هزيمة قوى العدوان في حرض (تقرير سري للغاية)
خاص الجوف نت
هزيمة قوى العدوان في #حرض
أطلق التحالف بقيادة السعودية أمس الخميس 21يوليو/تموز عملية وصفت بالواسعة لتحرير مديرية حرض الحدودية التابعة لمحافظة حجة من قبضة انصار الله والجيش الذي يوصف من قبل التحالف بالمتمرد.
وخلال ساعات تواردت الأنباء عن كارثة حلّت بالقوات الموالية للتحالف بقيادة مركزية من اللواء علي محسن الأحمر وقيادة ميدانية من اللواء علي حميد القشيبي ونال الاثنان سيلاً من الانتقادات لفشلهما في قيادة العملية فيما رأى البعض أنه جرى الدفع بالقوات لمحرقة هدفها الرئيسي وقف العمليات ضد السعودية التي تنطلق من حرض وليس لها هدف استراتيجي في الوقت الحالي لما يسمى الشرعية ، ولم تتجاوز المعركة مبنى جمرك حرض لكن الخسائر كانت باهضة!
وجدت عناصر القوات الموالية للرياض نفسها محاطة بالجيش واللجان الشعبية من كل جانب في مديرية حرض، في وقت كان الإعلاميون المرافقون لعملية الاجتياح قد بدأوا بتصوير الانتصار الذي تحقق بدعم التحالف، غير أن كل شيء تغير وأصبح الأكثر حظاً هم الذين وقعوا في أسر الجيش واللجان الشعبية ونجوا من تلك النيران التي حولت الانتصار إلى جحيم قتل من سعيره إعلاميون مع كاميراتهم التي كانت قد احتفظت بمشاهد النصر.
هدأت النيران وانقشع غبار المعركة ليكشف عن محرقة بكل معنى الكلمة وهزيمة لم يجد ناشطو وإعلاميو التحالف أمامها سوى صب جام غضبهم على اللواء علي محسن الأحمر، الرجل الذي دفع بالقوات دون أي استراتيجية وتسبب بمحرقة لا يمكن نسيانها. لقد أصبح الرجل فاقداً للأهلية العسكرية وهو الرجل الذي اكتسب سمعته العسكرية الكبيرة دون أن يحقق انتصاراً واحداً في معركة من التي خاضها وأصبح استخدامه أكبر خطايا التحالف منذ ستة عشر شهراً، في هذا الفلك دارت كل الأحاديث التي تناولت الحدث.
بدا واضحا أن مفاوضات الكويت تقترب من الفشل وليس شيئا آخر، ومعها تغيرت لغة الميدان في الحدود واندلعت المعارك التي كتبت نهاية عملية لـ “التفاهمات السعودية الحوثية”كما يقولون ليعلن التحالف انطلاق “عملية واسعة لتحرير حرض” وهو عنوان نشر بالخط العريض في كل الصحف وعلى شاشات القنوات، عنوان حمّل التحالف عبئاً كبيراً نظراً لحجم العملية الكبير وتناهي مديرية حرض في الصغر، فكان الإخفاق غير وارداً أو مقبولاً من قبل قيادة التحالف، لكن اللواء الأحمر تكفل بتحقيق ذلك الإخفاق ووضع التحالف أمام ما هو أكبر من ذلك فقد أرسل الأحمر القوات المدججة بالمدرعات والدبابات فلم يعد منها إلى نقطة الانطلاق إلا القليل.
لم يخفِ حزب الإصلاح (اخوان اليمن) رغبته بفشل المفاوضات ذلك ان الخارطة الميدانية بالتزامن مع تلك المفاوضات كانت توضح لقيادة الحزب أن الحل السياسي يعني خروجهم من “عاصفة الحزم” بأقل مما كانوا سيحققونه بالتفاوض المباشر مع الحوثيين في صنعاء قبل العاصفة، فلم يتوقف محمد اليدومي رئيس الحزب عن الدعوة للحسم العسكري حتى أنه رد على دعوات الحوثيين وصالح في رمضان لمصالحة وطنية بالدعوة إلى الجهاد.
في حرض بالنسبة للأب الروحي للإصلاح اللواء الأحمر كان الأهم هو ان تقرر قيادة التحالف المضي في جولة حرب جديدة، فدفع بالقوات المكونة من مئات العناصر لاجتياح مديرية حرض الصغيرة تغطي تقدمهم عشرات الغارات بطائرات الاف16 والاباتشي أما المدفعية والقصف من البارجات فقد كان اشبه بحفلة ألعاب نارية لم تتوقف. لكن الجيش واللجان الشعبية كانوا قد تعرفوا على المديرية الصغيرة بكل حجر فيها وكل ممر وكل مبنى وطرق ترابية وأنقاض خلفها القصف السابق.
تقدمت القوات بثقة كما يقول أحد الناجين : “ظننا بفعل القصف الكبير أننا ذاهبون لاستلام مواقعنا الجديدة وليس لخوض حرب حقيقة” وصلنا إلى العمق وزالت مخاوفنا من عدم وجود خطة من قبل القيادة (علي محسن الأحمر) وقد بدا الأمر كالذي انتهى قبل ان يبدأ وبدأ الاعلاميون بتصويرنا مع الدبابات لإرسالها إلى القنوات التي كانت ستبدأ بعرض حكاية الانتصار، ولكن كل شيء تغير في لحظة”.
لم تكن نزهة، كانت موعد مع حرب مفتوحة وشرسة، وكانت القوات التي توغلت في عمق حرض لا خطة لديها لخوض معركة، ووجدت نفسها محاطة بالجيش واللجان الشعبية من كل جانب، وبدأت حفلة النيران العكسية تنال من القوات المتوغلة، فتقدمها لم يكن إلا فخ محكم خططت له قيادات المتمردين تبلغ من العمر ثلث ما يبلغه الجنرال علي محسن الأحمر، الذي تسبب بهزيمة مدوية للتحالف وحملته المعلنة قبل أن يكون المتمردين هم الذين حققوا النصر.