وفجَأةً أَصبحَت (المخا) إحدى ضَواحي (صنعَاء) !
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي .
في سياق حديثنا عن المخا قاطعني وقال :
لا .. هي لا تقع على مشارف صنعاء !
فسألته سريعاً : وأين تقع إذاً يا سيدي ؟!
فقال وقد بدت عليه علامات الإرتياح جليةً إعتقاداً منه أنه قد نال مني وثقافتي الوطنية :
المخا ميناء ومدينة تتبَع إدارياً محافظة تعز .. ، وقبل أن يسترسل في حديثة قاطعته وقلت :
لو كانت كما تقول تتبَع تعز وقد تعرضت هذه المدينة الصغيرة لمئات الغارات والصواريخ خلال أيام فقط لكانت بكائيات أصحاب (شكراً سلمان) قد ملأت الدنيا ضجيجاً وجلبةً سواءً على وسائل التواصل الإجتماعي أوفي القنوات الفضائية أو الصحف الراعية والداعمة لهم او غير ذلك من وسائل الإعلام، ليس من اليوم فحسب ولكن منذ وقوع مجزرتي المخا الأولى والثانية قبل أكثر من سنةٍ ونصفٍ من الآن ! لكنها كما ما يبدو لا تتبَع تعز !
أطرق قليلاً ثم ألتفت بعد أن إستجمع بعضاً من أفكاره الجوفاء يريد أن يقول ما يظن أنه قد يدفع به عن موقفه ونفسه، إلا أنني لم أمهله وأمطرته بوابلٍ من التساؤلات :
أما تقل يا هذا لما لا اراك اليوم وكل المتباكين على تعز قد ذرفتم دمعةً واحدةً على المخا مادمتم تؤكدون أنها جزءٌ لا يتجزأ من تعز ؟!
أم أن لبكائياتكم طقوسٌ لا تُقرَع أجراسها إلا وفقاً لحساباتٍ وأوقاتٍ لديكم خاصة ؟!!
أم أن تعز في خرائط أذهانكم العنصرية يا ترى ليست تعز التي نعرفها ويعرفها العالم ولا أهلها هم أهلها الذي لا يوجد شبرٌ في أنحاء اليمن إلا ولهم بصماتٌ تحاكي تفاصيل وتجاعيد وجه وتاريخ تعز ؟!
أليست هذه الصواريخ والقنابل التي تتراقص مشاعركم طرباً عند سماع إيقاعات أصواتها وإنفجاراتها كما لو كانت حمائم ورُسل سلام قد جاءتكم تحمل البشرى وأغصان الزيتون وتوزع لكم قطع الحلوى و(الشيكولاتة)، أليست تقصف وتقتل وتفتك وتدمر خبط عشواء بدون أي ضوابطٍ أخلاقية او إنسانية ؟!
أتصمّون آذاننا عامين كاملين وانتم تعزفون هذا الموال الجنائزي الحزين ؛ مالذي جاء بهم إلى تعز، وماذا جاءوا يفعلون في تعز، ثم تستنكرون علينا اليوم أن نتسائل عما جاء يريده الغزاة وأعوانهم في المخا والمندب و(ذو باب) وتبخسون حقنا في الوقوف في وجوههم دفاعاً عن المخا وتعز واليمن على وجه العموم بدعوى مالذي جاء بكم إلى تعز او المخا ؟!
مالكم كيف تحكمون ؟!
يا حبيبي إن كنتم لا تريدون أن تنالوا شرف الدفاع عن الوطن، فهذا شأنكم ! أما ان تتلاعبوا بعواطف ومشاعر الناس وتتاجروا بدمائهم بإنتقائيةٍ وإنتهازيةٍ رخيصة، فهذا ما سوف يجركم إلى حجز مقاعدكم مبكراً في مزابل التاريخ !
وهنا وقد شعرت انني قد أوفيته حقه عدت من جديد قائلاً :
كأني بك كنت تريد أن تقول شيئاً !
فقال : لا .. لا ..لقد أفرْغتَ مافي جعبتي من الكلام بدون حتى أن أطلق كلمةً واحدة ! إلى اللقاء !
#معركة_القواصم