(مذكرات السيد همفر) الجزء الاول
أبو مزاحم بن ثيبة
كتب الاديب والروائي السوري / نهاد سيربس مقالة عن مستر همفر اخذتها كمقدمة تعريفية قبل ان نسرد مذكراته عن الوهابية في الرقيب العاجل وذكر في هذه المقالة الاتي :
الى جميع الاخوان تحيه طيبه ،
أعترف بأنني لم أكن أعلم شيئاً عن هذا الرجل الذي يكنى باسم (مستر همفر)، ولكنني منذ مدة رحت أهتم بأدب الرحلات وخاصة الأوروبية منها باتجاه الشرق، وذلك بعد ان انتهيت من جمع المادة اللازمة لروايتي (حالة شغف) وكتابتها، والتي من أجلها قابلت العشرات من مغنيات الأعراس والراقصات وبعض النسوة الجريئات من بنات العِشْرة. اهتمامي هذا دفعني لقراءة كمٍ كبير من مذكرات الرحالة أو ما كتب عنهم ومن بينها (مذكرات مستر همفر ). وهذا الشخص كان يعمل موظفاً في وزارة المستعمرات البريطانية فأرسلته هذه إلى الآستانة عام 1710 ليتعلم اللغات التركية والعربية والفارسية، فمكث فيها سنتين تعلم خلالها تلك اللغات على أكمل وجه، ثم استدعي إلى لندن ليتلقى التعليمات الجديدة التي كان عليه ان ينفذها في رحلته التالية. أما تلك التعليمات فإنها يمكن ان تختصر بكلمتين وهي ان عليه أن يعرف. كانت بريطانيا تتطلع إلى تركة (الرجل المريض) ولذلك فإنها كانت تبحث عن المعرفة بهذه السلطنة العثمانية التي أنهكها سلاطينها. لكي تحصل على شيء عليك ان تعرفه أولاً. عليك ان تعرف كل شيء عنه حتى ولو كان هذا الشيء تافهاً حسب اعتقادك أيها المستر همفر. ولكن أهم شيء كان على هذا الرحالة ان يعرفه هو أين يكمن نقطة ضعف الأمة الإسلامية؟ اجتمع مستر همفر مع أحد رؤسائه ليعطيه درساً في المعرفة. أخبره ان هناك نزاعات طبيعية بين البشر منذ ان خلق الله (هابيل وقابيل) وستبقى هذه النزاعات إلى يوم القيامة. فمن نزاعات لونية إلى قبلية الى إقليمية وقومية وأخيراً (وليس آخرا) الدينية. كانت مهمة مستر همفر، في سفرته الجديدة (إلى البصرة هذه المرة) ان يتعرف إلى هذه النزاعات بين المسلمين ويعرف اياً منها سيكون البركان المشرف على الانفجار، وان يزود وزارة المستعمرات بالمعلومات الدقيقة. قال له رئيسه وهو يودعه: ( اجتهد بكل قواك في ان تجد الثغرة ثم عليك ان تدخلها ). ذهب الرجل إلى البصرة ومكث فيها ثلاث سنوات. عمل جهده من أجل ان يعرف كما علموه. ادعى انه جاء من أذربيجان وأطلق على نفسه اسماً عربياً وجعل يدرس الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمذهبية. حتى أنه درس الفقه الإسلامي وراح يناقش فيه العلماء المسلمين. أما في النهار فقد كان يعمل أجيراً عند أحد النجارين. لم يكن يفوته شيء. كان يعمل من أجل ان يعرف كل شيء عن أحوال العرب والمسلمين في بداية القرن الثامن عشر. كان يرسل (أبحاثه) إلى وزارته على شكل تقارير من مئات الصفحات. أما ما كان يضمنه في تقاريره تلك فلم يكن عن الأسلحة أو الجيوش أو القلاع. بل كان يسود الصفحات بمعارف عن أحوال البلد والناس والاقتصاد والحِرف والمذاهب واختلاف الناس فيها وعن الجغرافية والتاريخ الإسلامي إلى آخر ما هنالك من علوم يستطيع بها أن يفيد وزارة المستعمرات في بلاده. وبفضل تلك المعارف التي جمعها وجد رؤساؤه الثغرة المشتهاة. يتبع في يوما اخر مع مذكرات الجاسوس البريطاني / مستر همفر والوهاااابية تحياتي للجميع والسلام ، اللهم اغفر لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات يا ارحم الراحمين . شكلين مابحكي 10-05-2014, 12:20 AM لقد استطاع هذا الجاسوس من كشف الخلافات بين السنة والشيعة واستغلالها خاصة بعد ان تعرف على (محمد بن عبدالوهاب) ، السعودي القادم الى البصرة ، حيث كان يتردد على دكان صغير لنجار اسمه (عبدالرضا) رغم ان الرجل شيعيا ويتردد عليه الايرانيون الا ان محمد عبدالوهاب كان يتردد على هذا الدكان ولانه كان يعرف الفارسية والعربية والتركية ، وكان في زي طلبة العلوم الدينية ، ” وكان شابا طموحا للغاية ، عصبي المزاج ، ناقما على الحكومة العثمانية ، اما حكومة فارس فلم يكن له شأن بها ” . وذكر هنفر ان السبب في لقاءه مع عبدالرضا هو ان كلاهما ناقمين على السلطة العثمانية ، و “كان محمد عبدالوهاب شابا متحررا بكل معنى الكلمة “…” يقلد فهم نفسه في فهم القرآن والسنة ، ويضرب بآراء المشايخ ، لامشايخ زمانه والمذاهب الاربعة فحسب بل بآراء ابي بكر وعمر ايضا عرض الحائط ، إذا فهم هو من الكتاب على خلاف ما فهموه ، هذا وقد جرت نقاشات بينه وبين الشيخ جواد القمي ـ الشيخ القادم من ايران ـ وكان هنفر يسترق السمع الى هذا الحوارات العنيفة ، قال له القمي : اذا كنت انت متحررا ومجتهدا كما تدعي فلماذا لا تتبع علياً كالشيعة ، قال محمد : لان عليا مثل عمر وغيره ليس قوله حجة . وقد ابدى هنفر اعجابه بالقمي وبدى محمد عبدالوهاب بين يديه كالعصفور في يد الصياد لايتمكن تحركا ، لقد وجدت في محمد عبدالوهاب ضالتي المنشودة ، فإن تحرره وطموحه وتبرمه من مشايخ عصره ورأيه المستقل الذي لايهتم حتى بالخلفاء الاربعة ، اما مايفهمهُ هو من القرآن والسنة كان اكبر نقاط الضعف التي كنت اتمكن ان اتسلل منها الى نفسه . غرور محمد عبدالوهاب وطموحه اغرى الجاسوس البريطاني هنفر في استغلاله ، اذ انه كان يزدري بأبي حنيفة ايما ازدراء ، وكان يقول ” انني اكثر فهما من ابي حنيفة ، وان نصف كتاب البخاري باطل ” . عقد هنفر مع محمد عبدالوهاب روابط وصلة قوية من اجل تحقيق اهدافه ، واغراءه ، على ان عبدالوهاب اكثر موهبة من علي وعمر ، ” وان الرسول لو كان حاضرا لاختارك خليفة له دونهما ، آمل من تجديد الاسلام على يدك ، فإنك المنقذ الوحيد الذي يرجى به انتشال الاسلام من هذهِ السقطة ” واستمر نقاش هنفر مع عبدالوهاب حول القرآن وتفسير بعض الايات القرآنية ، يقول هنفر ” كنت اقصد من وراءها ايقاع محمد في الفخ وكان هو يسترسل في قبول آرائي ليظهر نفسه بمظهر المتحرر وليجلب ثقتي اكثر فأكثر “، وقد اغراه في تحريف كلمة الجهاد في القرآن ، ومتعة النساء ، يقول هنفر :”وقد اثرت في الغريزة الجنسية ـ كان اعزبا ـ قلت له : الا نتحرر انا وانت ونتخذ (متعة ) نستمتع بها ؟ فهز رأسه علامة الرضا ” فأغت
انتظرونا في الحلقه القادمة لبقية الكلام …