حزب الله يستهدف بالصواريخ رئيس الموساد.. كما يقول الاسرائيليون!
واعتمد الفيلم على مقابلات مع شخصياتٍ بارزةٍ في فلسطين المحتلة من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ، الذين عملوا مع دغّان في الجيش وفي الموساد.
وبحسب “رأي اليوم” أجرى التلفزيون ضمن الفيلم الوثائقيّ مقابلةً مع رئيس وكالة المخابرات المركزيّة الأميركيّة السابق، الذي كال المديح لدغّان، وقال: إنّ موقفه من البرنامج النوويّ الإيرانيّ كان صائبًا للغاية، وأنّه اقتنع منه بأنّ الضربة العسكريّة لتدمير البرنامج النوويّ لن تثني الإيرانيين عن مواصلة تطوير البرنامج، وشدّدّ على أنّ رئيس الموساد السابق ابتكر طرقًا أخرى لإبطاء تطوّر المشروع، في إشارةٍ واضحةٍ لقيام الموساد باغتيال علماء الذرّة الإيرانيين وبزرع برامج تخريبيّة في الحواسيب التابعة للبرنامج النوويّ في طهران.
وأضاف الرجل قائلاً: إنّ دغّان لم يُعارض الهجوم العسكريّ على إيران من الناحية المبدئيّة، بل آمن بأنّه توجد بدائل أخرى للمسّ بالبرنامج النوويّ الإيرانيّ، كما أنّه أيدّ المفاوضات التي جرت بين الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وبين مجموعة الدول (خمسة+واحد)، والتي أدّت في نهاية المطاف إلى توقيع الاتفاق بين الطرفين، على حدّ تعبيره.
أمّا الجنرال المُتقاعد عميرام لفين، الذي كان قائدًا للمنطقة الشماليّة في الجيش الإسرائيليّ ومن ثمّ تبوأ منصب نائب رئيس الموساد فروى للتلفزيون كيف عمل سويةً مع دغّان، عندما كان الأخير مسؤولاً عن الوحدة التي تعاملت مع الميليشيات العميلة بقيادة سعد حداد، وقال لفين: إنّه عندما علم دغّان بأنّ حداد مرض بالسرطان، بدأ يبحث عن وريثٍ له، وهو الذي وجد الجنرال أنطوان لحد، وعينّه خليفة لحداد، خصوصًا وأنّ لحد كان يكره حزب الله كرهًا شديدًا.
وكشف لفين النقاب عن أنّه خلال منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، كان هو ودغّان في جلسةٍ مع عددٍ من الضباط اللبنانيين التابعين لما كان يُطلق عليه “جيش لبنان الجنوبيّ”، وقال فجأة وبدون سابق إنذار: تعرضنا لوابل من الرصاص، وأيضًا من صواريخ كتف، مُشيرًا إلى أنّه بأعجوبة نجا هو ودغّان من الموت المُحقق، على حدّ تعبيره.
وأضاف الجنرال لفين قائلاً: إنّ دغّان كان يقوم بعمليات انتقاميّة بنفسه دون تلقّي المُساعدة من جنوده، وأنّه كان يقوم بتصفية “المطلوبين” بنفسه.
كما كشف النقاب عن أنّه عثر في مدرسةٍ بجنوب لبنان على عددٍ من الضباط والجنود من المقاومة اللبنانية بعد أنْ نفذت ذخيرتهم.. دغّان، قال لفين: قررّ كعادته أنْ لا يأخذهم أسرى، وعليه قام بتفخيخ المكان وتفجيره، الأمر الذي أدّى إلى مقتلهم جميعًا.
كما وصف كيف كان دغّان بنفسه يقوم بتفخيخ سيارّات المطلوبين ويقتلهم في الجنوب اللبنانيّ المُحتّل، عندما كان قائدًا لما كان يُطلق عليها وحدة الاتصال مع لبنان.
وكشف لفين أيضًا أنّه قبل العدوان الإسرائيليّ على لبنان في العام 1982، كان معروفًا للقادة العسكريين، بمن فيهم هو ودغّان، أنّ حديث وزير الأمن آنذاك، أرئيل شارون، عن اجتياح لمسافة أربعين كيلومترًا ليس صحيحًا، وأنّ شارون أبلغهم منذ البداية أنّ الهدف الرئيسيّ من العدوان الإسرائيليّ الأول على لبنان هو احتلال العاصمة، بيروت، على حدّ تعبيره.
من ناحيته، قال رئيس الموساد الأسبق، الجنرال في الاحتياط داني ياتوم، الذي كان مسؤولاً عن العملية الفاشلة لاغتيال رئيس الدائرة السياسيّة في حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس)، خالد مشعل، في العاصمة الأردنيّة عمّان، وقال: إنّ دغّان كان يقترح اقتراحات بعيدة المدى، دون أنْ يكشف عنها، وأكّد على أنّ الكثير من الاقتراحات التي قدّمها للمسؤولين عنه رُفضت بسبب الخشية من تداعياتها وتبعاتها، كما ذكر.
وزير الأمن الإسرائيليّ الأسبق، عامير بيرتس، الذي شغل هذا المنصب إبّان عدوان تموز صيف العام 2006 وأطلق مقولته الهزليّة بأنّ سيّد المُقاومة، حسن نصر الله لن ينسى اسمه، أي اسم بيريتس، فقد كشف النقاب عن أنّه خلال الأيّام الأولى من العدوان على لبنان، عندما كان دغّان رئيسًا للموساد، عُقدت جلسة للمجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر، بمُشاركة قادة الأجهزة الأمنيّة.
وتابع قائلاً: “رئيس الموساد دغّان عرض على المُستوى السياسيّ خطّةً كاملة لفتح حربٍ مع سوريّا بالتوازي مع الحرب على لبنان لكي تثبت “إسرائيل” للدول العربيّة في منطقة الشرق الأوسط مَنْ هي الدولة القويّة بالمنطقة”، ولفت وزير الأمن الإسرائيليّ في سياق حديثه إلى أنّه تمّ تداول خطّة دغّان لفتح جبهةٍ مع سوريّا، وفي نهاية المطاف تقرر رفضها خوفًا من اشتعال المنطقة برّمتها، على حدّ تعبيره.