله، وهو المنهج النبوي والطريق العلوي والمسيرة الحسينية والنهج الزيدي.
وقال “لا أقصد النهج الزيدي بطائفة أو فئة أو مذهب إنه النهج النبوي الذي سار عليه الإمام زيد ولا يوجد حق لأي مزايد مهما كان أن يدعي أن الزيدية طائفة أو فئة أو مذهب، إنما هي نهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.
ودعا مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى كافة العلماء إلى ما دعاهم إليه الإمام زيد للاضطلاع بواجبهم وقراءة وتبيين الحقيقة للأمة وألا يستمر طغيان الظالمين والجبابرة إلى يوم القيامة وألا يحملهم التعصب على تبيين الحقيقية.
كما دعا كافة العلماء في المغرب العربي وشمال أفريقيا ومصر والسودان والجزيرة العربية إلى توضيح الحقيقة للناس وتحملهم المسؤولية .. مبيناً أن نهج الإمام زيد عليه السلام هو النهج النبوي الصحيح والواضح والدقيق والذي لا لبس ولا شك فيه، نهج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وجدد العلامة مفتاح مباركته لأبناء الشعب اليمني الذين حازوا شرف إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام الذي قال لأصحابه البصيرة – البصيرة .. حاثاً أبناء اليمن على التزود بالبصيرة من مواطنها ونكون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والباذلين والصادحين بالحق.
وأكد بيان صادر عن المسيرة الجماهيرية تمسك أبناء الشعب اليمني بقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتقديس المقدسات ورفض تدنسيها.
وأشار البيان إلى عداء الشعب اليمني لأعداء الأمة والدين وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل ومن سار في فلكهم .. مؤكداً الرفض لأعمال الخيانة وكل أشكال التطبيع والعلاقات مع العدو الصهيوني من قبل أنظمة العمالة والخيانة.
وقال البيان “نظرتنا إلى العدوان في ظل الهدنة المعلنة، نظرة القرآن نحو من لا يلتزمون ولا يفون بعهد ولا ميثاق ونحن نجدهم لم يلتزموا ولم يفوا بما عاهدوا عليه”.
ووجه بيان المسيرة رسالة لقوى العدوان أن الشعب اليمني لن يهن أو يوهن عزمه ولم تخمد جذوته ولن يفرط في هويته ولا استقلاله ولا عزته وكرامته.
كما أكد البيان موقف الشعب اليمني المبدئي في مواجهة العدوان وكله ثقة بنصر الله وتأييده مهما كانت التضحيات .. لافتاً إلى أن مماطلة الأمم المتحدة وعدم ضغطها على دول العدوان بصرف المرتبات والوفاء بالتزاماتها بالهدنة، يكشف عدوانها مع المعتدين.
وأضاف “إن شعبنا اليمني لن يتفرج على أعدائه وأذنابه ينهبون ثرواته ويرفضون صرف مرتبات أبناء اليمن من ثرواته، وإلا فإن الضربات ستجعلهم يندمون”.
واعتبر البيان، إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد، يجسد ولاء الشعب اليمني لله ورسوله وأهل بيته، والتأكيد على علاقته بالإمام زيد قائداً وقدوة والمضي على نهجه وثورته والاقتداء بصبره وثباته وتضحيته في مواجهة الطغاة والمستكبرين.
تخللت المسيرة الجماهيرية الحاشدة قصيدة للشاعر نشوان القحوم.