الشعب اليمني سيخيب ظن المتآمرين عليه من جديد

imgid233960

بقلم / محمد الحسني

يحتفي اليمنيون غدا الأحد بالذكرى السادسة والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية 22 مايو 1990 في ظل استمرار عدوان غاشم عليه يكاد يتحالف الكون جميعه فيه.

يأتي اليوم الوطني للجمهورية اليمنية بعد أن صار جزءا كبيرا من المؤامرة الأمريكية الصهيونية المتمثلة بإعادة رسم الشرق الأوسط وتفتيت دوله واقعا اضطرت على اثره في حالة النموذج اليمني إلى إرسال جنودها إلى جنوب اليمن مؤخرا بعد أن فشلت أوراق واشنطن وتل أبيب وأدواتهما في اليمن على مدى أكثر من عام.

تمزيق اليمن وتحويله إلى كانتونات صغيرة هو حلم المتربصين به حتى يسهل ابتلاعه لكن الشعب اليمني أدهش العالم بصموده ووحدة نسيجه ومجابهته لذلك العدوان الكوني.

تكمن قوة بقاء الوحدة اليمنية في كونها تستمد وجودها من وعي الشعب اليمني الذي لا يمكن مسخ تراثه وقيمه وأخلاقه ومعتقداته،لأن الأصل هو من يستطيع البقاء دائما وكل ماكان طارئا ينهار ويزول.

يقول التاريخ إن الارتباط بالوحدة الوطنية ليس مبنيا على عهود ولا مرهون باتفاقيات اعتبرت صيغ سياسية مرحلية للعودة إلى الحالة اليمنية الطبيعية، كما أن التشطير لم يكن سوى حدثاً طارئاً وليد الصراع الاستعماري ( البريطاني- العثماني) الذي تسابق لتقاسم معظم الأقاليم العربية ويعمل على ذلك اليوم من جديد.

كما تقول الجغرافيا إن الأرض اليمنية خلقها الله موحدة، وإن حصل في حقبة من حقب التاريخ انفصال فإن الانفصال هو الاستثناء والوحدة هي الأصل.

وحدتنا اليمنية ليست كأي وحدة يمكن أن تتحقق وتصبح في يوم ما عرضة للتمزق والتفرق مرة أخرى، يشهد لهذا ما مرت به من مؤامرات ومكائد انتهت كلها وبقيت الوحدة، وما ذاك إلا لأن وحدتنا تمتلك مقومات قوية وراسخة، الأمر الذي جعلها صامدة وستصمد أمام أعاصير مؤامرات ودسائس تجار القيم والمبادئ.

وكما في كل عام تُرمى بوالين الاختبار ويلوح بعصى الانفصال التي تطلقها أصوات نشاز تريد بذلك إحداث جلبة في واقع مجتمع عريق باتت فيه الوحدة جزء من كيان كل أسرة يمنية ولم تعد مجرد اتفاقية قابلة للبيع والمساومة في دهاليز الرياض وأبو ظبي.

كل ماينشر وتتناقله وسائل الإعلام النفعي من تحركات تدعي أنها تؤذي الوحدة وتهدد بقائها ليست سوى ظاهرة صوتية سرعان ما ستنتهي بمجرد أن تطأ أقدام المحتفلين بصنعاء وفي مختلف المحافظات اليمنية ساحات الاحتفاء وقد عمد المحتفون بالمناسبة جبلا جديدا في قاعدة الوحدة اليمنية الراسخة.

نقول للواهمين الوحدة اليمنية ليست لعبة بلاي ستيشن يبرع فيها الأمير “حمودي”محمد بن سلمان ولا صفقة بعران يكسبها ضاحي خرفان الإمارات.. إنها أجيال تحمل صون المسقبل المنشود لليمن السعيد رغم أنف الحاقدين والمتآمرين عليه، وليسأل هؤلاء الذين يتحدثون عن مصير الوحدة أنفسهم التاريخ الذي سيجيب عليهم بأن مشوار تحقيقها أطول عمرا من بلدانهم.

لاخوف إذا على الوحدة لأن البديل هي حالة الفوضى التي ستجتاح الجميع في المنطقة مبتدأة بدول مجلس التعاون الخليجي، وعلى “عيال دحلان” أن يدركوا ذلك.

كما سينسف أي تهديد للوحدة كل مزاعم الشرعية لهادي وحكومته وما يسمى القرارات الدولية وستصبحون بدون غطاء يواري ما ترمون إليه من سوء.

المتجول في شوارع العاصمة البعيدة على أحلام الطامعين القريبة من قلوب أبناء الوطن اليوم يجد الدعوات التي تحاول النيل من الوحدة كالسراب؛ فمظاهر الاحتفاء بعيدها السادس والعشرين بدت واضحة للعيان في وجوه وأنفس أبناء صنعاء وباقي المحافظات، رغم كل مايحدث من عدوان ويحاك من مؤامرات.

ويوم غد سيخيب الشعب اليمني الذي يزيد في كل عام من ثبات الوحدة ظن المتأمرين عليه من جديد وسيحضر أبناءه في ساحة ميدان السبعين في ذكرى صبيحة العيد للاحتفاء بالمناسبة.