“إيران ذريعة وشماعة”
بقلم/ ابو الحسن حسن واثق
إن كل من يتابع اعلام السعودية وباقي دول الخليج والدول المشاركة في الحرب على اليمن، ومن يستمع الى تصريحات المسؤولين والسياسيين لهذه الدول، يتوصل الى ان كل هؤلاء قد جعلوا من اليمن محافظة من محافظات إيران أو حديقة خلفية لها، وأن الأحرار في هذا البلد اليمن خصوصا أنصار الله ماهم الا يد وأمتداد لإيران في اليمن والمنطقة، ينفذون ماتمليه عليهم ايران، ويمررون سياسات ايران الطموحة في السيطرة والتمدد على وفي المنطقة كما يزعمون .
لقد صب هؤﻻء المتوهمون الحاقدون والمتكبرون جام حقدهم وسخطهم وتكبرهم على الشعب اليمني بذريعة التدخل الايراني ودعمه للشعب اليمني، وبذريعة أن أنصار الله ماهم الا أداة بيد إيران في تنفيذ مشروعها التوسعي والإستعماري في المنطقة. للأسف الشديد أن هناك فئة من أبناء اليمن يصدقون هذه الذريعة والشماعة التي هي ايران..
وتنطلي عليهم هذه التصريحات الخداعة، غير مدركين الواقع والحقيقة، التي كان من السهولة الوصول اليها بقليل من الدقة والنظر والتروي فيما يدور من أحداث، مع العلم أن البعض من هذه الفئة يدركون أن إيران ماهي الا شماعة يتم من خلالها أستهداف اليمن وشعبة…
ولكن المال السعودي أعمى أبصارهم وأرخص نفوسهم وضمائرهم، فأخذوا يوهمون أتباعهم البسطاء بهذة الشماعة والذريعة التي هي إيران ودعمها وتمددها في اليمن والسيطرةعلية،وهدفها أي إيران السيطرة على اليمن ، وأن أنصار الله ماهم الا أمتداد لإيران في هذا البلد. نحن لانريد أن نقدح في إيران وماتقدمه من دعم للمقاومة وللاحرار في الوطن العربي، وانما الهدف هو كشف هذه الذريعة على حقيقتها حتى لاتنطلي على أحد، وأن نبين للناس أن مايدور في اليمن ليس لإيران به علاقة ولا تدخل في شؤون اليمنيين.
ليعلم أولئك المتوهمون الحاقدون المتكبرون، ان انصار الله عندما يشيدوا بالامام الخميني ومواقفه-على الرغم من عظمة هذا الرجل- فهذا لا يعني أنهم أمتداد لفكره أو لإيران في اليمن، فلو سألت أنصار الله أو قل اليمنيين عن غاندي لأمتدحوة وأشادوا بمواقفة في مواجهة الاستعمار البريطاني بالهند، ولو سألتهم عن شافيز الرئيس الفنزويلي الراحل لأثنوا عليه وأمتدحوة أيضا ، لمواقفة المتحدية والمستنكرة للغطرسة الأمريكية، بل أذهب الى أبعد من ذلك وأسألهم عن رئيس هو وحكومتة لا أقول شعبة بل هو وحكومتة يشاركون في الحرب على اليمن، وأنا أعني البشير الرئيس السوداني ﻵمتدحوا موقفه في تلك القمة العربية التي تحدث فيها عن الجهاد، والذي أمتدحه الشهيد القائد في احدى ملازمه على هذا الموقف.
بالمختصر المفيد أنصار الله بل الشعب اليمني يمتدحون المواقف الحرة التي تقف في وجه الظلم والاستكبار، وتدعوا الى الاستقلال والحرية،….. لماذا…؟
لأن الشعب اليمني شعب يتوق الى الحرية والاستقلال في اتخاذ القرار بعيدا عن اي أملاءات خارجية تتدخل في مسارة واتجاهاتة، هذا أولا…!!
ثانيا: على العالم ودول الخليج وخصوصا السعودية أن يعرفوا وهم يعرفون ذلك ، أن هناك بون شاسع في الفكر والعقيدة بين أنصار الله وإيران، وان كان هناك توافق في المواقف والرؤى السياسية تجاة العدو الاسرائيلي والاستكبار العالمي الذي تمثلة أمريكا، وذلك لايجعل من أنصار الله وكيلا لإيران أو يدا لها في المنطقة، إنما هي توافق رؤى وافكار كونتها نظرة قرأنية تجاه هؤلاء الاعداء المتربصين بالاسلام…
ثالثا: بالمناسبة أنا أعرف شخصيا وغيري يعرف ذلك ان إيران لاتعول على أنصارالله في نشر فكرها ومذهبها العقائدي، بل ان إيران وحتى خلال العدوان على اليمن ومن قبله، سعت وتسعى الى استقطاب الشباب اليمني للدراسة في حوزاتها الدينية في قم وغيرها، حتى أن ذلك الاستقطاب طال أشخاص محسوبين على أنصارالله، ومن حاضنتهم الشعبية، وهدفها نشر فكرها ومذهبها عن طريقهم لا عن طريق انصار الله.
ثالثا: يجب أن يدرك أولئك الاغبياء المتربصون باليمن الشر، والذين يسعون الى عدم استقلال واستقرار اليمن، ان ايران تستفيد من الملف اليمني اكثر ممايستفيد الشعب اليمني منها، بل إنها تزايد بالملف اليمني في المحافل الدولية لتحقيق اهدافها، وقد تقايض به ان دعت الأحداث الى ذلك وسنحت الفرصة مقابل ملفات وقضايا تجدها في وجهة نظرها اهم من اليمن وشعبه…
رابعا: انني اجزم صادقا من من خلال متابعتي لخطابات وقرارات ورؤى ومواقف أنصار الله انها نابعة منهم ومن قائدهم ،ولاتمليها عليهم إيران ولاغيرها لامن قريب ولامن بعيد، بل ان انصار الله يتمتعون باستقلالية تامة في اتخاذ القرار وفي طرح الرؤى والمواقف في كل الجوانب بما فيها الجانب السياسي، فكل خطاباتهم وقرارتهم ورؤاهم ومواقفهم لم تصب في يوم من الايام لصالح طائفة أومذهب أوفئة أومنطقة بعينها دون الاخرين، بل انهم يدعون دائما الى الشراكة والمساواة والعدل بين كل أبناء الشعب اليمني، ولعل ذلك يقطع الشك باليقين فيما أرى في هذا الجانب.
خامسا: قد يكون هنالك دعم من قبل ايران على المستويين:السياسي، والاعلامي ولكن ستجد هناك قناعة من قبل المتابعين المنصفين في هذا العالم انه لايوجد دعم بالشكل الذي يروج له الاعداء، وحتي لو كان هناك دعم محدود في هذين الجانبين فانه يكون من قبيل الاستغلال السياسي والحصول على مكاسب سياسية من قبل ايران، أما بالنسبة للدعم المالي فلا يوجد لدينا معلومات تؤكد وجود ذلك الدعم من عدمه ، وانصار الله ينكرون وجود الدعم المالي من قبل ايران، واذا كان صحيحا ان هناك دعم مالي فقد يكون محدودا ، ويكون من قبيل الحصول على مكاسب سياسية في مقابل ذلك الدعم، فهناك دول تدفع مليارات الدولارت في مقابل الحصول على مكاسب سياسية، والسعودية أعرف وأدرى بهذا الجانب من غيرها ولديها الخبرة والتجربة في ذلك أيضا.
ان كل متابع منصف يتمتع بالوعي، سيتوصل من خلال ما أوردنا من نقاط، ويتبين له ان انصار الله ليس لهم علاقة بايران في اتخاذ القرار وطرح الرؤى والمواقف ، وان كل ماذكر يعتبر ادله قاطعة على نفي ودحض التضليل الاعلامي الذي تمارسة السعودية ومن يدور في فلكها، بأن أنصارالله أمتداد لايران في اليمن ، وأنهم ينفذون سياسات ايران ومشروعها في المنطقة. كما ان الأدلة المذكورة انفا تشير الى ان إيران لاتعول على أنصار الله في نشر فكرها ومذهبها العقائدي.
نحن لاننكر ولايستطيع أحد ان ينكر بان لأيران هدف في التوسع والتمدد في المنطقة، ونشر مذهبها وفكرها فيها ، بل تسعى الى ما هو ابعد من ذلك وتحقيق تلك الاهداف على مستوى العالم ، ولكل طموحه وامنياته، ولكن الذي يجب ان يعلمه العالم وبالأخص السعوديه ، بأن انصار الله لن يكونوا مطية لا لإيران ولا غيرها في تحقيق اهدافها ، ويجب ان يعلموا ان مشروع انصار الله قرأني يدعو الى الوحدة والاعتصام، لكي يستطيعوا مواجهة العدو الحقيقي للامة الاسلامية، والذي يتربص بها.
على السعودية ان تعلم ان استقرار واستقلال اليمن لايعني نهايتها أو الضرر بها، بل ان قوة المسلمين والعرب تكمن في قوة وتقدم واستقرار واستقلال اليمن.
في الاخير إيران شماعة وذريعة ووهم يخدعون به البسطاء والاغبياء؛ ليبرروا استهدافهم للشعب اليمني، ذلك الاستهداف النابع عن حقد وكبرياء ، وخوف من سقوط وتحطم كبرياء السعودية التي تعتبر نفسها المتزعم الوحيد للعالم الاسلامي، فلو أطمأنت السعودية على استمرارية كبرياءها والحفاظ علية في العالم الاسلامي، والذي تخشى ان يتحطم ويسقط وينتهي على أرض اليمن وبأيدي أبنائه، لو اطمأنت على ذلك فلربما أوقفت العدوان والحرب على اليمن. النصر والمجد لليمن ، يمن الحضارة والتاريخ والأصالة، يمن العروبة ومهد الحضارات ، والخزي والعار والهزيمه لكل أعدائه. والله الموفق…