ثقافة المولد واحلام الوهابية
بقلم /عبدالغنى العزي .
الاحتفال بالمولد النبوى الشريف جزء من ثقافة الشعب اليمني وليست حدثا طارئ عليه حديثا ..
والمتتبع لاحتفائيات والاحتفالات في تاريخ الشعب اليمني يجدها واضحة وجليه في الحقب التاريخية منذو ابتعاثة صلوات الله عليه واله وبشكل كبير وملموس في ثقافة الشعب اليمني والتي عبر عنها الشعراء والكتاب والخطباء وعمرت بها المساجد والمدارس الدينية والرسمية ….
والي عهد قريب كانت مناسبة المولد النبوي الشريف عطلة رسمية مقرة في قانون الخدمة المدنية ويتم اعلانها رسميا عبر وسائل الاعلام عشية الذكرى في كل عام مصحوبة بالتهاني القلبية والامنيات الكبيرة لكافة ابناء الشعب اليمني …..
الا ان الثقافة الوهابية النجدية القادمة من الدرعية والمؤيده بالأموال النفطية حاولت عبر عملائها بالداخل اليمني طمس هذه الثقافة المتجذره بصورة تدريجية من خلال غرس المفاهيم الوهابية في المناهج الدراسية حول بدعية الاحتفال بهذه المناسبة وتحريم اقامتها او الابتهاج بها في تعدى واضح علي قداسة و عظمة رسول الرحمة وفي محاولة يائسة لفصلة عن واقع الاجيال و تضعيف الارتباط به واستلهام سيرته وسلوكة كثقافة مجتمعية للشعوب الاسلامية …..
لقد تدرجت محاولات النظام السعودي المتبني الرسمى للفكر التكفيري على المدى البعيد حرف مسار الامة عن نبيها وعن سلوكه وقيمة وجهاده وتعاليمه الدينية وانسانيته التي غرسها في ثقافة الامة من خلال الاتيان بما يناقضها او يكون بديلا عنها في ثقافة الامة وليس ابلغ مما نشاهده و نسمعه من المفاهيم اللانسانية و والافكار التكفيرية.التي نتج عنها ما تعيشه الامة في واقعها اليوم ..
وقد نجح النظام السعودي في حرف العديد من ابناء الامة عن النهج المحمدي القويم وصار له مريدين ومؤيدين يعتنقوا ما يريد ويدينوا بما يشاء من الأفكار المنحرفه وعبرهم يبث انحرافاته الي مختلف بلدان العالم ..
الا ان الصحوة التي بدأت تدب في اوساط الناس والأصوات التي بدات ترتفع محذرة من مغبة الفكر الوهابي وخطورته علي مستقبل الامة جعلت النظام السعودي يجند كل قواه لقمع تلك الصحوة ودفن تلك الأصوات كونه يري فيها خطرا محدق ليس علي معتقداته الزائفة التي أضل بها الامة بل وعلي نظامة السياسي الذي ابتكر له ارباب الفكر الوهابي المفاهيم الدينية التي كما يعتقدوا ستكون عوامل هامة لديمومته …
وبالعودة الي التدرج الوهابي في بلادنا لطمس مناسبة المولد النبوى الشريف من الثقافة الشعبية والمجتمعية فقد جعل من المدارس هدفه الرئيسي لتشوية اي دعوة احتفائة بهذه الذكري حتى وصل به الحال الي الضغط علي النظام السياسي لالغاء قانونية العطلة الرسمية بمناسبة المولد النبوي الشريف …
وفي غباء غير متدارك اعتقد ارباب الفكر الوهابي في اليمن انهم بهذه الاجراءت قد استطاعوا محو هذه الثقافة المغروسة في قلوب كافة اليمنيين غير مدركين ان فك ارتباط اليمنيين بالرسول الاعظم ليس بالامر الهين كون اليمنيين لهم خصوصية لدي رسول الله ولديهم عن رسول الله صلي الله علية واله وسلم خصوصيات ايضا والتي عبر عنها الشاعر الكبير عبدالله البردوني في قصيدة العصماء في ذكري المولد
النبوى الشريف حين قال::
طه ” إذا ثار إنشـادي فـإنّ أبـي
” حسّان ” أخباره في الشعر أخبـاري
أنا ابن أنصارك الغـرّ الألـى قذفـوا
جيش الطغـاة بجيـش منـك جـرّار
تظافرت في الفدى حوليـكأنفسهـم
كأنهن قلاع خلف أسوار .
نحن اليمانين يا طه تطير بنا .
الي روابي العلا ارواح انصار .
اذا تذكرت عمارا ومبداه
فافخر بنا اننا احفاد عمار .
طه اليك صلاة الشعر ترفعها.
روحي وتعزفها اوتار قيثار