اتهموها برعاية الإرهاب.. السعودية والإمارات والبحرين ومصر تقطع علاقاتها مع قطر

الجوف نت متابعات 

قررت كلّ من المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر التي اتهموها “برعاية الارهاب”.
  وأعلن التحالف السعودي إنهاء مشاركة قطر في الحرب على اليمن بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب ودعمها تنظيماته في اليمن ومنها القاعدة وداعش، وتعاملها مع “المليشيات الانقلابية” في البلاد، الأمر الذي يتناقض مع أهداف التحالف التي من أهمها محاربة الإرهاب.

كما ذكرت وسائل إعلام إماراتية أنّ الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة فايز السراج أعلنت هي الأخرى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.

وأعلنت جمهورية جزر المالديف قطع علاقاتها الدبلوماسية أيضاً مع الدوحة.

وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، من جهته قال إنه لا يتوقع أن “يؤثر قرار قطع العلاقات مع قطر على قتال المتشددين”، ودعا دول مجلس لتعاون الخليجي إلى الحفاظ على وحدتها والعمل على تسوية الخلافات بينها.

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فأكّد أنّ قيام عدد من الدول العربية بقطع علاقاتها مع قطر قرار خاص بها داعياً جميع الدول للحوار.
وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أنّ ليس لديها خططاً لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

السعودية كانت أول من قرر مقاطعة قطر بعد حالة التوتر التي شابت العلاقات بين البلدين حيث صرح مصدر مسؤول أن حكومة المملكة العربية السعودية قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر، كما قررت إغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، ومنع العبور في الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية السعودية.

وذكر المصدر لوكالة واس أنّ السعودية ستبدأ “بالإجراءات القانونية الفورية للتفاهم مع الدول الشقيقة والصديقة والشركات الدولية لتطبيق ذات الإجراء بأسرع وقت ممكن لكافة وسائل النقل من وإلى دولة قطر، وذلك لأسباب تتعلق بالأمن الوطني السعودي”، كما أشارت الوكالة إلى أنّ وزارة الثقافة والإعلام قررت إغلاق مكتب قناة الجزيرة في السعودية.

وحول سبب اتخاذ قرار قطع العلاقات الدبلوماسية، قال المصدر إنّ هذا الأمر هو “نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سراً وعلناً، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي، والتحريض للخروج على الدولة، والمساس بسيادتها، واحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، ومنها الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم، ودعم نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة العربية السعودية”.

وأضاف  أنّ قطر “تمول وتقوم بإيواء المتطرفين في البحرين، الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج، واستخدام وسائل الإعلام التي تسعى إلى تأجيج الفتنة داخلياً كما اتضح للمملكة العربية السعودية الدعم والمساندة من قبل السلطات في الدوحة لميليشيا الحوثي الانقلابية حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن”.

ونوّه المصدر المسؤول إلى أنّ السعودية اتخذت هذا القرار تضامناً مع مملكة البحرين “التي تتعرض لحملات وعمليات إرهابية مدعومة من قبل السلطات في الدوحة”.

ولفت إلى أنّه “منذ عام 1995م بذلت المملكة العربية السعودية وأشقاؤها جهوداً مضنية ومتواصلة لحث السلطات في الدوحة على الالتزام بتعهداتها، والتقيد بالاتفاقيات، إلا أن هذه السلطات دأبت على نكث التزاماتها الدولية ، وخرق الاتفاقات التي وقعتها تحت مظلة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتوقف عن الأعمال العدائية ضد المملكة ، والوقوف ضد الجماعات والنشاطات الإرهابية ، وكان آخر ذلك عدم تنفيذها لاتفاق الرياض”.

وبحسب المصدر المسؤول، تطبيقاً لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية يمنع على المواطنين السعوديين السفر إلى دولة قطر، أو الإقامة فيها، أو المرور عبرها، وعلى المقيمين والزائرين منهم المغادرة خلال مدة لا تتجاوز 14 يوماً، كما تمنع، لأسباب أمنية احترازية دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى المملكة العربية السعودية، وتمهل المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يوماً للمغادرة، مؤكدة التزامها وحرصها على توفير كل التسهيلات والخدمات للحجاج والمعتمرين القطريين. وفي هذا الإطار أشارت مرسسة الموانئ السعودية إلى أنها لن تستقبل أية سفينة تحمل العلم القطري.

ويشار إلى أنّ العلاقات بين قطر والسعويدة متوترة، خصوصاً مع تبادل الاتهامات بين وسائل إعلام البلدين على خلفية نشر تصريح نسب للأمير القطري تميم بن حمد على موقع وكالة الأنباء القطرية، قال فيه إنّ إيران تمثل ثقلاً إقليمياً وإسلامياً لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها.. ,أنّ قطر تتعرض لحملة ظالمة تزامنت مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب”.

من جهتها قررت  البحرين أيضاً قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، متهمة الأخيرة “بزعزعة أمن واستقرار بلادها والتدخل في شؤونها والاستمرار في التصعيد والتحريض الاعلامي ودعم النشاطات الإرهابية المسلحة وتمويل الجماعات المرتبطة بأيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى في البحرين”.   وعليه، أعلنت البحرين بحسب وكالة بنا الرسمية أنها تمهل جميع افراد البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد مع استكمال تطبيق الإجراءات اللازمة، إضافة إلى غلق الأجواء أمام حركة الطيران وإقفال الموانئ والمياه الإقليمية أمام الملاحة من وغلى قطر خلال 24 ساعة من إعلان البيان.   وجاء في البيان الصادر أنّ مملكة البحرين تاسف للقرار الذي اتخذته “صيانة لأمنها وحفاظا لاستقرارها، فإنها تؤكد حرصها على الشعب القطري الشقيق الذي يدرك معاناتنا وهو يشهد مع كل عملية ارهابية سقوط ضحايا من اخوانه واهله في البحرين بسبب استمرار حكومته في دعم الارهاب على جميع المستويات والعمل على إسقاط النظام الشرعي في البحرين”. 

بدورها، اتخذت الإمارات قراراً مماثلاً للسعودية والبحرين، معلنة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر وإمهال البعثة الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرة البلاد.

وجاء في البيان الصادر عن دولة الإمارات أنّها تلتزم وتدعم ” كاملاً منظومة مجلس التعاون الخليجي والمحافظة على أمن واستقرار الدول الأعضاء .. وفي هذا الإطار وبناء على استمرار السلطات القطرية في سياستها التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة والتلاعب والتهرب من الالتزامات والاتفاقيات فقد تقرر اتخاذ الإجراءات الضرورية لما فيه مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي عامة والشعب القطري الشقيق خاصة”.

وبررت الإمارات قراراها بأنه “نتيجة لعدم التزام السلطات القطرية باتفاق الرياض لإعادة السفراء والاتفاق التكميلي له 2014 ومواصلة دعمها وتمويلها واحتضانها للتنظيمات الارهابية والمتطرفة والطائفية”.

وكانت مواقع الكترونية نشرت مضمون بعض المراسلات الالكترونية بين السفير الإماراتي يوسف العتيبة واللوبي الإسرائيلي ممثلاً بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات. وجاء في مضمون إحدى الرسائل، أنّ العتيبة ناشد خلال سيل من رسائل البريد الإلكتروني لمستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط فيليب غوردن، إدارة باراك أوباما دعم الرئيس الأسبق حسني مبارك، كما هاجم بشدة تنظيم الإخوان المسلمين وداعميه في قطر. 

أما مصر فاتخذت قرارا مماثلا بعد ساعات زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير للقاهرة الأحد, حيث قطعت العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر. وجاء في البيان الصادر عن الحكومة أنه “في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر وفشل كافة المحاولات لاثناءه عن دعم التنظيمات الإرهابية ‏على رأسها تنظيم الاخوان الارهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم احكام قضائية في عمليات ارهابية استهدفت أمن وسلامة مصر، بالإضافة الى ترويج فكر تنظيم القاعدة وداعش ودعم العمليّات الإرهابية في سيناء، فضلا عن إصرار قطر على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة ‏بصورة تهدد الأمن القومي العربي وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية وفق مخطط مدروس يستهدف وحده الأمة العربية ومصالحها”. 

‏كما وذكر البيان أنّ مصر ستغلق “أجواءها وموانئها البحرية أمام كافة وسائل النقل القطرية حرصاً على الأمن القومي المصري، ‏وستتقدم بالإجراءات اللازمة لمخاطبة الدول الصديقة والشقيقة والشركات العربية والدولية للعمل بذات الإجراء الخاص”.

قرار مصر يأتي تزامناً مع زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى القاهرة الأحد لمناقشة قضايا إقليمية ودولية مع نظيره المصري سامح شكري ولاسيما موضوع مكافحة الارهاب.