الرسول الأعظم.. يحرر البشرية من الطغاة والمستكبرين

بقلم / يحيى سهيل

كانت الإنسانية قبل طلوع وبزوغ فجر الإسلام تعاني بين وحشية ضاربة وهمجية و استبداد مروع وكانت ترتكز على عقائد باطله وتقاليد وعادات بالية غير صحيحة وكان الجهل والجمود والاضطهاد والاستعباد والعبودية واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان من سلبيات الحياة التي كانت منتشرة. فحيثما سرت في الأرض وجدة طغاة ومستبدون.

وكذلك الذين لا يؤمنون بحق الشعوب في الأمن والحرية والحياة، وهناك الأباطرة والملوك الذين يعبثون في الأرض فسادا بالغزو والنهب والاستعمار الهدام. ومن هذه الفئات الظالمة إمبراطورية الفرس بعقائدها الوثنية ونظمها الاستعمارية القمعية وسياستها المتعسفة الفاشلة وحكامها الطغاة المتجبرين. وفي الجانب الأخر من نفس ذاك الزمان إمبراطورية الروم الشرقية تثير الرعب والفزع في الأرض وتثير الفساد وتصنع المحن للشعوب، وكانت الحرب مستمرة بين الطرفين. لقد كانت الأرض مملوءة بالشقاء و الحزن و الظلم و البؤس. ولم تجد حكمة الحكماء و لا الفلاسفة دواء لهذا الداء ولا خلاص من هذا الهلاك.

لأن الحكم كان حكم شهوه و السيادة كانت الظلال والحق كان للقوة والمال والنفوذ والرأي الصائب دائما هو رأي الحاكم والملك. ولقد كان أرسطو وأفلاطون يقرران حرمان العمال والصناع من أبسط حقوقهم. وحرمانهم من حقهم ، وكان السادة و المفكرون في روما يؤمنون ويأيدون بسيادة أمتهم ، وأن من الواجب عليهم إخضاع الدولة لجبروتهم وقوتهم ونفوذهم وكان المشرعون في أثينا ينظرون إلى الرقيق نظرتهم إلى الحيوانات الهمجية وكانت المرأة تعيش مسلوبة الإرادة و الحرية و الاختيار في كل مكان من هذه الإمبراطورية.

فوصلت البشرية إلى أقسى درجات الانحطاط الأخلاقي والقيمي وبلغت المظالم بين بني البشر إلى مستوى غير مسبوق فالقوي يبطش بالضعيف كيف شاء وبدون اية قيود تردعهم. وفي الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل كانت البشرية على موعد مع حدث عظيم من شانه ان يغير وجه الحياة ويبدل بؤسها سعادة وظلامها ضياء ومظالمها إلى قيم ومبادئ إنسانية تنتصر لقيم الحياة وتعيد الكرامة والحقوق لبني الإنسان. وُلد الرسول الكريم في مكة المكرمة عام 570م وسط تلك الظلمة الحالكة وبعد أربعين سنة من مولده الشريف بدأ بمهمته الربانية في انقاذ البشرية وإعادة النور إلى ارجائها المعتمة وحيدا دون نصير أو معين غير الخالق سبحانه وتعالى الذي اصطفاه ليكون رحمة للعالمين واجتباه دون خلقه جَميعاً لحمل رسالة هي الاعظم والاسمى منذ ان خلق الله الارض والسموات إلى ان يرث الله الارض ومن عليها.

وما هي إلا سنوات وإذا بمن بدا وحيداً أمة هي خير أمة اُخرجت للناس ولا تزالُ كذلك إلى يوم القيامة. ثلاثة وعشرون عاما فقط وهي عمر الدعوة المحمدية المباركة لكنها كانت كافية لإحداث التغيير الجذري في حياة العالم عربه وعجمه لتزول في هذه المسيرة المقدسة المظالم والظلمات وتتهاوى أمامها كُلّ قوى الاستكبار والطغيان وتتلاشى جميع مظاهر الانحطاط الأخلاقي وتعلو راية الخير والسلام وترسى دعائم الحق والعدالة وإذا بأمة العرب المتناحرة والغارقة في الظلم والهَوَان تحملُ لواءَ الحق إلى كُلّ الدنيا.

وتحرر البشرية من عبودية الطغاة والمستكبرين إلى عبودية الله وحدة لا شريك له عرف البشرية بكافة حقوقها وواجباتها واعطى كل ذي حق حقة ولم يسمح بأي تمييز بين مسلم عربي ومسلم أعجمي “غير عربي”