إصرار ولد الشيخ على اعتبار السعودية دولة محايدة يصطدم بصلابة موقف الوفد الوطني
يسعى ولد الشيخ ومعه وفد الرياض إلى إظهار المملكة العربية السعودية كدولة راعية ومحايدة في الأزمة اليمنية، وذلك من خلال التصريحات التي يبديها في غير مؤتمر صحفي.
وقالت مصادر في الحوار لـ “المسيرة نت” أن آخر تلك المحاولات حرص المبعوث الأممي اعتبار المملكة السعودية دولة راعية للمشاورات وحريصة على السلام. وذهب إلى تقويل الوفد الوطني (أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام) ما لم يقوله، من خلال الإشارة إلى أن الأطراف اليمنية تشكر المملكة على حرصها نجاح الحوار بين اليمنيين.
ويظهر ولد الشيخ متناقضاً مع نفسه حجم التناقض بين ما تفعله المملكة السعودية من خلال عدوانها المستمر على الشعب اليمني وما تريده من خلال إظهار نفسها كدولة محايدة وحريصة على السلام وإنجاح الحوار.
مصادر مقربة من الوفد الوطني المتواجد في الكويت حيث يعقد الحوار اليمني برعاية أممية، أكدت أن ولد الشيخ ليس متحدثاً باسمها، وأن ما يتحدث به عن السعودية لا يعبر إلا عن موقفه الشخصي.
وأضافت المصادر إلى أنه يمكن اعتبار تصريحات ولد الشيخ بهذا الشأن تأكيد إضافي على انحيازه الدائم للسعودية ومحاولاته تنفيذ أجندتها.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد الوطني أكد مراراً على أنه لا يوجد ما يثبت صحة ما ترمي إليه المملكة من خلال الإيحاء للجميع بأنها محايدة وليست طرفاً في العدوان, مشيراً إلى أن ما حدث في ظهران الجنوب كان اتفاقاً بين الوفد الوطني وبين وفد الطرف الآخر، وهذا لا يعني أن المملكة كانت راعية أو محايدة.
وتحرص السعودية عبر محاولاتها التأثير على أجواء الحوار المنعقد في الكويت من خلال الظهور كدولة محايدة وراعية للحوار بين اليمنيين، فيما واقع الميدان يؤكد غير ذلك تماماً، ناهيك عن دورها في قتل الآلاف من اليمنيين من خلال عدوانها الغاشم، واستمرار طيرانها في التحليق وشن الغارات حتى بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار.
يأتي ذلك في ظل تسريبات إعلامية تؤكد محاولات سعودية لنقل عمل لجنة التهدئة العسكرية إلى الرياض، وهو ما نفاه ولد الشيخ في مؤتمره الصحافي مساء الجمعة.
وذهب متابعون إلى تفسير نفي المبعوث الأممي على أنه يأتي كنتيجة من نتائج إصرار الوفد الوطني على رفض الحديث عن أي قضايا قبل تثبيت وقف إطلاق النار بما في ذلك الغارات والتحليق المستمر للطيران، وهو ما يعني أن المحاولات السعودية باءت بالفشل.
فيما نجح الوفد الوطني في إيصال رسائله المطلوبة، ما يؤكد أن جميع الجهود الرامية لحرف الحوار عن مساره المفترض مصيرها الفشل.
كل هذا لا يعني أن الحوار يمضي نحو النجاح المأمول، حيث أن إصرار وفد الرياض على وضع المعوقات والعراقيل أمام الجهود المبذولة للنجاح مع الخروقات المتكررة في الميدان يقود الحوار نحو فشل مؤكد.