علمتني حلب أن أقول للصارخين “أصرخوا أكثر” فهي العدالة !
بقلم / جميل أنعم
البحث عن أبعاد وقضايا إنسانية بإعتبارها انتهاكات للقانون الدولي هو عنوان الحلف المهزوم في الحلب .. وبحجم الخسارة الهائلة من الطبيعي أن يستخدموا ليس أطفالاً مفخخة بل أجنّة مفخخة.. ولو دعتهم سفالتهم لفعل أكثر من ذلك سيفعلون بل نتوقع أكثر من ذلك بملايين المرات..
نتحدث عن إنتهاء أزمة أُوقد فيها مليارات الدولارات، وجُندت فيها أطياف الأحلاف ووظفت فيها كل الإمكانيات .. سوريا الله حاميها ولن نشغل أنفسنا بالرد على تحليلاتهم وضجيجهم لأن الرد عليهم لا يجدي نفعاً .. فهؤلاء لا يبحثون عن الرد ولا عن الحقيقة ..
لأننا أمضينا أعواماً نفتح لهم كتب المنطق والتاريخ والجغرافيا والوطنية والقرآن والإنجيل والأخلاق وبكل العقليات دون أن ينفع ذلك ..
ولسنا من أولئك الذين تحرجهم الأبواق الكاذبة … ولسنا ممن يغريه قميص عثمان أو هادي أو شادي .. ولسنا ممن تهزه مصاحف مرفوعة بأيدي المنافقين ولا نكترث بها ..
لأن المصحف الذي يحمله المنافق لا يشبه إلا صلاة بلا خشوع وبلا سجود ولا ركوع . يكفي أن نستمتع بهذه الصرخات فقد جرعوها للملايين وأرادوها لنا طوال الدهر …
يكفي أن نرى النفاق بأوضح صوره، وكيف يتم إدارة وتشغيل الماكينات المأجورة عند الحاجة وكيف يتم إخراسها عند الحاجة..
نعم أصرخوا أكثر ذوقوا.. أطربوا أسماعنا أكثر، أين القرضاوي والقتلاوي نريدهم جميعاً فالقيامة المصغرة أقامتها حلب ليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..
واللهم لاشماته، ورحمة الله وسعت كل شي سبحانه جل شانه يمهلكم وما زلتم ممهولين حتى اليوم.. إنها عدالة العدالة التي طالما انتظرناها حينما مكروا.. إنها ظاهرة آلهية بل آية لمن يتفكرون … بعدما وصل البعض أيام الظلم والظلام الدامس بالقول أين أنت يا ألله من كل هذا .
أصرخوا أكثر بحجم قتلكم كل المواد وحتى الجماد.. أصرخوا لن تنفذوا من صراخ القيامة الكبرى.. أو بالتوبة النصوح.. اتركوا محمد بن عبدالوهاب وهلموا للأحمد إبن عبدالله عليه وعلى آله صلاة الله .. اليوم علمتني حلب معنى الثبات الإيمان الثقة بالله..
أحداث عشت كل تفاصيلها منذ الوهلة الأولى.. رأيت فيها تلذذ وحوش الأرض بكافة أشكال الابادة والعربدة.. قتلوا الأمم والأجيال .. حرفوا المفاهيم وبوقاحة منقطعة النظير.. وللأسف خرج البعض من دينه متسائلاً أين الرب من كل هذا .
فكانت ولنبلونكم حتى أتت وبشر الصابرين .. ومازالوا بصراخهم يمكرون .. مازالوا في طغيانهم يعمهون .. ولتعرفوا حال الصارخين في حلب أحيلكم للبيان في سورة القصص ..
لا أجيد التفسير وقلمي ليس مؤهلاً لذلك.. لكن هكذا قالت لي حلب.. علمتني حلب أنه يمهل ولا يهمل علمتني أنه مازال بهم رحيم لكن حليم، وليس لدي ما أقوله أكثر للقوم الصارخين سوى “أصرخوا” فهي العدالة ..
أطربونا بنحيبكم فهذا القصاص الإلهي في الدنيا والآخرة .. حمداً لك سبحانك يارحيم، تعاليت يا كريم .. شكراً حلب.. لكنهم مازالوا بصراخهم يمكرون.. إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين، والعاقبة للمتقين.