رئيس اللجنة الثورية : القبيلة اليمنية هي من واجهت العدوان
أكد رئيس اللجنة الثورية العليا اليوم الأحد أن المواقف المشرفة والبطولية والأخلاقية والوطنية الواعية لدى أبناء القبائل اليمنية الأصيلة هي التي عززت من انتصار الإرادة اليمنية في مواجهة العدوان والغزو ومحاولة تركيع اليمن وإبقائها رهن الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية وأدواتها في المنطقة.
جاء ذلك في سياق لقاءه اليوم بصنعاء مشائخ ووجهاء وأعيان قبائل بني نوف بمحافظة الجوف والذي تطرق فيها لقضايا عامة وخاصة بالمحافظة مشيداً بدور قبائل بني نوف في مواجهة العدوان.
وبين رئيس اللجنة الثورية العليا في هذا اللقاء أن اليمن بلد مفقر نتيجة إعاقة وصول الشعب اليمني إلى ثرواته النفطية والمعدنية والطبيعية في محافظة الجوف وغيرها من المحافظات بالتدخل في القرار وإعاقة قيام الانظمة الوطنية الحقيقية.
وجدد رئيس اللجنة الثورية العليا التأكيد على استهداف العدوان السعودي الامريكي لليمن لذاته ولكل أبنائه دون تمييز أو تخصيص .. مشيرا إلى استهداف مناطق نائية في الجوف وفي مناطق قبائل بني نوف لا توجد بها أي أعمال عسكرية .. لافتا إلى وضع محافظة صعدة بأكملها وكل ما فيها من سكان ومدنيين كهدف عسكري وغيرها من المناطق اليمنية.
وأشار رئيس اللجنة الثورية العليا إلى الامتداد الجغرافي للقبائل اليمنية إلى ما وراء الحدود والمعارف القبلية والنظم والأعراف الناظمة لهذا الامتداد والباحثة عن قيم التعايش والسلم الاجتماعي والمصالح الاجتماعية القائمة على التشارك والتكامل، بعيدا عن النظرات الضيقة والمحصورة في المصالح الآنية والشخصية.
وقال ” إن النظرة العامة للمصالح العامة والقضية الوطنية العامة الجامعة والموحدة لليمن واليمنيين هي النظرة والسلوك الواجب تمثلها وأن يلتفت الجميع إليها كحاجة ماسة وحقيقية لطبيعة المرحلة والوعي بحقيقة العدوان وأدواته وأساليبه التي جاءت بالخراب والدمار وآلاته وأدواته وأساليبه المكشوفة لكل ذي بصيرة “.
وأضاف ” إن التعامل مع الأحداث الجارية على الساحة من منطلق المسئولية إزاء المؤامرة التي يتعرض لها الوطن لتحقيق تلك الأهداف وكسر قيم الوفاء والمبادئ التي توارثتها القبائل اليمنية من أعراقها وأنسابها ودينها الإسلامي المقيمة للسلام والمحبة والخير وحب الآخرين والحفاظ على حقوق الجميع في محافظة الجوف وغيرها من القبل اليمنية، هي القيمة التي يشترك فيها الجميع مع قبائل بني نوف الكرام للحفاظ على الهوية اليمنية الجامعة، التي تنبذ الغدر والخيانة والإضرار بالجار وحق الجوار وكل ما يمس الروح اليمنية المتآلفة والمتعارفة والمؤمنة بالقيم والأخلاق العالية والسامية”.
وحمل الحوثي الولايات المتحدة الأمريكية مسئولية العدوان والحصار على اليمن وما وصلت إليه الأوضاع الإنسانية من تدهور ومؤشرات خطيرة تؤكدها منظمات الأمم المتحدة وأجهزتها والمنظمات الدولية والإنسانية العاملة في اليمن.
وأوضح طبيعة المؤامرة على اليمن واستهدافها للذات اليمنية ومقومات اليمن، التي تمثل خطرا على مشاريع الهيمنة والإرهاب في المنطقة، وليس لأن اليمن يمثل خطرا على أحد وأن أبنائه هم أصحاب مشاريع القيم المؤمنة بالحقوق والتعايش وشرف المواجهة في الحروب والمعارك دون غدر أو إرهاب أو تمثيل بالجثث وانتهاك حقوق الانسان كما أصبح شائعا في العبث بأمن المنطقة وفي العدوان على اليمن النابع من الثقافة الأمريكية الإسرائيلية والصورة النمطية للإسلام بالصيغة الامريكية القائمة على العنف والإرهاب ونشر الكراهية والرعب.
وأضاف ” إن التقدم والازدهار والرخاء لا تأتي به الطائرات الحربية والأسلحة المتطورة والقنابل الأمريكية الذكية، لأنها آلات دمار وخراب وقتل واستهداف المدنيين والأسواق والأبرياء والمصالح الرئيسية لأبناء الشعب اليمني “.
وأشار إلى الوضع في الجنوب والجرائم التي ارتكبت وترتكب بشكل يومي في حق أبناء الجنوب من أعمال القتل والتفخيخ والتفجير والخطف والاغتيال بشكل لم يكن يتوقعه أحد .. معربا عن الأسف على ما يحدث في الجنوب والذي مرده إلى المؤامرة الكبرى على الحرية والاستقلال في الوطن العربي عبر مشروع الفوضى الخلاقة الذي ظهر كمشروع لكسر الصمود والانتصار الذي حققه أبناء المقاومة في جنوب لبنان وهزيمة اسرائيل على أيديهم ليكون مشروع الفوضى كمخرج لإسرائيل من هذا الانتصار في لبنان.
وقال الحوثي ” إن هذه الفوضى الخلاقة التي ترونها اليوم في سوريا، وسيناء، وليبيا، والعراق، واليمن وفي مناطق متعددة لا تخدم العرب والإسلام أو الاستقرار الاجتماعي ومنظومة القيم والأعراف القبلية والشيم، بل تخدم إسرائيل التي تؤكد معلومات خبرائها أن إسرائيل بمشروع الفوضى الخلاقة أصبحت في مأمن لعقود مستقبلية، نتيجة تواطؤ الأنظمة العربية”.
وأضاف “بقي لديهم القلق من اليمن الذي وجهت اسرائيل مجموعاتها الإرهابية للعبث بأمنه وصولا إلى العدوان المباشر الذي خرج عن أشكال التدخل العربي العربي في شئون بعضه البعض ليكون تدخلا أمريكيا سافرا بلغة التحالفات التي جرت العادة على أن ترسم امريكا خرائط عدوانها وحروبها عبر التحالفات الدولية والإقليمية”.
ولفت إلى السياسة التي عملت أمريكا على ترسيخها في المنطقة والقائمة على أمن اسرائيل وثقافة التطبيع مع اسرائيل وفتح الأبواب أمامها في مختلف الأوطان والدول ومناصبة العداء لكل من يؤمن بضرورة الوقوف ضد اسرائيل ومعاداتها لطبيعتها العدوانية والتآمر عليه.
وأوضح أن اليمن تواجه اليوم أعدائها بصدق وثبات ومن منظومة أخلاق اسلامية حقيقية لا تبيح تكفير الخصم أو الفجور في الخصومة حتى وإن أصدر الخصوم الفتاوى السياسية التي لا تستند إلى دين أو شرع والحرص الدائم على إحالة المسائل الخلافية في الاجتهادات الى الحوار والمناظرات بين العلماء وإبعادها عن التوظيف السياسي في حرب سياسية تخدم اسرائيل وتدار مباشرة من أمريكا.
وأكد أن اليمن بحاجة إلى كل ابنائه في معركة الحرية والاستقلال وأن ابناء قبائل بني نوف سيستمرون في تقديم النماذج الحية في الصبر والصمود والثبات.
وختم الحوثي حديثه بقوله ” إن النصر قريب وإن اليمن مقبلة على أن تحقق ما يطمح إليه كل أبنائها الأحرار والشرفاء، وأن اليمني الحر لن يسلم رقبته لأعدائه كي يتمكنوا منه ومن حريته واستقلاله وان النصر هو خياره الأول والأخير”.