الزراعة وتأمين الغذاء واجب ديني ووطني.
بقلم/ زيد البعوه.
في حالة الصراع بين الحق والباطل دعا الله المؤمنين الى الاعداد ليس في مجال العدد العسكري البشري وأنواع السلاح فحسب بل في مختلف المجالات والتي من أهمها الزراعة بكل اصنافها زراعة الحبوب والخضروات والفواكه التي من شأنها رفد المجتمع المؤمن المستهدف والمحاصر وجعله يكون في حالة اكتفاء ذاتي من حيث الغذاء واذا كان المجتمع المستهدف يعيش حالة اكتفاء ذاتي في غذائه فأن هذا يعتبر من اهم العوامل المساعدة التي تجعله يصمد ويثبت في مواجهة العدو لفترة طويلة من الزمن كما تفقد العدو عنصر الحصار الذي يراهن عليه في تركيع المجتمع وهزيمته..
والجانب الزراعي مهم جداً في استمرار حياة الانسان سوأً كان في حالة صراع وحرب ام لا فالله سبحانه هياء الأمور للناس حيث بسط الأرض وجعلها قابلة للزراع وجعل في باطنها الماء الكثير وينزل الغيث وتكفل هو برعاية المحصول الذي تم بذره في باطن التربة حتى يصل الى مرحلة الحصاد فيجني الانسان ثمرة الزراعة لمصلحته هو فيضمن استمرار حياته ومعيشته فما بالك عندما يكون الناس المؤمنين في حالة صراع مع أعداء الله وفي حالة حصار من قبلهم فأنه يتحتم عليهم كواجب شرعي وواجب وطني وكحاجه ضرورية لكسر الحصار وإيجاد بدائل موجوده وليست مستحيلة تضمن لهم تأمين غذائهم واستمرارهم في الجهاد والصمود في سبيل الله..
وبما ان الشعب اليمني العظيم في حالة عدوان وحصار اقتصادي من قبل دول العدوان السعودي الأمريكي الذي يسعى على مدى اكثر من عامين الى هزيمتهم واستعمار وطنهم ونهب ثرواتهم من خلال الحرب العسكرية والإعلامية والأمنية والاقتصادية لكي ينال منهم ويضعفهم ويجبرهم على الاستسلام فأنه صار لزاماً عليهم العمل بجد في الجانب الزراعي واستغلال موسم الصيف وكسر حالة الحصار المتعمد والاعتماد على الله وعلى النفس ومثلما الشعب اليمني يجاهد ويعمل بقوة في مواجهة العدوان ويقدم التضحيات فأن الاهتمام بالجانب الزراعي لتأمين الغذاء فهذا يعتبر ايضاً من الجهاد في سبيل ومن العوامل المساعدة لنصر دين الله والثبات في مواجهة اعدائنا واعداء الله..
لقد لاحظنا خلال العدوان كيف انه تعمد بشكل مدروس استهداف المزارع في صعده وفي الجوف وكذلك استهداف ابار المياه الجوفية وكذلك استهدفا الأسواق والمصانع حتى وصل به الحال الى استهداف مزارع الدجاج وكل ما يتعلق بالمواد الغذائية والزراعية التي يهدف من ورائها الى ان يخلوا اليمن من المواد الغذائية ويصل بالناس الى حالة من الفقر والجوع فيشغلهم البحث عن لقمة عيشهم عن الجهاد في سبيل الله وعن الدفاع عن انفسهم ووطنهم ومواجهة العدوان..
يقول السيد حسين بدر الدين حول هذا الموضوع ((لقد أصبح شرطاً اساسياً وضروريا الاهتمام بجانب الزراعة في مجال نصر الإسلام أشد من حاجة المصلي إلى الماء ليتوضأ به ..
هل تصح الصلاة بدون طهارة؟
إذا لم يجد الماء يمكن أن يتيمم فيصلي إذا كانت الصلاة لا بد لها من طهور بالماء أو بالتراب، فلا بد للإسلام, ولهذه الأمة التي تهدد كل يوم الآن تهدد، وتهدد من قبل من؟
تهدد من قبل من قوتها من تحت أقدامهم، من فتات موائدهم. لا بد لها من الاهتمام بجانب الزراعة، لا بد أن تحصل على الاكتفاء الذاتي فيما يتعلق بحاجياتها الضرورية)).