من يوميات مقاتل في جبهات ماوراء الحدود
احمد الهادي
يتساءل الكثيرون عن سر الانتصارات الكبيرة للمقاتلين من أبناء الجيش اليمني واللجان الشعبية بإمكانيتهم المتواضعة أمام إمكانيات تحالف العدوان السعودي الأمريكي الهائلة لاسيما في جبهات ماوراء الحدود.
يدافعون عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم وإيمانهم بقضيتهم فهم خلاصة تربية قرآنية لم تعهد الخنوع للظلم والاستكبار، فالمقاتل يتحرك في قضيته العادلة وهو يعرف أنه سيلاقي العناء والشدائد لكنه يستشعر أن تحركه ينطلق من دافع إيماني جهادي.
ولتسليط الضوء على تفاصيل حياة المجاهد اليومية في جبهات ماوراء الحدود يحكي لـ”المسيرة نت” أحد المجاهدين بعض مشاهد تلك التفاصيل، حيث يقول” أول مايقوم به المجاهد في يومه ينهض لتطبيق برنامج رجال الله قبل الفجر للاستغفار والتسبيح والدعاء لله بالنصر والثبات، وبعد صلاة الفجر يقرأ القرآن الكريم ويقوم بالتسبيح حتى طلوع الشمس ثم يتناول وجبة الإفطار”.
وبعد انتهائهم من البرنامج يضيف المجاهد” يتحرك المجاهدون في مهامهم العسكرية الجهادية عند تلقيهم أوامر من القيادة.. هذه المهمه تتكون من عدة نقاط في مايتعلق الجانب العسكري من استطلاع تحركات العدو بدقه ثم إذا كان هناك مهمه سوف يقومون بها من اقتحام وتقدم نحو مواقع العدو يذكرون الله كثيراً بقراءة القرآن والتسبيح ويكون هناك التزام لتوجيهات القيادة ويتوكلون على الله وتبدأ المهمه أو يكون هناك استعداد لأي محاولة تقدم للعدو باتجاه مواقع المجاهدين”.
ويتابع” في الظهر يؤدي المجاهد الصلاة ويتناول وجبة الغداء ثم يقوم بعمله الجهادي هذا العمل نفس العمل الذي يقوم به في الصباح، وبعد الغداء يكون هناك استراحة قصيرة على أصوات الزوامل والأناشيد الحماسية، وبعد العصر يكون هناك برنامج يومي بقراءة القرآن ودروس من هدى القرآن وكل المجاهدين في حالة يقظة واستعداد، حيث يستمعون للبرنامج عبر مكبرات الصوت أو أجهزة الإم بي ثري وكلا منهم في موقعه.
وفي المغرب يواصل المجاهد سرد تفاصيل كيف يقضون يومهم” يؤدون الصلاة ويمارسون عملهم الجهادي من حراسة وترقب لتحركات العدو ويذكرالله طوال الليل.. وهكذا يكون يوم المجاهد مليئ بذكر لله وقراءة القرآن والتسبيح والإستغفار والدعاء وتحرك إيماني جهادي في إطار إيمانه بأن مايقوم به هو عمل جهادي عظيم”.
وذكر المجاهد “أهم النقاط التي تكون عوناً للمجاهد وتوصله إلى النصروهي: أولاً إيمانه بعدالة قضيته، ثانياً ذكر الله دائماً يكون على لسانه وقبل ذلك الثقة به والعمل بما يرضيه”.
وتحدث المجاهد أيضا عن أهمية الجانب الإنساني في حياة المقاتلين بالقول” هنا يجب أن نذكر شيئا مهما جداً وهو الذي يساعد على النصر والصمود والثبات في وجه العدو وهو الجانب الإنساني اللذي يمتاز به المجاهدين، فمثلا قد يكون هناك قصف من جانب العدو من أماكن قريبة جداً للمواطنين وعند ذلك يحرص المجاهدون على عدم الرد على مصدرالنيرآن حتى لا تسقط قذيفه أو صاروخ على المواطنين أو من شأنه الأضرار بهم أو بممتلكاتهم”.
وأضاف ” أهداف المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية يعرفها الجميع أنها أهداف عسكرية بحته معسكرات، قواعد عسكرية.. هكذا هم المقاتلون اليمنيون من الجيش واللجان الشعبية، على عكس مقاتلي العدوان ومرتزقته اللذين يستهدفون الأحياء السكنية ويقصفون منازل المواطنين العزل “.
ويقول عبدالله بن عامر في تقرير له حول أسباب صمود القوة العسكرية اليمنية أمام تحالف العدوان إن من بين الاسباب فرض جبهات قتالية جديدة كجبهات الحدود التي سجل فيها المقاتل اليمني إنتصارات نوعية خرجت عن المألوف العسكري الحربي وتفوقت بكثير على العلم العسكري القتالي من حيث التخطيط والتنفيذ إلى جانب إعادة تشغيل المنظومات الصاروخية البالستية وتطوير منظومات أخرى ودخول صواريخ تقليدية خط المعركة في ظل العدوان والإبداع في جعلها سهلة النقل والحركة تفادياً للتفوق الجوي للعدو .
ويضيف أن من الأسباب أيضا “الاستطلاع الحربي والاستخباري الذي يسبق ويتزامن ويعقب كل عملية نوعية سيما فيما يتعلق بالضربات الصاروخية الموجهه والتي أوقعت خسائر كبيرة في صفوف العدوان وفي أكثر من جبهة “.
وحقق الجيش واللجان الشعبية في جبهات ما وراء الحدود نجاحات كبيرة وتعرضت قوات العدو السعودي لخسائر كبيرة في العتاد والأوراح منها عشرات الدبابات والمدرعات ناهيك عن إسقاط طائرات وتدمير تحصينات العدوان والوصول إلى مواقع داخل العمق السعودي .
وضرب المقاتل اليمني في جبهة جيزان أروع الأمثلة في تجاوز فارق القوة في العتاد والتسليح بينه وعدوه في ظل غياب الغطاء الجوي ما جعل تلك المعارك والموثقة من قبل الإعلام الحربي من أقوى المعارك والتي ستخلدها الذاكرة العسكرية اليمنية .
بالإيمان بالله والثقة والصبر والثبات والعزم الفولاذي نصنع المستحيل ونرفع راية النصر التاريخي.. راية يمن الكرامة والاستقلال والسيادة.. الثقة بالله ثم بقائدنا ثم برجال جيشنا ولجاننا نحقق مرادنا، والعاقبة للمتقين.