أبعاد ودلالات الإجتماع الطارئ لوزراء داخلية دول الخليج والذي أنعقد اليوم في الرياض .
بقلم / محمد الحاكم
في ظرف استثنائي خطير يمر به الكيان السعودي والذي أتى بعد قيام المجلس السياسي بالإعلان عن تشكيلة الحكومة اليمنية الجديدة , دعى ولي العهد السعودي محمد بن نائف وزراء داخلية دول الخليج للإجتماع الطارئ , و الذي عقد صباح هذا اليوم في الرياض ,.حيث جاء في هذا الإجتماع تدارس نتائج ما بعد تشكيل هذه الحكومة , ووجوب إدراج حركة أنصار الله و المؤتمر ضمن قائمة الجماعات الأرهابية التي تصنفها دول الخليج , حيث أنتهى هذا الإجتماع في جلسته الصباحية الى اقراراعادة مناقشة مواضيع الجلسة في الفترة المسائية , وذلك بسبب تحفظ وزير الداخلية العماني لمشروع هذا القرار .
هناك عدة أبعاد يمكن قرائتها من خلال دراسة طبيعة ووقت وهدف ونتائج إقرار هذا الإجتماع , من خلال المنظور السعودي , ومن خلال منظورنا نحن كشعب يمني موحد والتي يمكن إيجازها فيما يلي :-
( 1 ) ……ان وقت قيام هذا الاجتماع يوضح لنا بجلاء مستوى المأزق الذي يعيشه هذا الكيان السعودي طيلة أكثر من عشرون شهراً من العدوان , و أن هذا المأزق زادت حدتة خاصة بعد قيام المجلس السياسي بالاعلان عن تسمية وتشكيلة أعضاء حكومة بن حبتور والمسماة بحكومة الإنقاذ
( 2 )…… إقرار مجلس التعاون الخليجي لهذا القرار يعطي للكيان السعودي الحق في إستمراره في الحرب ضد اليمن أرضاً و إنساناً تحت مبرر قيام هذا الكيان بالدفاع عن أرضه وحدوده ضد ما سوف يسمونه بالجماعات الحوثية الارهابية .
( 3 )….. إقرار هذا المشروع يتيح للكيان السعودي ومرتزقته مشروعية إسقاط مبادرة المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ وبالتالي إسقاط إتفاق مسقط ومبادرة كيري .
( 4 )…… إقرار هذا المشروع يعتبر رسالة خليجية ومن في إطارهم من المرتزقة , الى المجتمع الدولي تؤكد شرعية هادي وحكومتة , و بأن لهذه الحكومة أحقية الإستمرار في مواجة ما كانوا يسمونهم بالإنقلابيين و أصبحوا الأن إرهابيين , وبأن يجب على المجتمع الدولي ضرورة مواجة خطر هذه الجماعات .
( 5 ) ……إعتبارهم الأن بأن حركة انصار الله و المؤتمر الشعبي العام جماعة ارهابية موحدة بعد أن كانوا يسمونهم بجماعة إنقلابية , يؤكد لنا وبلا ريب بوجود إزدواجية في الرؤية السياسية التي تعتري هذا الكيان الهرم , والتي يمكن أن نصفها بالشعواء والضبابية , إذ انهم يسعون بكل جهد الى منع المجتمع الدولي بالإعتراف و التأييد لهذه الحكومة وبالتالي الإعتراف بالمجلس السياسي , وذلك بأن يقوموا بتشوية الصورة الوطنية التي يمتلكها انصار الله والمؤتمر الشعبي العام وتحويلها الى الرأي العالمي تحت توصيف الصورة العدائية و الإرهابية .
( 6 )……. يريدون من محاولتهم إقرار هذا المشروع إحداث شرخ في العلاقه بين المجلس السياسي ممثلا بوفده المفاوض مع الحكومة العمانية في حالة موافقة الأخيرة بالإقرار لمضمون هذا المشروع , إلا أن هذا لم يحدث ولن يحدث , وما يؤكد على ذلك قيام الوزير العماني بإبداء تحفظه عند مناقشة و اقرار المشروع في هذا الإجتماع ,لتيقنه بالمدى الوطني الذي يمتلكه انصار الله و المؤتمر , وبالتالي فأن أي محاوله سعودية او خليجية تهدف الى الضغط على الجانب العماني سوف يؤدي بدوره الى قيام الجانب العماني الى اعادة دراسة عضويتة في هذا المجلس و التي قد تفضي الى أنسحابهم منه , وهذا ما سوف نسمية ببدء توسع الصدع و الإنهيار التكويني لمجلس التعاون الخليجي .
( 7 ) ….. هناك عدة أبعاد ودلالات لم أستحضرها حالياً , لكننا سوف نراها تتجلى مستقبلاً في مقبل الأيام القادمة , وللحديث بقية ….!!