بقلم : محسن علي الجمال
بعد أن تواطأت قيادات جنوبية وألبت أبناء المحافظات الجنوبية ضد أبناء الجيش واللجان الشعبية ونعتهم بالمناطقية ووصفهم بالمحتلين وهيأت الساحة الجنوبية للاحتلال الإماراتي السعودي الأمريكي وبسط سيطرته الكاملة تحت مزاعم إعادة ما يسمى بالشرعية ظن الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية بعد دخول الغزاة بأنهم سيحظون بالأمن والاستقرار, وتوفير الخدمات العامة, وسينعمون برغد العيش والرفاهية في ساحل عدن الذهبي ويمنحون فيز مجانية للسياحة والتجوال في شوارع أبو ظبي والشارقة.
ولكن يبدو واضحاً بأن أبناء المحافظات الجنوبية انخدعوا بأمنية أبواق وقنوات العهر الخليجي وكلامها الفضفاض وتبنيها للقضية الجنوبية والتركيز عليها بشكل أساسي, بعد ان استخدمها الإعلام الخليجي كطعم جذب به قلوب الكثير ومناهم بها , ولكن كانت الأمنية وتحقيقها لهم أشبه بأمنية إبليس لأبينا آدم حين أخرجه من الجنة, والحقيقة يتضح للجميع بأنها كانت فخ كبير نصبته وتنبته “عاصفة الحزم” حتى صدق أبناء المحافظات الجنوبية وقياداتهم هذه الترهات الكاذبة والمخادعة حتى دخلت قواتها وسرعان ما حولتها على مرأى ومسمع الجميع إلى مربعات وإقطاعيات وعصابات وتماسيح عملاقة تلتهم بعضها البعض مستغلة تعدد الولاءات وانقسام القيادات الجنوبية والتي ساهمت بشكل كبير في تسهيل دخول الغزاة ليقوم كل منهم بتصفية الآخر وتنفيذ أجندات خارجية كما يلحظ اليوم.
وبعد استعراض عضلات أبناء المحافظات الجنوبية أمام أخوتهم أبناء الشمال وطردهم وتسريحهم تذكرني المآسي والجرائم والويلات الحاصلة اليوم في المحافظات الجنوبية عقب استقبالهم للغزاة والمحتلين وما تعانيه حالياً من المآسي والويلات استقبال أبناء العراق للجيش الأمريكي بأنواع الورود إبان اجتياح العراق 2003م ولكن سرعان ما ثبت الغزاة أقدامهم على الأرض حتى تحولت الأحلام والأمنيات والمواعيد البراقة التي صرفت بالمجان إلى قصص إنسانية يندى لها الجبين وجرائم تعلو صداها البكاء والعويل, وبدأت عمليات البسط والاغتيالات وانتهاك الحرمات واستباحة الأعراض تظهر شيئًا فشيئاً إذ كان من المفترض أن نأخذ العبرة جميعا شمالاً وجنوباً مما حدث ويحدث في العراق وسوريا أما اليوم فقد وصلت العبرة إلى بلادنا.
فإعادة الشرعية ومزاعم التحرير التي خدعوا بها في الجنوب جعلتهم في ظل تواجد غجر الإمارات وبدوها الصحر يعيشون الأمرين وتجتاحها فوضى أمنية عارمة تتصدرها مشاهد الاغتيالات المروعة وانتهاكات للمحارم واستباحة للأعراض واغتصاب للنساء,وتزايد عمليات القتل والإجرام بشكل واسع, فمن لم يندفع من القيادات الجنوبية لقتال الجيش واللجان الشعبية في صفوف الغزاة والمحتلين أرسلت إليه قيادة الإرهاب الأمريكي السعودي الإماراتي ليقتل برصاص القاعدة وداعش في وضح النهار.
كنا نظن أنه بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية ودخول قوات الاحتلال للجنوب المحتل بأن أبناء الجنوب سيعيشون وضعا أمنيا واقتصاديا على أرقى مستوى خصوصاً وان أموال قيادة العدوان تتدفق إليها بشكل مستمر وسيعود البخور العدني بروائحه الزكية إلى مدنها أكثر مما هي عليه صنعاء ومحافظات الشمال ولكن كان البديل هي روائح المجاري المنتنة وطفحها المستمر والمتدفق في الشوارع بل وكان البديل عن الجيش واللجان هي سكاكين القاعدة وداعش.
فكل ما كان يطبل ويتغنى به الإعلام الخليجي مسبقا لأبناء الجنوب قبل احتلالها ذهب في مهب الرياح وكان البديل هو الدمار والسحل والذبح وقصقصة وتصفية أبرز القيادات الجنوبية دون استثناء لتدخل كل تلك الجرائم في خبر كان وتسجل ضمن الجاني المجهول “ومن جيزكن ياخواتي” خصوصا بعد إن هيأتها قيادة العدوان كأرض خصبة حاضنة لداعش والقاعدة بعد استجلاب المئات منهم من سوريا والعراق الى المحافظات الجنوبية حيث تشهد تنامي وتمدد واسع برعاية وحماية قوى العدوان السعوأمريكي وقيادتها, وهذا ما أكده وكشف عنه القيادي في الحراك الجنوبي الكازمي في تسجيل له بالصوت والصورة قبل أيام على اليوتيوب.
لم نسمع عن الرخاء والخير التي كانت تدغدغ به قنوات الاعلام الخليجي مشاعر وعواطف أبناء الجنوب بل سمعنا وشاهدنا كل خيراتهم ورخائهم في تصدير العبوات الناسفة وتجهيز السيارات المفخخة للفتك بأرواح أبناء الجنوب في كل مكان فلا يكاد يمر أسبوع أو أقل من ذلك إلا ونشاهد عملية دموية إجرامية جديدة, ولعل المشهد الأخير لرجل شرطه المرور وامتهان كرامته الماضي بشكل مهين ومذل ومخزي ودوسه بأقدام عصابات مسلحة موالية للعدوان وسط النهار ، شاهد آخر لما تعيشه أنباء المحافظات الجنوبية خلافا على ماهي عليه المحافظات الشمالية التي تنعم بالأمن والاستقرار رغم الظروف القاسية والمرة جراء الحصار .
القيادات المرتزقة الجنوبية التي كانت يوماً حاضنا وعاملا مساعداً لدخول القوات الغازية وحيوانات أليفة تعيش على بقايا موائد اللئام من قيادة التحالف والغزاة تسودهما المودة والتآلف ها هي قيادة العدوان ترد لها جميل ما صنعته من خلال الاهانات ووضعهم تحت الإقامة الجبرية لتتحول تلك الألفة إلى كراهية وحقد وانتقام بعد أن انتهت صلاحيتها.
الواقع بان العدوان السعودي الأمريكي على اليمن حول محافظات الشمال إلى حقل تجارب لأسلحته المحرمة التي قصف بها الأبرياء من المواطنين العزل بعد فشله في تحقيق أي تقدم ميداني وقطعت أياديهم وأرجلهم من خلاف على أيدي المجاهدين من أبناء الجيش واللجان الشعبية, لكن في المقابل حول الغزاة والمحتلين أجساد المحافظات الجنوبية إلى حقل تجارب للتعذيب النفسي والجسدي لتظهر أخيرا للملأ وللعالم أجمع فضيحة كبرى دوت العالم بعد تكتم شديد وسرية تامة لقنوات الإعلام التابعة للعدوان لتمارس دويلة الاحتلال الإماراتية بعد إنشائها سجون سرية ومعتقلات يمارسون فيها أبشع أنواع التعذيب بحق أبناء الجنوب التي عرضت في اليوتيوب وبثتها قناة الجزيرة..ليست من نسج الخيال وليست كأفلام الرعب التي يتم المبالغة فيها ليصل التعذيب إلى شوي السجين كدجاج المطاعم على أيدي جنود أمريكيين بصورة ربما هي أقبح وأشد م