زيارة ترامب ومؤشرات السقوط

بقلم عبدالله مفضل الوزير

وأشربوا في قلوبهم العجل، أولئك بمن إسرائيل الذي وصل بهم الحال الى عشق العجل الذي عبدوه مع مرور وقت قصير جدا على ما لمسوه من الرعاية الإلهية التي من الله بها عليهم، يعني لم يعتبروه مجرد صنم كآلهة تعبد بل عشقوه عشق، تتشابه النفوس بينهم وبين بني سعود اليوم وقد أشربوا في قلوبهم ترامب، رغم ما سمعوه منه من إهانة لهم وما يسمعوه اليوم من حديث يقدمه للشارع الأمريكي مفاده ” أننا سنجعل دول الخليج تدفع، فلولانا لما بقيت موجودة لحد الآن”! .

ضخامة المبالغ التي صرفوها لاستقباله ليست من باب التكتيك لأنهم مضطرين للتعامل معه مرحليا ومن ثم التخلي عنه، بل يرونه كمنقذ وكآلهة يعشقونها عشق، وسيذهبون لتعميق التحالف الاستراتيجي معه كونه الضامن لبقاء ملكهم، كما يرون، ويتجاهلون إهانته المتكررة لهم وكأن في قلوبهم عمى مما يدل على أنهم وصلوا الى مرحلة أسوأ من بني إسرائيل والعجل.

ترامب نفسه لا يحس بالملك ونشوته الا حين يلتقي بعرب فيجدهم يمجدونه ويتعاملوا معه بطريقة اعجاب وتعظيم كبيرين، ويعتبرونه كآلهة، أما في بلاده فيتعرض للإهانة من مواطنيه بمختلف صنوف الإهانة.

أما مؤشرات السقوط فهي بوجرد شبه بحالة زيارة ترامب والتحضير لها كزيارة ملك الروم لفلادلفيا وكيف قام حاكم مدينة فلادلفيا “دياكتيانوس-دوق يانوس” بالتحضير لتلك الزيارة بضخامة تشبه ما يقوم به آل سعود مع ترامب، فكان ذلك بداية نهاية حكم حاكم فلادلفيا حينها وكيف سخر الله أولئك الشبان أصحاب الكهف بإهانة الإمبراطور وإسقاط صنمه من أذهان الناس، وكانت شرارة ذلك بداية لسقوط الامبراطورية الرومانية نفسها بذلك الوقت وسيطرة المسيحيين.

في العادة يلجأ الحكام الى البهرجة والبذخ في الإنفاق حينما تأتي متغيرات تبشر بسقوط ملكهم، فتراهم يتخبطون في بحثهم عن منقذ، وما نراه من زيارات مكوكية لبن سلمان ووالده للشرق والغرب وخروج سلمان بالخدم والحشم وبتلك الحلية الى دول شرق آسيا، في الوقت الذي يعاني فيه مواطنيهم من الفقر، ولجوء الأسرة الحاكمة الى تنفيذ سياسة التجويع على موظفي الدولة، والجنون الذي تمارسه في العوامية ضد مواطنين عزل، بالإضافة لمحاولة إظهار نفسها كدولة إقليمية قوية بما تمارسه من إرهاب في دول المنطقة، كل ذلك دليل ومؤشرات ستسرع بسقوط ملك هذه الأسرة الظالمة.

لا ننسى ان ما تقوم به وصل بها الى حد المسارعة الى التحالف مع إسرائيل علنا وهي لازالت في بداية تهيئة الناس لقبول ذلك عبر الوهابية التي تعمل من خلالها على حرف بوصلة العداء والولاء بسرعة من اسرائيل الى إيران ومن ايران الى إسرائيل، بما سيترك أثر وفجوة في ذهن المواطن العربي والمسلم ستكون عواقبها وخيمة.

هم يريدون أن يقولون بقي معنا ترامب، فماذا معكم؟

نقول لهم معنا الله الذي صنع بكم كل هذا الجنون والهستيريا التي تدعو للشفقة، وسيفعل الكثير نحن على ثقة كبيرة من ذلك كما أنتم على ثقة كبيرة بترامب، وقد وصلنا الى مرحلة العشق لله لنعم ما صنع بكم ويصنع ولنعم ما نلمسه من حضور وتأييد وطبطبة ملازمة لنا على الدوام.