المولد النبوي ومراجعة المواقف
بقلم د/ محمد حمود الأهدل
إن أي مشروع يقدمه الاسلاميون الحرك. والحزبيون القوميون والعلمانيون وغيرهم..
لا يحمل الوضوح في الرؤية ولا الوعي في السلوك ولا المسؤولية في الحركة ولا القيم في التعامل والتغيير ولا المصداقية في السياسة ولا الاستيعاب للمتناقضات ولا التقييم الحقيقي للواقع وتحوّلاته ومتغيراته ، ولا النظرةالواسعة للمستقبل ولا التخطيط المستوعب للمتغيرات ولا يدرك متطلبات المراحل ولا أولويات الاعمال والاحكام والظروف والاحوال ولا يفقه خطط واستراتيجية وسياسية الآخر مشروع فاشل يقودنا الى الهاوية ومستنقعات الحروب والصراعات والنزاعات المذهبية والطائفية .
اننا ونحن في ذكر الميلاد النبوي ندعو أنفسنا والعاملين في الحقل الاسلامي سنة وشيعة والعاملين في الحقل القومي العربي والاحزاب السياسية والمنظمات الفكرية والثقافية والمؤسسات التعليمية والانظمة الحاكمة..
إلى أن يعيدوا النظر فيما يمارسونه من الاعمال وفيما يحملونه من الثقافات والمشاريع الفكرية وأن يرفعوا مشروع المراجعة لما قدموه لهذه الامة فيما مضى والى يومنا هذا
وان لا يمجدوا ذواتهم وان يصلحوا بيوت ثقافتهم العقلية والقلبية والروحية والفكرية ..
فالمشكلة ليست في الاسلام ومنهجه ولا في العروبة ولا في المؤسسات..
ولكن فيمن يحمل الاسلام والعروبة ويدير المؤسسات الفكرية والسياسية والعلمية والتربوية وغيرها .
إن الميلاد النبوي يدعوا الجميع الى المراجعة والنقد الذاتي والمصالحة فيما بيننا وبين الله ودينه وفيما بيننا وبين بعضنا البعض ويدعونا الى أن نعيد ترتيب أوضاعنا الذاتية والداخلية والمحلية والخارجية برؤية أوسع مشهد وأبعد نظر وأحكم رؤية وانضج فكرة واعمق فهم ووعي وأكثر اجابة لمتطلبات الحياة فكراً وسلوكاً اننا بجميع مكوناتنا الفكرية والعلمية والسياسية والحزبية..
إن لم ترتق الى مستوى ما يريده منا الاسلام ويطلبه منا صاحب الميلاد عليه الصلاة والسلام ولم نراجع أطروحاتنا التي خاطبنا بها عالمنا منذ مائة عام فأكثر والى يومنا هذا واثبت الواقع أننا أخفقنا في كثير منها وأنها أخذت بنا الى الصراع الفكري والسياسي والطائفي والمذهبي من حيث لا نشعر ..
فإننا سنستمر بتوزيع الفشل وتربية أجيالنا المعاصرة على أطروحاتنا الفاشلة في تقديم الاسلام كمنهج حقيقي لإدارة الحياة .
إن كنا نريد حقيقة خدمة الاسلام وتقديمه للإنسانية كمنهج عالمي في إدارة الحياة الانسانية وإنقاذها مما تعانيه من ظلم عالمي ممنهج وهيمنة سياسية طاغية ومتفسخة ،
وإن كنا صادقين مع الله في خدمة دينه والتمسك على حقيقته ..
فإننا سنراجع مواقفنا من باب المسؤولية ومراقبة الله.
وفقنا الله جميعاً لذلك ويجعلنا أهلاً لما هنالك بمنِّه وجوده وكرمه بجاه نبيه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.